من بنى الكعبة وكيف تم بناءها

من بنى الكعبة وكيف تم بناءها

من بنى الكعبة وكيف تم بناءها

من بنى الكعبة وكيف تم بناءها … لقد كبرنا وكلنا نعلم ان الكعبة هي بيت الله الحرام في الأرض، ولا يستطيع أحد المساس بها أو هدمها مثلما حدث مع إبرهة الحبشي في قصة أصحاب الفيل

 

الكعبة المشرفة -زادها الله تكريماً وتشريفاً وتعظيماً- هي اسم للبيت الحرام،
وقد أورد الإمام النووي ذكر بناء الملائكة للكعبة في كتابه تهذيب الأسماء واللغات فقال:
“وقد بنيت ‌الكعبة الكريمة خمس مرات: إحداها: بناء ‌الملائكة قبل آدم”.

وذكر الأزرقي في أخبار مكّة قصة بناء الملائكة لها، فقد روي عن زين العابدين بن الحسين -رضي الله عنهما-:
أنَّ رجلاً من أهل الشام سأل زين العابدين عن أوّل بدء الطواف بهذا البيت؟ فقصَّ له قصة خلق آدم وكيف أجاب الملائكة ربّهم -سبحانه وتعالى-، فظنُّوا أنَّهم أغضبوه، فطافوا حينها بالعرش.

ثمّ نظر الله إليهم نظرة رحمة، فوضع الله -تعالى- لهم تحت العرش بيتاً سمّي بالبيت المعمور الذي ذكره الله -عزَّ وجلَّ-
وبعدها أمر الله الملائكة أن يبنوا بيتاً في الأرض، وأمر من في الأرض أن يطوفوا بالبيت كما يطوف الملائكة بالبيت المعمور.

 

قصة بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للكعبة

جاء ذكر قصة بناء إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- للكعبة في القرآن والسنَّة
أمّا القرآن فذكرها مختصرة عن رفع إبراهيم وإسماعيل لقواعد البيت، إذ كانت قد وضعت قبلهم، قال -تعالى-:
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

أمَّا في السنَّة فقد جاء أنَّ إبراهيم حين أخبر ابنه إسماعيل -عليهما السلام- بأمر الله -تعالى-، وافق إسماعيل أباه على امتثاله أمر ربِّه، فقال إبراهيم لابنه: “أوَ تُعينني، قال: وأُعينك، قال إبراهيم: إنَّ الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً له” – مُشيراً إلى تلَّة البيت المرتفعة على ما حولها-.

وفي ذلك الموضع رفعا قواعد البيت التي وضعتها الملائكة، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني
حتى إذا ارتفع البناء جاء إسماعيل بحجر ليرقى عليه أبوه وهو يبني، وكان إسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان:
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وفي الحديث: (قال: فجَعَلَا يَْبنِيان حتَّى يدورا حَول البيت).

قصة بناء قريش للكعبة

لمَّا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- شاباً، جاءت امرأة تجمِّر الكعبة وتبخِّرها
فطارت شرارة من أثر ذلك الجمر؛ فأحرقت ثوب الكعبة وحجارتها، وفي ذلك الموقف أشار الوليد بن المغيرة على قريش
بأن تنقض البيت وتعيد بناءه، فهابوا هَدمه، فبدأ الوليد بن المغيرة بالهدم وقال:
“اللَّهمَّ إنا لا نريد إلَّا الإصلاح”، ولما بدأوا بالبناء نقصت النفقة بقريش، فألجأتهم لإخراج الحِجْر من بناء الكعبة، ورفعوا بابها تَحكماً بمن يدخلها.

وقد روت عائشة هذه القصة فقالت: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها:
(إن قومك استقصروا من بنيان البيت، ولولا حداثة عهدهم بالشرك، أعدت ما تركوا منه، فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه، -فأراها قريبا من سبعة أذرع- ولجعلت لها ‌بابين موضوعين في الأرض شرقياً وغربياً، وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها؟، قالت: قلت: لا، قال: تعززاً أن لا يدخلها إلا من أرادوا، فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه يرتقي، حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط).

قصة بناء عبدالله ابن الزبير للكعبة

حين غزا أهل الشام مكة؛ احترقت الكعبة فأبى ابن الزبير-رضي الله عنه
إلّا أن يجدّد بناءها على الأسس القديمة، وقال: إنِّي سمعت عائشة تقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر، وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه، لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع، ولجعلت لها بابا يدخل الناس منه، وبابا يخرجون منه).

قال ابن الزبير: “فأنا اليوم أجد ما أنفق، ولست أخاف الناس”
فحفر ابن الزبير تحت البيت حتى أظهر أساس الملائكة، وتركه مكشوفاً ينظر الناس إليه ويشهدون علي
فبنى عليه البناء وأدخل فيه الحِجْر، وكان طول الكعبة ثماني عشرة ذراعاً، فاستقصره
فزاد في طول البيت عشر أذرع، (وجعل له ‌بابين: أحدهما يدخل منه، والآخر يخرج منه). وروى القصة بنحو هذا عبد الرزاق في مصنفه.

قصة بناء الحجاج للكعبة

عادت الكعبة في بنائها الأخير مع الحجاج كما هي عليه اليوم ببابها المرتفع
وبفصل حِجر إسماعيل -عليه السلام- خارجاً عن بنائها المرتفع، قال النووي في وصف آخر بناء للكعبة:
“والخامسة: بناء الحجاج بن يوسف الثقفي، وهذا هو البناء الموجود اليوم، وهكذا كانت الكعبة في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-“.

وقصة ذلك لمَّا قتل ‌اب ‌الزبير، فكتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك
ويخبره أنَّ ‌عبد الله ابن ‌الزبير-رضي الله عنهما- قد رفع بناء الكعبة على أسس الملائكة التي شاهدها عدول أهل مكة وشهدوا عليها.

فكتب إليه عبد الملك: إنَّا لسنا من تلطيخ ‌ابن ‌الزبير في شيء
فأمر الحجاج أن يترك ما زاد من طولها، وأمَّا إدخال الحجر فأمره أن يردَّه إلى ما كان عليه من قبل
وسدَّ الباب الثاني الذي فتحه ابن الزبير، وهدم الحجاج ما بناه ابن الزبير، وأعاد الكعبة كما هي عليه اليوم.

السابق
معاملة الرسول للنساء
التالي
هل يجوز صلاة الجماعة مرتين

اترك تعليقاً