من محظورات الجنائز التي تخالف ركن الإيمان بالقدر خيره وشره

من محظورات الجنائز التي تخالف ركن الإيمان بالقدر خيره وشره

من محظورات الجنائز التي تخالف ركن الإيمان بالقدر خيره وشرهمن محظورات الجنائز التي تخالف ركن الإيمان بالقدر خيره وشره,  السخط من قضاء الله، وقدره، ويظهر في بعض التصرفات مثل: (لطم الخدود، وشق الجيوب، والدعوة بدعوى

الجاهلية)، وهي أفعال تخالف ركن الإيمان بالقدر خيره وشره.

يسخط البعض عندنا تصيبهم مصيبة، ويشعرون بالظلم، وأنهم لا يستحقون أن تصيبهم المصائب، وتنزل عليهم

الابتلاءات، ويبدأون في التلفظ بما لا يجوز، ويعملون بعض الأفعال المنهي عنها، وهي من باب السخط، ويعتبر

السخط عند المصيبة من كبائر الذنوب، لكونه منافيًا لإيمان المرء بقضاء الله وقدره، وللسخط ثلاثة مراتب:

بالقلب.
بالقول.
بالفعل.

سخط القلب: يسخط قلب المرء إذا ظن أن الله سبحانه وتعالى قد ظلمه بأن أصابه بهذه المصيبة، وأفقده من يحب، وأنه لا يستحق مثل هذا الظلم، يقول تعالى في هؤلاء: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)، فمصيبتهم أعظم من فقدهم أحبابهم بالموت، لأنهم بسخطهم على على الله خسروا الدنيا، والآخرة.

السخط بالقول: هو أن يدعو المرء في المصيبة بدعوى الجاهلية، بدلًا من تذكره الله، وطلبه الصبر على مصيبته،

مثل أن يقول: (واانقطاع ظهراه، واولداه، وغيرها من أقوال الجاهلية التي لا تنفع)، فقد حُرِّمت النياحة في الإسلام،

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (اثنتان في الناس هما بِهِم كفر: الطعن

في النسب، والنِّيَاحة على الميت).

التسخط بالفعل: كانوا في الجاهلية يشقون الجيوب، ويلطمون الخدود، وهو ما جاء الإسلام بالنهي عنه،

وتحريمه، وقد تبرأ نبينا الكريم ممن يفعل مثل هذه الأفعال فقال صلَّ الله عليه وسلم: (ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية).[1][2]
هل البكاء من محظورات الجنائز

البكاء ليس من محظورات الجنائز طالما كان بلا نياحة، وندب .

ينهى الإسلام عن النياحة، والتسخط بالقول، والفعل، ولكن تتجلى مظاهر الدين الحنيف في تسامحه، وتقديره

لمشاعر العباد، فجوَّز البكاء، والحزن، لأنهما من المشاعر الإنسانية الطبيعية، المهم أن يكون التعبير عن الحزن

باعتدال، كما التعبير عن الفرح، فقد روي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قد

رفع إليه ابن ابنته في مرض موته، ففاضت عيناه بالدمه، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال:

(هذه رحمة، جعلها الله تعالى في قلوب عباده، وإنما يرحم الله عباده الرحماء)، فالبكاء رحمة من الله ينزلها على

عباده في الشدائد.

يستحب للإنسان أن ينفِّس عن حزنه، وغضبه، ولكن دون أن ينطق، أو يفعل ما يغضب ربه تبارك وتعالى، فالحزن

جالب للهموم، والأمراض، فهو السبب في فقدان يعقوب عليه السلام لبصره جرَّاء فقدانه لولده، وقد أكد العلم

الحديث أهمية التنفيس عن الحزن، والغضب بطرية سليمة، وعدم كبته، لتجنب الأمراض النفسية، والجسدية،

فقد ورنا عن أنس رضي الله عنه:

أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم دخل على ابنه (إبراهيم) وهو يجود بنفسه، فجعلت عيناه تذرفان، فقال له عبد

الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! فقال: (يا بن عوف إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى، فقال: إن العين لتدمع، وإن

القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون).
هل يعذب الميت ببكاء أهله

اختلف العلماء، فمنهم من قال أنه يعذب، ومنهم من قال لا يعذب، ومنهم من قال أن الميت يرق، ويحزن لبكاء أهله، ونواحهم .

اختلف العلماء على حال الميت الذي يبكي عليه أهله بصوت، ونواح (أي البكاء المنهي عنه)، هل يعذَّب في قبره،

أم لا، وذلك لما روي عن عبدالله بن عمر: أن حفصة رضي الله عنها بكت على عمر، فقال: مهلًا يا بنية، ألم تعلمي

أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قال: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه).

فقد أوَّل الجمهور الحديث بأن من أوصى أن يناح، ويبكى عليه بعد موته، ثم نفِّذت وصيته، فإنه يعذَّب ببكاء أهله

عليه، لأنه السبب في ذلك، أما من لم يوصي بذلك فليس له دخل، ولا يعذب ببكائهم، ونواحهم عليه لقوله تعالى:

(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخْرَى)، وقد أطلق الحديث دون تحديد شروط لأنه كان من عادة العرب أن يوصوا بالبكاء، والنحيب

عليهم بعد موتهم.

الرأي الآخر يقول بأن الميت يعذَّب ببكاء، ونحيب أهله عليه سواء أوصى بذلك، أم لم يوصي بذلك، لأنه في رأيهم

كان يجب أن يوصي بعدم البكاء عليه بعد موته، واستحق العذاب لإهماله الوصية بذلك، أما إذا أوصى بعد البكاء

عليه، فإنه لا يعذَّب ببكاء أهله عليه بعد موته.

هناك رأي آخر أوَّل معنى الحديث بأن الميت يعذَّب لسامعه أهله يبكون عليه بعد موته، فيرِّق لحالهم، ويقول القاضي عيَّاض بهذا الرأي.[2]
ركن الإيمان بالقدر خيره وشره

الله عليم بكل شئ، ولا يخفى عليه خافية.
كتب الله تعالى مقادير الخلائق جميعًا قبل أن يخلقوا.
كل ما في الكون يجري بإرادته سبحانه، وتعالى.
خلق سبحانه وتعالى كل شئ، وقدره تقديرا.

يقول صلَّ الله عليه وسلم: (الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخِر، وبالقدر خيره، وشره)، ويقول تعالى في

كتابه العزيز: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، فلا يجوز إنكار أن كل شئ خلق بقدر، ومنكر هذا الركن كافر، حيث قال صلَّ الله عليه

وسلم: (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني محمد رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر).

يشمل الإيمان بالقدر أربعة مراتب:

العلم: أن يؤمن العبد أن الله يعلم ما كان، وما سيكون، وأنه تعالى لا يخفى عليه خافية، وأنه تعالى قد أحاط بكل شيئٍ علما، يقول تعالى: (إن الله بكل شيء عليم).

الكتابة: على العبد المؤمن أن يصدق بأن الله كتب مقادير الخلائق جميعًا، يقول تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير

بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون)، أي أنه هناك كتابًا قد كتبت فيه أقدار الخلائق قبل

أن يخلقوا من الأساس، فعن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أنه قال: (إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة).

المشيئة: الإيمان أن كل ما في الكون يجري بإرادته وحده سبحانه وتعالى، لا شئ يخرج عن مشيئته تعالى، قال تعالى:

(وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين)، أي أن مشيئة الخلق لا تخرج أبدًا عن مشيئة الخالق.

كل شئ من خلق الله: يقول تعالى: (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل).[3]

السابق
الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب – هل تعلم ان الغيبه من الكبائر
التالي
ماهى اهم صفات عبدالله بن قيس الاشعري

اترك تعليقاً