من هو الصحابي الملقب بالباحث عن الحقيقة

من هو الصحابي الملقب بالباحث عن الحقيقة

 

من هو الصحابي الملقب بالباحث عن الحقيقة

 

 

 

من هو الصحابي الملقب بالباحث عن الحقيقة ولماذا أطلق عليه هذا الاسم،

كثيرٌ من الأسئلة تطرح عن شخصيّة هذا الصّحابي،

وقد أفردنا هذا المقال للحديث عن الصّحابي

 

من هو الصحابي الملقب بالباحث عن الحقيقة

إنّ الصحابي الملقب بالباحث عن الحقيقة هو سلمان الفارسي -رضي الله عنه- وقد قدم من بلاد فارس من بلد اسمها أصبهان أجل البحث عن الحقيقة، كنيّ بأبي عبدالله وكان والده رجلًا مجوسياً يعبد النيران، ولكن سليمان -رضي الله عنه-

قد رفض هذا الدِّين، فحبسه والده من أجل ألا يترك دين آبائه ويعتنق دينًا آخر غيره،

ومن ثمّ أرسله والده إلى أرضٍ زراعيةٍ يملكونها ليتفقد أحوالها ويحضر الفاكهة منها،

وهناك تعرّف سلمان -رضي الله عنه- على بعض المارة المسيحيين

فأعجبته عبادتهم وأخلاقهم، فجلس يستمع إليهم.

وما لبث أن انشرح صدره وقرّر السّفر إلى بلاد الشام؛ وذلك من أجل التّعرُّف

على أصول هذا الدّين المسيحيِّ الذي انشرح صدره له، وهرب من والده

مع إحدى القوافل التِّجارية التي كانت وجهتها بلاد الشام، وما إن وصول إلى بلاد الشّام

حتّى اعتنق الدِّيانة المسيحيّة على يد أحد قساوستها ورافق ذلك القسِّيس

حتّى توفّاه الله، فتابع سلمان الفارسي -رضي الله عنه- بحثه في الأرض عن

طريق يوصله إلى الله، حتّى قابل قسًا طيِّبًا وكان كبيرًا على فراش الموت،

فأخبره بأنَّ هذا الزمان هو وقت اقتراب بعثة المخلّص وسيكون ذلك في منطقة يكثر

فيها النّخيل، وله علامات بأنّه لا يقبل الصّدقة ويقبل الهدية وهناك خاتم النُّبوة على كتفه وقد ورد هذا في كتابهم التّوراه

وبعد ذلك تابع مسيرته باتِّجاه المدينة المنورة فاعترضته مجموعةٌ من سكان البادية، وهناك باعوه لليهود في بني قريظة في المدينة المنورة، وما إن هاجر الرّسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، حتّى دقت ساعة اقتراب سلمان الفارسي -رضي الله عنه- كما من معرفته للحقيقة، فسمع سلمان بذكر النّبي الكريم -عليه الصّللاة والسّلام-فهرع بسرعةٍ للتأكد والتّثبت من العلامات التي عرفها عنه صلى الله عليه وسلم.

ثم وما إن تأكد رضي الله عنه من شخص النّبي صلى الله عليه وسلم، فأسرع لاعتناق الإسلام مع الرّسول صلى الله عليه وسلم، وحينها ساعده النّبي -عليه السّلام- على تحرير نفسه، فجمع الصّحابة له أربعين أوقية من الفضة، و زرعوا بصحبة النّبي ثلاثمئة شتلةٍ من النّخل وذلك مقابل إعتاق رقبته رضي الله عنه، وبهذا تحقّقت رغبة سلمان في إيجاد الحقيقة فكان الباحث عن الحقيقة بحق.

ماذا قال الرسول عن سلمان الفارسي

يعد الصحابي الكريم سلمان الفارسي رضي الله عنه، من أصحاب النّبي الذين وهبهم الله -عزّ وجل- ما لم يهب غيره، ومن الشّرف الذي لم يسبقه إليه أحد ولم يلحق به أحد، وذاك الشّرف كان حينما نسبه صلى الله عليه وسلم لنفسه ولآل بيته، على الرُّغم من أنّه لا وجود لصلة قربى ما بين النبي وسلمان الفارسي، فقد قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام: “سلمان منا أهل البيت“، ولكن يجدر الإشارة إلى أنّ هذا الحديث إسناده ضعيف.

قصة وفاة سلمان الفارسي

ولقد توفِّي الصّحابي سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أثناء خلافة الصّحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان من المعمرين وقد نثرت زوجته حوله المسك بطلب منه، وتركته وحيدًا وعندما عادت إليه كانت متوفيًا وروحه قد صعدت إلى بارئها، ومما يروى عن موته أنّه عندما حضره الموت بكى، فقيل له: “ما يبكيك؟ قال: “عهدٌ عهده إلينا رسول الله  قال: (ليكن بلاغُ أحدكم كزاد الراكب)”، وعندما مات لم يجدوا في بيته إلا إكافًا ومتاعًا ووطاءً وقد بلغت قيمتهم نحو عشرون درهم.

وبهذا يكون مقال من هو الصحابي الملقب بالباحث عن الحقيقة

قد وصل إلى نهايته، كما ليعرِّفنا بأنّه الصّحابي سلمان الفارسي وقد كانت

رحلته للبحث عن الدِّين الصّحيح تمثِّل حقًا تلك الفطرة السّليمة للإنسان وتسليمها لبارئها.

السابق
الصحابي الذي اتهم بحادثة الافك
التالي
تأملات قرآنية في قوله تعالى لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ.. ماسبب نزول لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ

اترك تعليقاً