من هو قاتل أبو جهل

من هو قاتل أبو جهل … كان من أشد المشركين عداوة لرسول الله والمسلمين، عبدالله بن مسعود هو من قتله وحمل رأسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

أبو جهل

كان أبو جهل من كبار المشركين من قبيلة قريش ومن أشد أعداء الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم، حتى لقبه النبي بفرعون الأمة:

• نسب أبو جهل: هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
• نسب أم أبو جهل: أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبيل بن نهشم بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد بن مناة بن تميم بن مر بن أد بن اليأس بن طابخة بن نزار بن معد بن عدنان، ولقبت بالتميمية.
• أبناء أبي جهل: زرارة وتممي والصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل، وهو أحد كتاب الوحي رضي الله عنه.
• كان متزوجاً من بنت عمير معبد بن زرارة، وهي أم زرارة وتممي.
• ألقابه: كان يلقب بأبي الحكم، ثم أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم أبو جهل.
• سبب تسميته بأبي جهل: عندما أعلنت سمية بنت خياط إسلامها وجهرت به وكانت امرأة عجوز، قام أبو جهل بقتلها وذلك بطعن قُبلها بالحربة حتى ماتت.

من الذي قتل أبو جهل؟

عندما نسأل من الذي قتل أبو جهل فإنه يتبادر إلى أذهاننا أول من قام بطعنه لكن الجدير بالذكر أن الذي قتل أبو جهل هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وكانت قصة مقتل أبو جهل في غزوة بدر، كالتالي:

• كان مقتله يوم بدر وقد قرر عتبة بن ربيعة أن ينسحب من المعركة ويعود إلى مكة قائلاً لا يشقي القوم إلا ابن الحنظلية “قاصدا بذلك أبا جهل، فأرسل إليه حكيم بن حرام حاملاً رده قائلاً له:” لقد جبن ابن ربيعة لأن ابنه حذيفة في جيش محمد فلا نرجع حتى نرد ماء بدر وتعزف القيان وتدق الطبول وتسمع بنا العرب.

• فجاء في وسط المعركة معوذ ومعاذ أبناء العرفاء وقد كانا في السادسة عشر من العمر فطعناه ولكنه لم يلفظ أنفاسه الأخيرة، ثم جاء عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقال له أبي جهل “لمن الغلبة اليوم” يقصد في المعركة، فأجابه عبدالله “لله ورسوله يا عدو الله”، فقال أبو جهل في حنق: لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم.

• وقد ورد عن ابن إسحاق أن معاذ بن عمرو بن الجموح قال “سمعت القوم
  وأبو جهل في مثل الحرجة والحرجة وهو تشبيه لرماح المشركين وسيوفهم حول أبي جهل محاولاً حمايته، وقد كانوا يقولون أبو الحكم لا يخلص إليه.

• قال معاذ: فلما سمعتها جعلتها من شأني، فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه
  فضربته ضربة أطنت قدمه وأطارت بنصف ساقه، ثم أكمل معاذ، “فوالله ما شبهتها حين طارت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها.

• ثم أكمل معاذ: فضربني ابنه عكرمة حتى أطاح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي وكان القتال اجهضني
  وقد قاتلت عامة يومي، ثم مر بأبي جهل وهو عقير معوذ بن عفراء، فضربه حتى أثبته، وترك به رمق، وقاتل معوذ حتى قتل.

• فلما انتهى القتال، قال النبي صلى الله عليه وسلم،: من ينظر ما صنع أبو جهل؟
  فتفرق الناس يطلبونه وينتظرون في أمره، فعثر عليه ابن مسعود رضي الله عنه وبه آخر رمق
  فامسك بلحيته، ليجتز رأسه، فدار بينهما حديث حتى وصل إلى قوله لقد ارتقيت موتى صعباً يا رويعي الغنم
  فقطع عبدالله بن مسعود رأسه.

• فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “يا رسول الله هذا رأس عدو الله
  فقال: الله الذي لا إله إلا هو ورددها ثلاثاً، ثم قال:” الله أكبر الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه، فإن لقنا فأريته إياه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فرعون هذه الأمة”.

مواقف عمرو بن هشام مع النبي صلى الله عليه وسلم

بعد معرفة من الذي قتل أبو جهل؟ ينبغي معرفة عداءه للنبي والإسلام، ومنها:

• لقد دخل عمرو بن هشام إلى دار الندوة وكان عمره خمسة وعشرين عاماً
  وعلى الرغم من أنه لا يدخلها إلا من كان عمره يبلغ الخمسين فما فوق، ولكنه كان شاباً ذكياً وحكيماً
  ولكن بعد بعثة النبي وظهور الإسلام أصبح من المتعصبين وفقد كل ما يملك من حكمة وأصبح سريع الغضب
  لذلك أطلق عليه عمه الوليد بن المغيرة أبي جهل كما جاء في أحد الآراء حول تسمية أبا الحكم بأبي جهل.

• يحكي عمر بن الخطاب عن مواقفه في بداية البعثة فبينما يجلس عمر بن الخطاب مع أبي جهل
  وشيبة بن ربيعة حتى قام أبو جهل وقال: يا معشر قريش أن محمداً قد شتم آلهتكم وشفه أحلامكم…
  “أي مضى سيدنا عمر يحكي عن قول أبو جهل في ما فعل النبي وقال في حق آبائهم وعبادتهم للأصنام وأن مأواهم النار يتهافتون فيها، ثم أقسم أنه سوف يقتل محمداً وذلك حين يخرج الصلاة فإذا سجد حمل حجراً ووضعه على الرأس النبي ليقتله.

• وقال لهم لنرى ماذا يفعل بنو عبد مناف وليفعلوا ما يفعلون واني افعل ذلك فأسلموني أو امنعوني إن أردتم
  فقال له قومه افعلا ولن نسلمك لشيء، فلما جاء الغداة وقام النبي للصلاة وقد كانت الشام قبلته
  وقام بين الحجر الأسود والركن اليماني فهمَّ أن يسجد حتى جاء أبو جهل وحمل الحجر
  فلما اقترب ترك الحجر ورجع خائفاً فقال له القوم ما بك يا أبا الحكم فقال لما هممت برمي الحجر
  حتى رأيت أبداً ما رأيت في ضخامته وطوله وعظم حجمه وقد وصفه بالكثير من الأوصاف
  فقال وقد همّ أن يأكلني، فرجع عن ما نوى من شدة الخوف.

• ويذكر أنه قد شهد شهادة حق في رسول الله وأن ما كان فيه ما كان من تكذيب للنبي صلى الله عليه وسلم
  وإنما كبر وعناد، فيذكر أنه الأخنس بن شريق قائد بني زهرة، قدم إلى أبو جهل
  فقال له متسائلاً: أتري محمداً يكذب؟ فأجابه أبو جهل “ما كذب قط وكنا نسميه الأمين
  ولكن إذا كان في بني هاشم السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة، فأي شيء لبني مخزوم؟”.

• وهذا ما يؤكد أنه استحق وصفه بالجهل، فما كان كفره إلا عن عناد وكِبر وهو ما جعل النار وعيده ومثواه في الآخرة.

• وأما ما كان رأيه حين اجتمعت قريش يريدون قتل النبي صلى الله عليه وسلم
  فقد كان لأبي جهل الرأي والزعم، فقال لهم: “إن لي فيه رأياً ما أراكم وقعتك عليه بعد
  ” فقالو وما هو يا أبالحكم؟ قال أرى أن نأخذ من لقبيلة فتى شاباً جليداَ نسيباً وسيطاَ فينا ثم نعطي كل فتى منهم سيفاً صارماً
  ثم يعتمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه بين القبائل جميعاً
  فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم”.

• فمكروا ومكر الله والله خير الماكرين، فلم يستطيعوا وخرج النبي أمام أعينهم وهم غافلون بإذن الله، وكان من أهم القتلى أبو جهل في يوم بدر.