نبذة عن شعيب بن ميكائيل

نبذة عن شعيب بن ميكائيل

الأنبياء والرسل أنزلَ الله -تعالى- على نبيهِ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- القرآن الكريم، وهو خاتمُ

الأنبياءِ والرسلِ، وكان جزءٌ منه يتحدثُ عن قصص الأنيياء السابقين، ويُخبر رسول الله بدعوتهم

لأقوامهم؛ وذلك لأن جميع ما جاءَ بهِ الأنبياء، يحملُ رسالةً واحدةً، وهي هداية النّاس إلى الحق،

وإلى الطريقِ الصحيح، فبيّنَ القرآنُ الهدفَ الذي اجتمعَ عليه الرسلُ والأنبياء جميعهم،

وأوحى الله لهم بنفسِ الرسالة،

[١] في قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا، وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[٢] شعيب بن ميكائيل ومن الأنبياءِ الذين وردَ ذِكرُهم في القرآنِ الكريمِ مِنَ العربِ: هود، وصالح، وشعيب بن ميكائيل، وإسماعيل، ومحمد عليهم الصلاة والسلام،[٣] ويسمى شعيب بن ميكائيل بخطيبِ الأنبياءِ،[٤] وهو رسول الله الذي بعثهُ إلى مَدْين، وهو شعيب بن ميكائيل، بن يشجب بن مدين بن إبراهيم، وبالرغمِ مما قيل من اختلافاتٍ في نسبهِ إلّا أنّ جميعها تَردُ نسبةً إلى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- حيث قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}،[٥] وتقعُ أرض مدين التي بُعث بها شعيب بن ميكائيل نبيًا في بلادِ الشام، بينَ معان في الأردن، وتبوك في السعودية، وبُعث النبي شعيب بن ميكائيل في الحقبةِ الزمنيةِ الواقعة بين يوسف وموسى عليهم السلام،[٦] وقال الله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}،[٧] وأصحابُ الأيكةِ هم قومُ شعيب، وسموا بذلك؛ لأنهم عبدوا الأيكة؛ وهي نوعٌ من الشجر، وكفروا بالله، واشتهروا بغشهم، وخِداعِهم وتلَاعُبِهم في الميزانِ، وبخسهم النّاس أشيائهم، حيث قال تعالى: {وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}،[٨] فبعثَ الله شعيب -عليه السلام- ليدعوهم لتركِ ما هم عليه، ويؤمنوا بالله وحده.[٩] هلاك قوم شعيب بن ميكائيل دعا شعيبٌ قومه، فَكَذَّبوه، ولَمْ يؤمنوا بهِ، حتى دعا اللهَ -تعالى- أن ينصُرَهُ عليهم، حيث قال تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}،[١٠] فحلَّ بِهم العذاب وأَخَذَّهم الله بالرجفةِ؛ أيّ زلزلةِ الأرض من تحتِ أقدامهم، وأسكنَ الله حركتهم وأصواتهم إذ بعثَ عليهم الصيحة، وعذبهم الله عذابًا عظيمًا؛ فأصابهم حرٌ شديد وأمسكَ الله عنهم هبوب الريح لسبعةِ أيام، فلم يَقِيَهم من الحرِّ شيء، فَخرجوا إلى البريةِ، فأرسلَ الله عليهم سحابةً عظيمةً فاجتمعوا لِيستظلوا بها، حتى بدأت تقذفُ عليهم نارًا، وأخَذَّهم بالرجفةِ، وأرسلَ لهمُ الصيحة من السماءِ، حيث قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}،[١١] ونَصر الله شعيب ومن آمن معه، وأَهلَكَ الكافرين، وبقيَ بعد هلاك قومه فترةً من الزمن، حتى توفاهُ الله -تعالى- في الأُردن، وقبرهُ في وادي شعيب، وسُميَّ باسمِ المقامِ هناك، وقيل أنه توفي بمكة، ودُفنَ بين دار الندوة، ودار بني سهم، وهكذا عاشَ شعيب بن مكيائيل، ناصحًا وداعيًا لله تعالى، وأدى ما أمرهُ الله به، حتى توفاهُ الله تعالى

السابق
ماهو سبب نزول سورة التحريم
التالي
تفسير حلم رؤية سرقة الذهب في الحلم

اترك تعليقاً