هل يجوز تربية الكلاب

هل يجوز تربية الكلاب

 

هل يجوز تربية الكلاب

 

هل يجوز تربية الكلاب ؟ هو أحد الأسئلة التي لا بدّ من الإجابة عنها، وقد كان للإسلام نظرة خاصّة للحيوان فقد جاءت الرسالة التي حملها النبي عليه الصلاة والسلام رسالة عامة تحمل الخير والنعمة والعدالة إلى كل المخلوقات في الكون، فقد مدت الشريعة الإسلامية شراع العدل إلى منتهاه حينما دعت الإنسان إلى أن يعدل مع نفسه، ويعدل مع بني جنسه، بل امتد مفهوم العدالة ليشمل رعاية حقوق الحيوان بما تتضمنه من انصاف واجتناب للظلم والجور في التعامل مع هذا المخلوق الذي خلقه الله وسخره لخدمة الإنسان.

هل يجوز تربية الكلاب

جاء الاتفاق بين العلماء على حرمة تربية الكلاب في الإسلام، إلّا في حال وجود حاجة إليها، وحدد الفقهاء هذه الحاجة للكلاب بأنّ يكون الكلب لحراسة الماشية من الضباع والسباع والذئاب، أو أن كلبًا لحراسة الزرع من المواشي والأغنام وغيرها، أو أن يكون الكلب للصيد فينتفع الصائد من صيده، الدليل على ما ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَنِ اتَّخَذ كلبًا، إلا كلبَ ماشيةٍ أو صيدٍ أو زرعٍ، انتَقَص من أجرِه كلَّ يومٍ قِيراطٌ، قال الزُّهرِيُّ: فذُكِر لابنِ عُمَرَ قولُ أبي هُرَيرَةَ، فقال: يَرحَمُ اللهُ أبا هُرَيرَةَ، كان صاحبَ زرعٍ” [1]، وأمّا بالنسبة لتربية الكلاب لحفظ البيوت ذهب ابن قدامة إلى أنّه لا يجوز مع احتمال الإباحة، وقد ذهب فقهاء الشافعية إلى أنّه إذا زالت الحاجة التي لأجلها تمت تربية الكلب واقتناؤه فإنّه يجب الاستغناء عنه.

هل يجوز تربية الكلاب في المنزل

جاء في فتوى للإمام ابن باز رحمه الله أنه من غير الجائز تربية الكلاب في المنزل، فلا يجب تربيها في المنزل إلا لثلاثة أسباب، إما بهدف الصيد، أو تأمين وحراسة الماشية والأغنام، أو الاستفادة منها من أجل الزراعة أو الحرث، حيث يعتبر الكلب قذراً ونجساً، بالإضافة إلى الأضرار التي يلحقها بالمنزل وساكنيه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: “مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ”[3] كما أمر صلى الله عليه وسلم بغسل الأواني والصحون التي يأكل بها الكلب سبع مرات، فيتم غسلها أولاً بالتراب، ثمّ بالماء، ولهذا لا يجب تربية الكلاب في المنزل إلا للضرورة القصوى.[4]

ما حكم بيع الكلاب

جاءت آراء العلما ءمنقسمة في مسألة بيع الكلاب وشرائها، فانقسوا بذلك إلى ثلاث مذاهب، وهي كالآتي:[5]

  • الرأي الأول: رأي علماء المالكيّة والحنفيّة، وقد قالوا بجواز بيع الكلاب بالمطلق بلا قيد أو شرط، وقد استدلَّ أصحاب هذا القول على ما ذهبوا إليه بأنّ الكلب إنما هو حيوانٌ كغيره من الحيوانات من حيث جواز بيعه وشرائه، كما أنّه يُعتبر مالاً منقولاً فيجوز لصاحبه الانتفاع به من خلال بيعه وشرائه، إلا أنه ورد قولٌ لأبي يوسف من الحنفية يمنع فيه بيع الكلب العقور.
  • الرأي الثاني: رأي علماء الشافعيّة والحنابلة، وقد قالوا بحرمة بيع الكلاب حرمة مطلقة، ودون وجود حالات شاذة عن هذه الحرمة حتّى، واستدلوا على ذلك بما يرويه عقبة بن عمرو رضي الله عنه عن رسول اله عليه الصلاة والسلام أنّه قال: “(نَهَى عَن ثمنِ الكَلبِ، ومَهْرِ البغيِّ، وحُلوانِ الكاهنِ”[6]، وهذا يعني أنّ ليس للكلب قيمة فعلية او ثمن عند اصحاب هذا المذهب، فإن أهلك أحدهم كلب شخص آخر فليس عليه أن يدفع له ثمنه، ولا يمكن لصاحبه أن يُطالب بحقّه.
  • الرأي الثالث: التّفصيل في حُكم بيع الكلاب بين الحرمة والجواز؛ فقد ذَهب جُمهور فقهاء المالكية إلى التفريق في حكم بيع الكلاب ففرّقوا بين الكلب الذي أُذن فيه عن الكلب الذي لم يؤذن فيه، أمّا الكَلب غير المأذون فيه فلا يجوزُ بيعه عندهم إطلاقاً، واختلف القول عندهم بخصوص بيع الكلب المأذون فيه فقد وردت عنهم ثلاثة أقوال هي: الحُرمة، والكراهة، والجواز.

 

بعض الأحكام المتعلقة بالكلاب

بعد معرفة الإجابة على هل يجوز تربية الكلاب، فسنتحدث عن بعض الأحكام المتعلقة بالكلاب، فللفقهاء في مسألة ولوغ الكلب في الإناء عدة أقوال، منها:[7]

 

  • ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى أنّه يجب غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداهنّ بالتراب، وذلك لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا ولغَ الكلبُ في إناءِ أحدِكُم فليَغسِلهُ سبعَ مرَّاتٍ، أولاهُنَّ أو إِحداهنَّ بالتُّرابِ”[8]
  • ذهب فقهاء المالكية إلى أنّه يُندب غسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات، ولا ترتيب مع الغسل.
  • ذهب فقهاء الحنفية إلى وجوب غسل الإناء ثلاث مرات، وعندهم قول بغسل الإناء ثلاث أو خمس أو سبع مرّات.

 

هل يجوز قتل الكلاب

في الإجابة عن السؤال هل يجوز قتل الكلاب، وقد أجمع العلماء على أنّ تربية الكلاب أو اقتناءه لا تجوز إلّا في حالتين إمّا للصيد أو الحراسة، وهي في غير هاتين الحالتين فهي محرّمة شرعًا، أمّا عن قتل الكلب فمن غير الجائز قتل الكلب غير العقور، وفي قتله إثم عظيم لا بدّ له من توبة، أمّا في حال كان الكلب عقورًا فقد أمر رسول الله عليه الصلاة والسّلام بقتله لأنّه يؤدي إلى هلاك الإنسان.[9]

 

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال هل يجوز تربية الكلاب، وتعرفنا على جُلّ الأحكام التي تتعلق بتربية الكلاب في الإسلام، من أحكام بيع الكلاب وشرائها، وأحكام غسل الأواني إذا ولغ فيها الكلب، وأخيرًا تحدثنا عن حكم قتل الكلاب.

السابق
هل يجوز الاشتراك في الاضحية
التالي
حكم تأخير قضاء الصلاة الفائتة

اترك تعليقاً