من اهتز لموته عرش الرحمن….سعد بن معاذ

من اهتز لموته عرش الرحمن….سعد بن معاذ

 

 

 

سعد بن معاذ
ابن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، ويكنى أبا عمرو، وأمّه كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وهي من المبايعات. وكان لسعد بن معاذ من الولد عمرو وعبد الله وأمّهما هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وهي من المبايعات خلف عليها سعد بعد أخيه أوس بن معاذ، وهي عمّة أسيد بن حُضير بن سماك. وكان لعمرو بن سعد بن معاذ من الولد تسعة نفر وثلاث نسوة منهم عبد الله بن عمرو قُتل يوم الحرّة. ولسعد بن معاذ اليوم عقب.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: كان إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير على يد مصعب بن عمير العبدري: وكان مصعب قدم المدينة قبل السبعين أصحاب العقبة الآخرة يدعو الناس إلى الإسلام ويقرئهم القرآن بأمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلمّا أسلم سعد بن معاذ لم يبق في بني عبد الأشهل أحد إلاّ أسلم يومئذ فكانت دار بني عبد الأشهل أوّل دارٍ من الأنصار أسلموا جميعًا رجالهم ونساؤهم، وحوّل سعد بن معاذ مصعب بن عمير وأبا أمامة أسعد بن زرارة إلى داره فكانا يدعوان الناس إلى الإسلام في دار سعد بن معاذ، وكان سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة ابني خالة، وكان سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير يكسران أصنام بني عبد الأشهل.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وعن ابن أبي عون قالا: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين سعد بن معاذ وسعد بن أبي وقّاص. قال وأمّا محمّد بن إسحاق فقال: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين سعد بن معاذ وأبي عبيدة بن الجرّاح فالله أعلم أيّ ذلك كان.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن قدامة عن عمر بن الحصين قال: كان لواء الأوس يوم بدر مع سعد بن معاذ. وشهد سعد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يوم أُحُد وثبت معه حين ولّى النّاس، وشهد الخندق.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا إسماعيل بن مسلم العبدي قال: أخبرنا أبو المتوكّل أنّ نبيّ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ذكر الحمّى فقال: “مَن كانت به فهي حظّه من النار”. فسألها سعد بن مُعاذ ربّه فلزمَتْه فلم تفارقه حتى فارَق الدّنْيا.(هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة )

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمّد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جدّه عن عائشة قالت: خرجتُ يوم الخندق أقفو آثار الناس فسمعتُ وئيد الأرض ورائي، تعني حسّ الأرض، فالتفتّ فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنّه، فجلستُ إلى الأرض، قالت فمرّ سعد وهو يرتجز ويقول‏:‏

لَبِّثْ قَلِيلًا يُدْرِكِ الهَيْجا حَمَلْ ما أحْسَنَ المَوْتَ إذا حانَ الأجلْ!

قالت وعليه درع قد خرجتْ منه أطرافه، فأنا أتَخَوّف على أطراف سعد. وكان سعد من أطول الناس وأعظمهم، قالت فقمتُ فاقتحمتُ حديقة فإذا فيها نَفَر من المسلمين وفيهم عمر بن الخطّاب، رحمه الله، وفيهم رجل عليه تَسْبِغَة، له تعني المِغْفَر، قالت فقال لي عمر: ما جاء بك؟ والله إنّك لجريئة! وما يؤمنكِ أن يكون تحوّزٌ أو بلاء؟ قالت فما زال يلومني حتى تمنّيْتُ أن الأرض انشقّتْ ساعتئَذٍ فدخلتُ فيها، قالت فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله، قالت فقال: ويحك يا عمر! إنّك قد أكثرت منذ اليوم، وأين التحوّز أو الفرار إلاّ إلى الله؟ قالت ويرمي سعدًا رجلٌ من المشركين من قريش يقال له ابن العَرِقَة بسهم فقال: خذها وأنا ابن العرقة! فأصاب أكْحَلَه فدعا الله سَعدٌ فقال: اللّهمّ لا تُمِتْني حتى تشفيني من قريظة وكانوا مَوَاليه وحلفاءه في الجاهليّة، قالت فرقأ كَلْمه، تعني جرحه، وبعث الله، تبارك وتعالى، الرّيح على المشركين: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [سورة الأحزاب: 25].

فلحق أبو سفيان بمَن معه بتهامة، ولحق عُيينة بمن معه بنجد، ورجعت بنو قُريظة فتحصّنوا في صياصيهم، ورجع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى المدينة فأمر بقبّةٍ فضُرِبت على سعد بن معاذ في المسجد، قالت فجاءه جبريل صَلَّى الله عليه وسلم، وعلى ثناياه النقع فقال: أقد وضَعتَ السّلاح؟ فو الله ما وضعَت الملائكة السلاح بعدُ، اخرج إلى بني قريظة فقاتِلْهم. قالت فلبس رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لأمَته وأذّن في الناس بالرحيل، قالت فمرّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على بني غنم وهم جيران المسجد فقال لهم: “من مرّ بكم؟” قالوا: مرّ بنا دحية الكلبيّ، وكان دحية تُشبه لحيته وسُنّة وجهه بجبريل، عليه السلام، قالت فأتاهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، فلمّا اشتدّ حَصْرُهم واشتدّ البلاء عليهم قيل لهم انزلوا على حُكم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. فاستشاروا أبا لُبابة بن عبد المنذر فأشار إليهم أنّه الذبْح، فقالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ، فقال لهم رسول الله: “انزلوا على حكم سعد بن معاذ”، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ، فبعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى سعد فحُمل على حمارٍ عليه إكاف من ليفٍ وحفّ به قومُه فجعلوا يقولون: يا أبا عمر حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت، ولا يرجع إليهم شيئًا، حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال: قد أنَى لي أن لا أبالي في الله لَوْمَةَ لائم.

قال ابن سعد: فلمّا طلع على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: “قوموا إلى سيّدكم فأنزلوه”، فقال عمر: سيّدنا الله، فقال: “أنزِلوه”، فأنزَلوه فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “احكم فيهم”، قال: فإنّي أحكم فيهم أن تُقتَل مقاتلتُهم وتُسبَى ذراريّهم وتقسم أموالهم. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “لقد حكمتَ فيهم بحكم الله وحكم رسوله”. قالت ثمّ دعَا اللَّه سعد فقال: اللّهمّ إن كنْتَ أبقيت على نبيّك من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، وإن كنتَ قطعتَ الحربَ بينه وبينهم فاقبضني إليك.

قالت فانفجر كَلْمه وقد كان بَرأَ حتى ما يُرى منه شيء إلا مثل الخرص، ورجع إلى قبّته التي ضرب عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قالت فحضره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر، قالت فوالّذي نفس محمّد بيده إنّي لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حُجرتي، وكانوا كما قال الله: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [سورة الفتح: 29]. قال فقلت: فكيف كان رسول الله يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنّه كان إذا وَجَدَ فإنّما هو آخِذٌ بلحيته.(مسند أحمد)

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمّد بن عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: فنام رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأتاه ملَك أو قال جبريل، حين استيقظ فقال: من رجل من أمّتك مات الليلة استبشر بموته أهل السماء؟ قال: “لا أعلم إلاّ أنّ سعدًا أمسى دَنِفًا، ما فعل سعد؟” قالوا: يا رسول الله قد قُبض، وجاءه قومه فاحتملوه إلى ديارهم، قال فصلّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الصبْح ثمّ خرج ومعه الناس فبتّ الناسَ مشيًا حتى إنّ شسوع نعالهم لتنقطع من أرجلهم وإنّ أرديتهم لتقع عن عواتقهم، فقال له رجل: يا رسول الله قد بَتَتّ النّاسَ، قال فقال: “إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة”.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا عبد الرحمن بن زيد عن زيد بن أسلم عن عائشة قالت: رُئي سعد بن معاذ في بعض تلك المواطن وعلى عاتقه الدرع وهو يقول‏:‏
لا بأسَ بالموتِ إذا حانَ الأجَلْ

قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال: رُمي سعد بن معاذ في أكحله فلم يرقإ الدم حتى جاء النبيّ، عليه السلام، فأخذ بساعده فارتفع الدم إلى عضده. قال فكان سعد يقول: اللهمّ لا تُمتْني حتى تشفيني من بني قريظة. قال فنزلوا على حكمه فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: “احكم فيهم”، فقال: إني أخشى يا رسول الله أن لا أصيب فيهم حكم الله، ثمّ قال: “احكم فيهم”، قال فحكم أن تُقتل مقاتلتهم وتسبَى ذراريّهم، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “أصبت فيهم حكم الله”. ثمّ عاد الدم فلم يرقأ حتى مات، رضي الله عنه.(البخاري وأحمد)

قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال: لمّا كان يوم قريظة قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “ادعوا سيّدكم يحكم في عبيده”، يعني سعد بن معاذ، فجاء فقال له: “احكم”، فقال: أخشَى ألا أصيبَ فيهم حكم الله، قال: “احكم”، فحكم فقال: “أصبتَ حكم الله ورسوله”.(البخاري)

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم ويحيَى بن عبّاد وهشام أبو الوليد الطيالسي قالوا: أخبرنا شعبة قال: أنبأني سعد بن إبراهيم قال: سمعتُ أبا أُمامة بن سهل بن حُنيف يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ أنّ أهل قريظة لمّا نزلوا على حكم سعد بن معاذ أرسل إليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجاء على حمار فلمّا دنا قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “قوموا إلى سيّدكم”، أو إلى خيركم، فقال: “يا سعد إنّ هؤلاء قد نزلوا على حكمك”، قال: فإنّي أحكم فيهم أن تُقتل مقاتلتهم وتُسبى ذراريّهم، فقال: “لقد حكمتَ فيهم بحكم الملك”، قال عفّان: الملِك، وقال يحيَى وأبو الوليد: الملَك، وقول عفّان أصوب.(البخاري)

قال: حدّثنا يحيَى بن عبّاد وسليمان بن حرب قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن محمّد ابن زياد عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أنّ بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأرسل رسول الله، عليه السلام، إلى سعد بن معاذ فأُتي به محمولًا على حمار وهو مُضْنًى من جرح أصابه في الأكحل من يده يوم الخندق، قال فجاء فجلس إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له: “أشِرْ عليّ في هؤلاء”، قال: إنّي أعلم أنّ الله قد أمرك فيهم بأمرٍ أنت فاعل ما أمرك الله به. قال: “أجلْ ولكن أشِرْ عليّ فيهم”، فقال: لو وليتُ أمرهم قتلتُ مقاتلتهم وسبيتُ ذراريّهم وقسمتُ أموالهم، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “والّذي نفسي بيده لقد أشرتَ عليّ فيهم بالذي أمرني الله به”.

قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له حِبّان بن العَرِقَة، رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، خيمة في المسجد ليعوده من قريب. ولمّا رجع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل صَلَّى الله عليه وسلم، وهو ينفض رأسه من الغبار فقال: قد وضعتَ السلاح، والله ما وضعناهُ، اخرُجْ إليهم. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “فأين؟” قال: هاهنا، وأشار إلى بني قُرَيظة. فخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إليهم.(البخاري وأبو داود)

قال عبد الله بن نمير فأخبرنا هشام بن عروة قال: فأخبرني أبي أنّهم نزلوا على حكم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فرَدّ الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ، قال: فإنّي أحكم فيهم أن تُقتل المقاتلة وتسبَى الذّرّيّة والنّساء وتُقسم أموالهم.

قال عبد الله بن نُمير فأخبرنا هشام بن عروة قال: قال أبي فأُخبِرْتُ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: “لقد حكمتَ فيهم بحكم الله”.(البخاري ومسلم)

قال: أخبرنا خالد بن مَخْلد البَجَلي قال: حدّثني محمّد بن صالح التمّار عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قال: سمعتُ عامر بن سعد يحدّث عن أبيه سعد بن أبي وقّاص قال: لمّا حكم سعد بن معاذ في بني قريظة أن تُقتل من جرت عليه المواسي وأن تُقسم أموالهم وذراريّهم قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات”.(البخاري واحمد)

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّ سعدًا كان قد تحجّر كَلْمُهُ للبُرء، قالت فدعا سعد فقال: اللّهمّ إنّك تعلم أنّه ليس أحد أحبّ إليّ أن أجاهد فيك من قوم كذّبوا رسولك وأخرجوه، اللّهمّ فإنّي أظنّ أنّك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك، وإن كنتَ قد وضعت الحرب فيما بيننا وبينهم فافجرْها واجعلْ موتتي فيها. قال ففُجر من ليلته، قال فلم يَرُعْهُمْ، ومعهم في المسجد أهل خيمة من بني غفار، إلا الدم يسيل إليهم فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الدم الذي يأتينا من قِبَلكم؟ فإذا سعد جرحه يَغْذُو دمًا فمات منها.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرني معاذ بن محمّد عن عطاء بن أبي مسلم عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: لمّا انفجرت يد سعد بالدم قام إليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فاعتنقه والدم ينفح في وجه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولحيته لا يريد أحد أن يقي رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، الدمَ إلا ازداد منه رسول الله قربًا حتى قضى.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل من الأنصار قال: لمّا قضى سعد في بني قريظة ثمّ رجع انفجر جرحه، فبلغ ذلك النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فأتاه فأخذ رأسه فوضعه في حِجْرِه وسُجّي بثوب أبيض إذا مُدّ على وجهه خرجت رجلاه، وكان رجلًا أبيض جسيمًا، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “اللهمّ إنّ سعدًا قد جاهد في سبيلك وصدّق رسولك وقضى الذي عليه فتَقَبّل روحه بخير ما تقبّلت به روحًا”. فلمّا سمع سعد كلام رسول الله فتح عينيه ثمّ قال: السلام عليك يا رسول الله، أما إني أشهد أنّك رسول الله. فلمّا رأى أهل سعد أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قد وضع رأسه في حجره ذعروا من ذلك فذُكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: إنّ أهل سعد لمّا رأوك وضعت رأسه في حجرك ذعروا من ذلك، فقال: “استأذِنُ الله من ملائكته عَدَدَكم في البيت ليشهدوا وفاة سعد”. قال وأمّه تبكي وهي تقول:‏
وَيْلُ امِّكَ سعدًا حَزامَةً وَجِدّا
فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد؟ فقال رسول الله. صَلَّى الله عليه وسلم:
“دَعُوها فغيرها من الشعراء أكذبُ”.
أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل حَوّلوه عند امرأة يقال لها رُفيدة، وكانت تُداوي الجرحى، فكان النبيّ، عليه السلام، إذا مرّ به يقول: “كيف أمسيتَ؟” وإذا أصبح قال: “كيف أصبحتَ؟” فيخبره، حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها فثقل فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كما كان يسأل عنه، وقالوا قد انطلقوا به، فخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وخرجنا معه فأسرعَ المشيَ حتى تقطّعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا عن أعناقنا، فشكا ذلك إليه أصحابه: يا رسول الله أتعبتنا في المشي، فقال:”إني أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة”. فانتهى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى البيت وهو يُغسل وأمّه تبكيه وهي تقول‏:‏

وَيْلُ أمّ سعدٍ سعدا حَزَامَةً
وَجِدّا

فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “كلّ نائحة تكذب إلا أمّ سعد”. ثمّ خرج به، قال يقول له القوم أو من شاء الله منهم: يا رسول الله ما حملنا ميّتًا أخفّ علينا من سعد. فقال: “وما يمنعه من أن يَخِفّ عليكم وقد هبط من الملائكة كذا وكذا، وقد سمّى عدّة كثيرة لم أحفظها، لم يهبطوا قطّ قبل يومهم قد حملوه معكم”.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني سليمان بن داود بن الحصين عن أبيه عن أبي سفيان عن سلمة بن أسلم بن حَرِيش قال: رأيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ونحن على الباب نريد أن ندخل على أثره فدخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وما في البيت أحد إلاّ سعد مسجّى. قال فرأيتُه يتخطّى فلمّا رأيتُه وقفتُ، وأومأ إليّ: قف، فوقفتُ ورددتُ مَن ورائي، وجلس ساعةً ثمّ خرج فقلتُ: يا رسول الله ما رأيتُ أحدًا وقد رأيتك تتخطّى، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “ما قدرتُ على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحدَ جناحَيْه فجلستُ”، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: “هنيئًا لك أبا عمرو، هنيئًا لك أبا عمرو هنيئًا لك أبا عمرو”.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن صالح عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه قال: فانتهى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأمّ سعد تبكي وهي تقول:‏‏

وَيْل امّ سعدٍ سعدَا جَلادَةً
وَجِـدّا

فقال عمر بن الخطّاب: مهلًا يا أمّ سعد لا تذكري سعدًا، فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: “مهلًا يا عمر فكلّ باكية مُكَذَّبَة إلاّ أمّ سعد ما قالت من خير فلم تكذب”.

أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: أخبرنا ليث بن سعد قال: أخبرنا أبو الزبير عن جابر قال: رُمي سعد بن مُعاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه رسول الله بالنّار فانتفخت يده فنزفه، فحسمه أخرى.(مسلم وأحمد)

أخبرنا عفّان بن مسلم وكثير بن هشام قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كوى سعدَ بن معاذ من رميته.( ابو داود وابن ماجة واحمد)

أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال: أخبرنا شُعبة قال: حدّثني سماك قال: سمعتُ عبد الله بن شدّاد يقول: دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه فقال: “جزاك الله خيرًا من سيّد قوم فقد أنجزتَ الله ما وعدته وَلَيُنْجِزَنَّكَ الله ما وعدك”.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن سعد بن إبراهيم قال: لما أُخْرِجَ سرير سعد قال ناس من المنافقين: ما أخفّ جنازةَ سعد، أو سرير سعد، فقال رسول الله: “لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد، أو سرير سعد، ما وطئوا الأرض قبل اليوم”.(الترمذى والنسائي)

قال: وحضره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يُغسل فقبض ركبته فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “دخل ملك فلم يكن له مكان فأوسعتُ له”، قال وأمّه تبكي وهي تقول‏:‏

ويل ام سعد سعدا براعة ونجدَا

وسوددا
وَمجدا وفارسا مُعَدَّا

سُدّ
به
مَسَدَّا يقُدُّ هامًا قَدّا

فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “كلّ البواكي يكذبن إلاّ أمّ سعد”

قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: أخبرنا أبي قال: سمعتُ الحسن قال: لما مات سعد ابن معاذ، وكان رجلًا جسيمًا جَزْلًا، جعل المنافقون وهم يمشون خلف سريره يقولون: لم نَرَ كاليوم رجلًا أخفّ، وقالوا: أتدرون لمَ ذلك؟ ذاك لحكمه في بني قريظة. فذكر ذلك للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: “والذي نفسي بيده لقد كانت الملائكة تحمل سريره”.(الترمذي)

قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير قال: أخبرنا عُبيد الله بن عمر عن نافع قال: بلغني أنّه شهدَ سعدَ بن معاذ سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض. وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “لقد ضُمّ صاحبكم ضمّة ثمّ فُرج عنه”.(النسائي)

أخبرنا إسماعيل بن أبي مسعود قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: أخبرنا عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “لهذا العبد الصالح الذي تحرّك له العرش وفُتحت له أبواب السماوات وشهده سبعون ألفًا من الملائكة لم ينزلوا الأرض قبل ذلك ولقد ضُمّ ضمّة ثمّ أُفرج عنه”، يعني سعد بن معاذ.(النسائي)

أخبرنا شَبابة بن سَوّار قال: أخبرني أبو معشر عن سعيد المَقْبُري قال: لمّا دفن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، سَعْدًا قال: “لو نجا أحدٌ من ضغطة القبر لنجا سعد، ولقد ضُمّ ضَمّةً اختلفت منها أضلاعه من أثر البول”.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن برقان قال: بلغني أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال وهو قائم عند قبر سعد: “لقد ضُغط ضغطة أو هُمز همزة لو كان أحد ناجيًا منها بعمل لنجا منها سعد”.(أحمد)

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: أخبرنا حمّاد بن زيد قال: أخبرنا ميمون أبو حمزة عن إبراهيم النّخَعي أنّ النبيّ، عليه السلام، مدّ على قبر سعد ثوبًا أو مُدّ وهو شاهد.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن يحيَى بن عبد الله بن عبد الرحمن عن عَمْرة عن عائشة قالت: رأيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يمشي أمام جنازة سعد بن معاذ.

أخبرنا محمّد بن عمر عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن شيوخ من بني عبد الأشهل أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حمل جنازة سعد بن معاذ من بيته بين العمودين حتى خرج به من الدار. قال محمّد بن عمر: والدّار تكون ثلاثين ذراعًا.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني سعيد بن محمّد بن أبي زيد عن رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدري عن أبيه عن جدّه قال: كنتُ أنا ممّن حفر لسعد قبره بالبقيع وكان يفوح علينا المسك كلّما حفرنا قَترةً من تراب حتى انتهينا إلى اللّحد.

قال رُبيح: ولقد أخبرني محمّد بن المنكدر عن محمّد بن شرحبيل بن حَسَنة قال: أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثمّ نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمّد بن عمرو عن محمّد بن المنكدر عن محمّد بن شرحبيل بن حَسَنة أنّ رجلًا أخذ قبضةً من تراب قبر سعد يوم دفن ففتحها بعدُ فإذا هي مسك.

رجع الحديث إلى حديث أبي سعيد الخدريّ قال: فطلع علينا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقد فرغنا من حُفْرته ووضعنا اللِّبَن والماء عند القبر وحفرنا له عند دار عَقيل اليوم، وطلع رسول الله علينا فوضعه عند قبره ثمّ صلى عليه، فلقد رأيتُ من الناس ما ملأ البقيع.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إبراهيم بن الحصين بن عبد الرحمن عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال: لمّا انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر: الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن الحُضير وأبو نائلة سِلْكان بن سلامة وسلمة بن سلامة بن وقش، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، واقف على قدميه، فلمّا وُضع في قبره تغيّر وجه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وسبّح ثلاثًا فسبّح المسلمون ثلاثًا حتى ارتجّ البقيع، ثمّ كبّر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثلاثًا وكبّر أصحابه ثلاثًا حتى ارتجّ البقيع بتكبيره، فسُئل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عن ذلك فقيل: يا رسول الله رأينا بوجهك تغيّرًا وسبّحت ثلاثًا، قال: “تضايق على صاحبكم قبره وضُمّ ضَمَّةً لو نَجَا منها أحدٌ لنجا سعد منها ثمّ فرج الله عنه”.(مسند أحمد)
قال محمّد بن عمر: فحدّثني غير إبراهيم بن الحصين أنّ سعدًا غسله الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن حُضير، وسلمة بن سلامة بن وقش يصُبّ الماء، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حاضر، فغسل بالماء الغسلة الأولى، والثانية بالماء والسدر، والثالثة بالماء والكافور، ثمّ كفّن في ثلاثة أثواب صُحاريّة أُدرج فيها إدراجًا وأتي بسرير كان عند النُّبَيْط يُحمَل عليه الموتَى فوُضع على السرير فرُئي رسول الله يحمله بين عمودَيْ سريره حين رفع من داره إلى أن خرج.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن الحصين وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبرة عن المِسور بن رفاعة القُرَظي قال: جاءت أمّ سعد بن معاذ إلى سعد في اللحد فردّها الناس، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “دعوها”، فأقبلت حتى نظرت إليه وهو في اللحد قبل أن يبنى عليه اللبن والتراب قالت: احتسبتك عند الله. وعزاها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على قبره وجلس ناحية، وجعل المسلمون يردّون تراب القبر ويُسَوّونَه، وتنحى رسول الله فجلس حتى سُوّي على قبره ورشّ عليه الماء، ثمّ أقبل فوقف عليه فدعا له ثمّ انصرف.

أخبرنا خالد بن مَخْلد البَجَلي وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قالا: أخبرنا محمّد ابن موسى بن أبي عبيد الله مولى الفِطْرِيِّينَ قال: أخبرنا معاذ بن رفاعة بن رافع الزُّرَقيّ قال: دُفن سعد بن معاذ إلى رأس دار عَقيل بن أبي طالب.

أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جدّه عن عائشة قالت: ما كان أحد أشدّ فقدًا على المسلمين بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وصاحبيه، أو أحدهما، من سعد بن معاذ.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عتبة بن جَبيرة عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو ابن سعد بن معاذ قال: كان سعد بن معاذ رجلًا أبيض، طوالًا، جميلًا، حسن الوجه، أعين، حسن اللحية، فرُمي يوم الخندق سنة خمسٍ من الهجرة فمات من رميته تلك وهو يومئذٍ ابن سبعٍ وثلاثين سنة، فصلّى عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ودُفن بالبقيع.

أخبرنا محمد بن الفُضيل بن غزوان عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر قال: اهتزّ العرش لحبّ لقاء الله سعدًا. قال إنّما يعني السرير، قال إنّما تفسّخت أعواده. قال ودخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قبره فاحتبس فلمّا خرج قيل له: يا رسول الله ما حبسك؟ قال: “ضُمّ سعد في القبر ضمّةً فدعوتُ الله أن يكشف عنه”.(النسائي)

أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “لقد اهتزّ عرش الله لموت سعد بن معاذ”.(البخاري وأحمد)

أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأنصاري وروح بن عبادة وهوذة ابن خليفة قالوا: أخبرنا عوْف عن أبي نضْرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “لقد اهتزّ العرش لموت سعد”.(مسند أحمد)

أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جدّه عن عائشة قالت: قدمنا من حجّ أو عمرة فتلقيّنا بذي الحُليفة، وكان غلمان الأنصار يتلقّون أهليهم، فلقوا أسيد بن الحضير فنعوا له امرأته فتقنّع وجعل يبكي، فقلت: غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولك من السابقة والقِدَم ما لك وأنت تبكي على امرأة؟ قالت فكشف رأسه وقال: صدقت، لعمري ليَحِقّنّ أن لا أبكي على أحدٍ بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ما قال، قالت: قلتُ وما قال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: “لقد اهتزّ العرش لوفاة سعد بن معاذ”، قالت: وهو يسير بيني وبين رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.(أحمد)

أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن إسحاق بن راشد عن امرأة من الأنصار يقال لها أسماء بنت يزيد بن السّكَن أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال لأمّ سعد بن معاذ: “ألا يرقأ دمعُك ويذهب حزنُك بأنّ ابنك أوّل من ضحك الله له واهتزّ له العرش؟” (أحمد)

أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سليمان التيمي عن الحسن قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “لقد اهتزّ عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ” فرحًا به قال: قوله فرحًا به تفسير من الحسن.(البخاري ومسلم وابن ماجة)

أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حَدَّثه عن حذيفة قال: لمّا مات سعد بن معاذ قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “اهتزّ العرش لروح سعد بن معاذ”.(البخاري ومسلم وابن ماجة)
أخبرنا حفص بن عمر الحَوْضيّ وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني عامر بن لُؤيّ قالا: أخبرنا يوسف بن الماجِشون عن أبيه عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جَدَّته رُمَيْثَة أنّها قالت: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولو أشاءُ أن أقبّل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لَفَعَلتُ وهو يقول لسعد بن معاذ يوم مات: “اهتزّ له عرش الرحمن”.(احمد)

أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن بُرقان قال: أخبرنا يزيد بن الأصمّ قال: لمّا توفّي سعد بن معاذ وحُملت جنازته قال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: “لقد اهتزّ العرش لجنازة سعد بن معاذ”.(احمد)

أخبرنا وكيع بن الجراح قال: أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء أنّ النبيّ، عليه السلام، أُتي بثوب حريرٍ فجعل أصحابه يتعجّبون من لينه فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
“لمناديل سعد بن معاذ في الجنّة ألين من هذا”.(البخاري ومسلم وأحمد)

أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دُكين قالا: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: أهدي لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثوب حرير فجعلنا نلمسه ونتعجّب منه، فقال رسول الله: “أيُعجبكم هذا؟” قلنا: نعم، قال: “فمناديل سعد في الجنّة أحسن من هذا قال عبيد الله: وألين، وقال الفضل: أو ألين”.(البخاري والترمذى واحمد)

أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمّد بن عمرو عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: دخلت على أنس بن مالك، وكان واقد من أعظم الناس وأطولهم، فقال لي: من أنت؟ قال قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال فقال: إنّك بسعد لشبيه. ثمّ بكى وأكثر البكاء، ثمّ قال: يرحم الله سعدًا، كان سعد من أعظم الناس وأطولهم، ثمّ قال: بعث رسول الله جيشًا إلى أُكيدر دُومة فبعث إلى رسول الله بجُبّة من ديباج منسوجًا بالذهب فلبسها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجعل الناس يمسحونها وينظرون إليها فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “أتعجبون من هذه الجبّة؟” فقالوا: يا رسول الله ما رأينا قطّ أحسن منها، قال: “فوالله لمناديل سعد بن مُعاذ في الجنّة أحسن ممّا ترون”.(الترمذى والنسائي وأحمد)

السابق
حرف ومهن الأنبياء والصحابة .
التالي
حكم صيام شهر المحرم كله

اترك تعليقاً