نبي الهدى والرحمة المسداة

نبي الهدى والرحمة المسداة

إن الحمدَ لله، نحمدُهُ ونستعينُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِهِ الله فالا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

 

إن خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ،وكلًّ ضلالة في النار.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

أيها المؤمنون:

إنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم أفضل عباد الله وأحبهم إلى الله جل وعلا خليل الله ومصطفاه ومجتباه، أكمل عباد الله عبادةً وأزكاهم خُلُقًا وأطيبهم نفسًا، وأحسنهم معاملةً، من رآه لأول وهلة هابة، ومن عاشرة أحبه، وأعظمهم معرفة بالله تعالى وتحقيقًا لعبوديته؛ اصطفاه الله ليكون سفيرًا بينه وبين عباده، واختاره على علم من أفضل عرق البشرية نسبًا، وخصه بأكمل صفات البشر خَلْقًا وخُلُقًا، وأجمل الصفات في هيئته البهية، وطلعته الجميلة، ومحياه المشرق، وخصة بأكمل الخلال وأجمل الأخلاق وأطيب الآداب؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

 

فهو أزكى البشرية، وخير العباد، وقدوة العالمين، وسيد ولد آدم أجمعين.

 

فالإيمان به واجب ومحبته فريضةٌ على العباد، وإنّ اللهَ جعله قدوةً للعبادِ وأسوةً للناس، وأمر باتباعه والسير على منهاجه، بل هو الإمام الأعظم، والقدوة الأكمل قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 6]، إن سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم تعدُّ منهج الحياة لكل مسلم يرجو لنفسه الخير والرفعة والحياة الكريمة في الدنيا والآخرة، يُربى عليها الأبناء وينشأ عليها الأجيالُ.

 

عباد الله:

فمن أحبه أقتفى أثره وسار على هدية وتمسك بسنته، فهذا أعظم نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم صدقًا وعدلًا.

 

قال سفيان بن عيينة -رحمه الله-: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تعرض الأشياء؛ على خُلُقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل.

 

إنَّ الله قال: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157]، فنصرته صلى الله عليه وسلم تكون بالإيمان به ومحبته واتباع دينه، والانقياد لأمره والتسليم لنهيه وتقديم النفس والمال والولد دون جبابه، وخلع كل ما يضاد ذلك وينافيه، قال تعالى: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 9]، وبهذا تكون نصرة لا بالاعتداء والسب والشتم وسيء الأفعال فليس هذا من أمره ولا هدية.

 

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالين الذي هدانا لصراطه المستقيم والصلاة والسلام على نبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله و صحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

 

أيها المسلمون:

قال النبي صلى الله عليه و سلم: (وددتُ أني لقيتُ إخواني، فقال أصحابُه: أوليسَ نحنُ إخوانَك؟ قال: أنتم أصحابي، و لكن إخواني الذين آمنُوا بي و لم يَرَوْنِي ) صححه الألباني

 

يا من حرمتم من رؤية نبيكم في الدنيا،وتتمنوا رؤيته بالمال والأهل والولد،وتمنى هو رؤيتكم، فسيروا على هديه، واقتفوا أثرة،وستنوا بسنته؛ليكون لكم شفيعًا، فمن الخسران أن تحرموا من رؤيته في الآخرة.

♦ ♦ ♦

 

يا رب صل عَلى النَبي المجتبى
ما غردت في الايك ساجعة الربا
يا رب صل عَلى النبي وآله
ما اِهتَزَت الاثلاتِ من نفس الصبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله
ما لاحَ برق في الاباطح أَو حبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله
ما أَمت الزوّار مسجد يثربا
يا رب صل عَلى النَبي المجتبى
ما قالَ ذو كرم لضيف مرحبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله
ما كوكب في الجوّ قابل كوكبا
باللَه يا متلذذين بذكره
صلوا عليه فما أَحق وأَوجبا
صلوا عَلى المختار فهو شفيعكم
في يوم يبعث كل طفل أَشيَبا
صلوا عَلى من ظللته غمامة
وَالجزع حن له وأَفصحَت الظبا
صلوا عَلى مَن تدخلون بهديه
دار السَلام وَتبلغون المطلبا
صلوا عليه وَسَلموا وَتَرحموا
وَرِدوا به حوض الكَرامة مشربا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا
من نور طلعته يشق الغيهبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا
أَحلاك ذكرا في القلوب وأَعذَبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك ما
أَزكاك في الرسل الكِرام وَأَطيَبا

 

السابق
الهدي الإسلامي في الوقاية من الأوبئة
التالي
التوحيد في سورة يس

اترك تعليقاً