هل جربت يومًا أن تشرب من حوض الجنة أو تأكل من ثمارها؟

هل جربت يومًا أن تشرب من حوض الجنة أو تأكل من ثمارها؟

هل جربت يومًا أن تشرب من حوض الجنة أو تأكل من ثمارها؟ نتحدث كثيرًا عن الجنة وصفاتها، ونعلم الكثير عنها، مما قرأنا في القرآن الكريم أو من أحاديث النبي

الأكرم صلى الله عليه وسلم، لكن لماذا لا نفكر يومًا في أن نعيش في الجنة ونحن مازلنا على ظهر

الحياة الدنيا، أو كأننا بالفعل في الجنة، وحولنا كل ما تشتهيه الأنفس، ونتخيل ونتصور كل ما نريد

ونتمنى، ونرى وجوه من نحب وغابوا عنا..

القضية كلها في إحسان الظن بالله تعالى، قال تعالى : «فَمَا ظَنّكُم بِرَبّ العَالمِين ».. يقول ابن

مسعود: «قسماً بالله ما ظن أحد بالله ظناً ؛ إلا أعطاه ما يظن … وذلكَ لأن الفضل كله بيد الله»..

فاللهم إنا نظن بك : غفراناً ، وعفواً وتوفيقاً ، ونصراً، وثباتاً، وتيسيراً، وسعادة ، ورزقا ً، وشفاءً ،

وحسن خاتمة، وتوبة نصوحاً.. وعتقاً من النار ».. فهب لنا مزيداً من فضلك يا واسع الفضل والعطاء.

وظني فيك يارب جميل

نعم.. كما يقولون: (وظني فيك يا رب جميل).. فاللهم حقق لي يا إلهي حسن ظني بك.. وما أجمل

الظن بأن نتمنى العيش ولو يومًا في الجنة ونحن مازلنا على ظهر الأرض.. فما أجمل من الثقة بالله عز

وجل؟، بالتأكيد لا شيء مهما كان، فقد قيل لإعرابي في البصرة: ﻫﻞ ﺗﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟؟..

فقال: ﻭﺍلله ﻣﺎ ﺷﻜﻜﺖ في ذلك ﻗﻂ.. وأني سوف ﺃﺧﻄﻮ ﻓﻲ ﺭﻳﺎﺿﻬﺎ.. ﻭﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺿﻬﺎ ﻭﺃﺳﺘﻈﻞ

ﺑﺄﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ﻭﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ.. ﻭﺃﺗﻔﻴﺄ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ﻭﺃرتشف ﻣﻦ ﻗﻼﻟﻬﺎ ، ﻭﺃعيش ﻓﻲ ﻏﺮﻓﻬﺎ ﻭﻗﺼﻮﺭﻫﺎ.. فقيل ﻟﻪ

: ﺃﻓﺒﺤﺴﻨﺔٍ ﻗﺪمتها ﺃﻡ ﺑﺼﺎﻟﺤﺔٍ ﺃﺳﻠﻔﺘﻬﺎ ؟.. فقال : ﻭﺃﻱ ﺣﺴﻨﺔٍ ﺃﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺎً ﻭﺃﻋﻈﻢ اجرا ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﺎلله

ﺗﻌﺎﻟﻰ.. ﻭﺟﺤﻮﺩﻱ ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ.. ﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﻓﻼ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﺬنوب ؟..

ثم فقال : ﺧﻠﻖ ﺍلله ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ ، ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻟﻠﺠﺮﻡ ، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﺏ محبيه ﻓﻲ

ﻧﺎﺭ ﺟﻬنم.. ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻟﻘﺪ ﺣﺴﻦ ﻇﻦ ﺍلإعرابي بربه، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ

ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﻻ ﺍﻧﺠﻠﺖ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﻏﻠﺐ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ.

الجنة حولنا

أيضًا قد تكون الجنة حولنا ولا ندري، ففي الجنة نرى الأحباب، ونحن حولنا من الأحباب الكثير، وفي

الجنة، نأكل خير الثمار، وقد نأكلها في الدنيا ولا نحمد الله عليه، وفي الجنة نشرب أفضل الشراب،

وقد نشربه في الدنيا ولا نحسن التعامل مع هذا الفضل العظيم.. قال الله تعالى:

« فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ *

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ

الْخَالِيَةِ » (الحاقة: 19 – 24).. فلنتمنى جميعًا الجنة في الدنيا والآخرة، والله عنده خير وأبقى.

السابق
قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة بالغار
التالي
الإفتاء تجيب .. هل يجوز تحميل برامج الكمبيوتر المجانية من الإنترنت؟

اترك تعليقاً