من هو الصحابي الملقب بسيد القراء

من هو الصحابي الملقب بسيد القراء

 

من هو الصحابي الملقب بسيد القراء من الأسئلة التي يرغب في معرفتها الكثير من المسلمين، وخاصّةً طلّاب العلم الشرعيّ والمهتمّين بالسيرة النبوية وسير الصحابة الكرام، وذلك حتى يتزوّدوا منها بالعظات والعبر التي ترتقي بهم في درجات الإيمان، وتجعلهم يتمثّلون المنهج القويم الذي ترتفع به الدرجات، وفيما يلي سنتعرّف على من هو الصحابي الملقب بسيد القراء.

 

التعريف بالصحابي

الصحابي هو الذي عاصر النبي -صلى الله عليه وسلم- ورآه، أو لم يره لمانع

معيّن كالعمى أو غيره من الأسباب، ويشترط في الصّحابيّ أن يموت على الإسلام

، لأنه إذا أسلم مع النبي، وارتدّ عن الإسلام في حياته، ولكنه مات على

الإسلام فهو صحابيّ جليل، والصحابة-رضوان الله عليهم- هم أشرف الحقب

التي مرت في الإسلام، فهم الكرام الذين بايعوا النبي بأرواحهم وأموالهم وأنفسهم،

بل إن آثروا الإسلام على بيوتهم؛ فهاجروا مع النبي تاركين بلاد الكفر والأصنام،

ورغبةً في الاستمرار على الإسلام ونشره إلى يوم الدين، وهم الذين بذلوا أموالهم

وأرواحهم فداء للنبي، والغزوات الإسلامية التي شارك فيها الصحابة، ودافعوا

عن النبي فيها مواقفها كثيرة، والصحابة هم خير الناس بعد الأنبياء،

فكانوا أكثر العصور التزامًا بما أمر الله-تعالى- وحفاظًا على سنة النبي،

وتمسّكا بالمبادئ الإسلاميّة، وجاء من بعدهم التّابعين وتابعي التّابعين إلى يوم الدين

، فالإسلام سيبقى ويبقى أتباعه إلى يوم الدين بفضل الله رب العالمين.

من هو الصحابي الملقب بسيد القراء

الصّحابيّ الملقب بسيد القرّاء هو أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-،

وهو الملقب بأبي المنذر ولأبي الطفيل، ولقد كان أبيًّا رجلًا عالمًا

حافظًا لكتاب الله-عز وجلّ- راويًا لأحاديث النبي-صلى الله عليه وسلم-، وقد روى عنه الكثير من الصّحابة مثل: ابن عباس وأنس بن مالك-رضي الله عنهما-، ومن التابعين سعيد بن المسيب، ولقد كان أبي ليس بالقصير ولا بالطويل فيُروى: أن عيسى بن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنهما- قال: “كانَ أُبيُّ رجلًا دحداحًا، يعني ربعة، ليس بالطَّويل ولا بالقصير”،وقد كان أبيض الرأس واللحية، ومما يدُل على ذلك، قال ابن عباس بن سهل -رضي الله عنه- عن أبيِّ الملقب بسيد القراء: “كان أبيُّ أبيض الرأس واللحية”، وجاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ لأبيِّ: “إنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ القُرْآنَ، قالَ أُبَيُّ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قالَ: اللَّهُ سَمَّاكَ لي فَجَعَلَ أبَيٌّ يَبْكِي، قالَ قَتَادَةُ: فَأُنْبِئْتُ أنَّهُ قَرَأَ عليه: {لَمْ يَكنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهْلِ الكِتَابِ}.[1]

أحاديث عن أبي كعب

ارتبط ذكر أبيّ بن كعب بحفظ القرآن الكريم وجمعه، وتدوينه، وذلك لما كان له من دور رئيس في جمع القرآن، وما كان له من حفظ، وقد وردت الكثير من الأحاديث المرتبطة بذلك، ومن تلك الأحاديث:

 

  • عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “خذوا القرآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابنِ مسعودٍ وَأبَيِّ بنِ كعبٍ ومعاذِ بنِ جبلٍ وسالمٍ مَوْلَى أَبِي حذَيْفَةَ”.
  • روى أبي بن كعب -رضي الله عنه- إنَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال له: “يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: يا أبا المنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قلتُ: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيومُ}، قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المنْذِرِ”[2]

 

حياة الصحابي الملقب بسيد القراء

كان أبي بن كعب من الأنصار، وقد كان من الذين بايعوا النبي-صلى الله عليه وسلم-

ببيعة العقبة الثانية، وحينما هاجر المسلمون آخر النبي بينه وبين طلحة بين عبيد الله،

وقيل: إنه آخر بينه وبين سعيد بن زيد، وقد شهد مع النبيّ الغزوات كلها،

وهذا إن دل فإنه يدل على مدى شجاعته وأنه بذل نفسه وروحه ونذرهما من أجل الدين الإسلاميّ، وكان أحد الأربعة الذين حفظوا القرآن وجمعوه، وعرضوه على النبي، وقد توجّه بعد موت النبي للتفرّغ للعبادة وتعليم الناس أمور دينهم.[3]

وفاة أبي بن كعب

لقد مرض أبي بن كعب في أواخر حياته مرضًا شديدًا، وتوفي بالمدينة المنور، وقد اختلفوا في سنة وفاته، فقيل إنه توفى في السنة الثانية والعشرين من الهجرة، وقيل في سنة تسعة عشر من الهجرة، وقيل في العام الثاني والثلاثين من الهجرة، وقيل في العام العشرين من الهجرة، وقيل في العام الثلاثين من الهجرة، ولعل أصح تلك الأقوال العام الثلاثين من الهجرة، وقد قيل عن موته وقد قال عتي بن ضمرة يصِفُ يوم وفاته: “رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم، فقلت: ما شأن هؤلاء؟، فقال بعضهم: ما أنتَ من أهلِ البلد؟!، قلتُ: لا، قال: فإنَّه قد ماتَ اليوم سيّدُ المُسلمين، أبيُّ بن كعبِ”.[4]

 

ومن خلال هذا المقال يمكننا التعرف على الصحابي الملقب بسيد القراء ، وبعض الأحاديث النبويّة التي ذكرت في مناقب وفضائل أبي بن كعب، وما هي الأحداث التي وقعت لأبي بن كعب في حياته، وما هو موقف وفاته، وما العام الذي توفي فيه، وما هو تعريف الصحابي، وهل لفظ صحابي يطلق على أي أحد أم أنه يطلق على الذي عاصر النبي ورآه، وما هو الإطلاق إن لم ير النبي بسبب مرض أو غيره.

السابق
من هو الصحابي الذي امره الرسول بتعلم لغة اليهود
التالي
اول من قرأ القران جهرا في مكة

اترك تعليقاً