من هو جلال الدين القزويني

من هو جلال الدين القزويني


هو إمام، وخطيب، وقاضي قضاة دمشق، وأديب، ومؤلف، وفقيه من أئمة القرن الثالث عشر الميلادي.

وهو جلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد القزويني، الشافعي، ويُكنّى أبو المعالي،

وينسب إلى أبي دلف العجلي، ويُلقّب بالخطيب؛ لأنّه ولّي خطابة دمشق في المسجد الأموي الكبير،

وكان القزويني عالمًا بارعًا ونابغًا اتسعت علومه ومعارفه، وأبرزها أصول الفقه، والبلاغة، وله مصنفات

في عدة فنون، كما أتقن الأصول العربية والمعاني والبيان، وامتاز بفصاحة لسانه، وحسن أخلاقه

ومكارمه، وجمال خطابته، وحُلوّ عباراته المنتقاة بمهارة، فضلًا عن ذوقه الأدبي الرفيع وحُسن خَطه،

وحبه للشعر، خاصة شعر الأرجاني الذي اختصر له ديوانًا من بين مؤلفاته المتنوعة.[١][٢]

مولد القزويني ونشأته

ولد جلال الدين القزويني في مدينة الموصل في عام 665 هـ/ 1268 م، ولكن يرجع أصله إلى قزوين،

وسكن دمشق مع والده وأخيه إمام الدين، كما ولي فيها القضاء ناحية ما يُقارب 20 سنة قبل أن ينتقل

إلى مصر ويتولى فيها القضاء.[١]

ثقافة القزويني وولايته للقضاء والخطابة

ارتاد القزويني بالمدرسة البادرائية في دمشق، كما تفقه، وناظر، وتلقى الكثير من العلوم في هذه

المدينة، فكان أديبًا باللغة العربية والتركية والفارسية، وناب القضاء في دمشق من بعد أخيه وبعد

قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين بن صصرى عام 724هـ، وهناك تتلمذ على يد الكثير من الشيوخ، كما تولى

خطابة الجامع الأموي، وطلبه السلطان في قضاء دمشق وائتمنه على ذهب كثير، فحكم في دمشق

مع الخطّاب، ثم ولاه السلطان قضاء القضاة بالديار المصرية في عام سنة 727هـ، وهناك عظُم شأنه،

وبلغ من العز والوجاهة والرفعة الكثير، إذ حج مع السلطان، وكان إذا جلس في دار العدل لا يُثقل عليه

أحد الكلام أو يُزعجه، فهو في كنف السلطان ورعايته، ومن جهة أخرى كان القزويني إمامًا طيبًا يقضي

أشغال الناس ويُساعدهم، ووجد لديه أهل الشام الرفق الكثير وتيسير الأرزاق، ورِفعة الرواتب

والمناصب بإشارة منه، كما كان حَسـن التقاضي، لطيف التعامل، مُحبًا للخير والمساعدة، ناهيك عن

فصاحته وحلو عباراته، وجمال صورته وسماحته وجوده وكرمه، وفي الوقت نفسه كان سريع البديهة،

متّقد الذهن، فائق الذكاء، يُراعي قواعد البحث، وكان يُحب الأدب ويُحاضر فيه، بالإضافة إلى كونه

خطيبًا في جامع القلعة بالتشارك مع الخطيب ابن القسطلاني، إلا أن السلطان الملك الناصر نفاه إلى

مدينة دمشق سنة 738 هـ ثم ولاه القضاء فيها، وأصابه المرض هناك حتى توفي.[٣][٤][١]

أبز شيوخ القزويني

تتلمذ الخطيب جلال الدين القزويني على يد نخبة من المشايخ، وأبرزهم:[٣][٢]

شمس الدين الإيجي.

الشيخ عز الدين الفاروثي.

أبرز مؤلفات القزويني

ألف الخطيب القزويني العديد من الكتب، ومن بينها الآتية:

الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع: ويُعد هذا الكتاب من أبرز الكتب في علم البلاغة،

ويحتوي على شرح لكتاب الخطيب جلال الدين القزويني المعرف بتلخيص المفتاح، والذي هو في

الأصل اختصار لكتاب مفتاح العلوم للإمام السكاكي، وامتاز القزويني في كتابه هذا بكثرة الاستقصاء

في مسائل البلاغة التي عرضها بشكل دقيق ومُفصل، وألم بالآراء المهمة التي وردت حولها في

عصره أو من قبله.[٥]

كتاب الشذر المرجاني من شعر الأرجاني: وهو كتاب مختصر لديوان الشاعر الأرّجاني، ألفّه الخطيب

جلال الدين القزويني بسبب إعجابه الشديد بهذا الشاعر، واستحسانه لقصائده التي يراها من مفاخر

العجم.[٣]

كتاب التلخيص في علوم البلاغة

ويُعرف هذا الكتاب أيضًا باسم تلخيص المفتاح، وهو تلخيص لكتاب مفتاح العلوم للسكاكي، ويتناول

القزويني فيه العديد من الموضوعات الهامة في علوم البلاغة، وأبرزها: الفن الأول وهو علم المعاني،

والذي يدور حول أحوال الإسناد الخبري، وأحوال المسند والمسند إليه، وأحوال متعلقات الفعل،

والإنشاء والقصر، والفصل والوصل، أما الفن الثاني فيُمثل علم البيان، والذي يتناول فيه التشبيه،

والمجاز، والحقيقة، والاستعارة بالكناية، ومذهب العالم اللغوي السكاكي في الحقيقة والمجاز،

وتحسن الاستعارة، وفي المجاز بالحذف والزيادة، بينما يتحدث في الفن الثالث عن علم البديع ويدور

حول المطابقة، ومراعاة النظير، والارصاد، والمشاكلة، والزاوجة، والتورية والجمع، والعكس، والرجوع،

والنشر والمذهب الكلامي، وتأكيد المدح بأشباه الذم، وحسن التعليل، والعديد من المحاور الأخرى

الهامة.[٦]

وفاة القزويني

توفي جلال الدين القزويني في مدينة دمشق في تاريخ 15-جمادى الآخرة-739 هـ إثر تعلله وإصابته بالفالج.

السابق
موقف المقداد بن عمرو في غزوة بدر
التالي
من هو إبراهيم بن موسى الشاطبي

اترك تعليقاً