من القائل إن الله مبتليكم بنهر

من القائل إن الله مبتليكم بنهر

من القائل إن الله مبتليكم بنهر

من القائل إن الله مبتليكم بنهر

من القائل إن الله مبتليكم بنهر

قائل عبارة إن الله مبتليكم بنهر هو طالوت.

تشير الآيات الكريمة من سورة البقرة والتي سوف يتم سردها بالتفصيل،

إلى قصة قد وقعت في زمن بني إسرائيل، وكانت تلك القصة في فترة من فترات حياتهم التي اضطهدوا فيها، وأصبحوا مهزومين أمام جالوت الطاغية، فقد قام بسلب كل ما يمتلكون ومنه التابوت الذي تركه آل موسى وآل هرون، والذي كان فيه السكينة من الله سبحانه وتعالى فكان هذا التابوت من مقدساتهم، وبسلبه منهم

شعروا بالذل والمهانة، فأرادوا أن يغيروا هذا الأمر، وكان في ذلك

الزمن الأنبياء يتخالفون واحد تلو الأخر، فبعث الله تعالى لبني إسرائيل العديد

من الأنبياء، وفي هذه القصة كانت بداية لصحوة بني إسرائيل

والخوف على عقيدتهم، وبما أنها كانت فترة ضعف وذل بالنسبة لهم

، فكان في ذلك الوقت هناك نبي ولا نعلم اسمه حتى الآن، فقد

ورد في كتاب الله عز وجل أن الله قال في سورة البقر الآية 246:

(إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ بْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، وكان هذا

دليل على انه ليس مهم بالمرة اسم النبي ولكن المهم أنهم استغاثوا

به لكي يبعث لهم ملكًا يكون وصي عليهم ويقودهم في القضاء على الطاغية.

ولأن بني إسرائيل كانوا معروفين بتميعهم وجدالهم في الحق

وهذا ما كان متبين لنا في قصص سيدنا موسى عليه السلام التي وردت في القرآن الكريم، فأراد النبي أن يتأكد من همتهم فقال لهم كما ورد في كتاب الله عز وجل: (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تقَاتِلُوا)، وكان هذا الحديث للتأكد من صدقهم، وفأكدوا له ذلك كما ورد في كتاب الله عز وجل فقالوا: (وَمَا لَنَا أَلَّا نقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا)، وكان هذا بمثابة طمأنينة له أنهم سوف يجاهدون ويقاتلون نظرًا للذل الملقى عليهم،

فلما تأكد النبي منهم قال لهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملك، فعترضوا،

عليه وكانت هذه طبيعة بني إسرائيل الدائمة وهو تفضي أنفسهم

على غيرهم، فقالوا كما ذُكر في سورة البقرة في الآية رقم 247:

(أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْملْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ)، فكان بني

إسرائيل يعتقدون أن الملك سوف يكون ملك بحق وذو شأن،

ولكن كان طالوت رجلًا عاديًا وهبه الله الحكمة والعلم وعينه عليهم ملكًا،

ولكنهم اعترضوا وكان ذلك الاعتراض دليل على عدم رغبتهم في

القتال وجدالهم الدائم، ولكن شرح لهم النبي اسباب اختيار الله عز وجل لطالوت وتعينه عليهم وأمرهم باتباعه.

الاختبار الأول لبني إسرائيل

لما تبين لبني إسرائيل أن طالوت مرسل من عند ربه وتبينت لهم الآية الكريمة،

سلموا له ولكن كانوا مكرهين على ذلك، ولكن طالوت قد

استعد للقتال وجهز القوم واتبع أوامر به، وخرج بهم إلى المعركة ولكن وضع اختبار حتى يتبين له الصادق من المنافق، فلما فصل بهم وغادر مكانه كانوا في عطشٍ شديد، وكان ذلك هو الاختبار أن الله عز وجل

قد ابتلاهم بنهر فمن ذهب إليه وشرب منه فأنه ليس من القوم ومن

لم يشرب واتبع أمر الله فهو من القوم فقال الله عز وجل في

كتابه الكريم على لسان طالوت في سورة البقرة: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ

مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)،

فكان هذا هو اختبار الإيمان ومعرفة الصادق والمقدم على خدمة دين الله وتنفيذ أوامره سبحانه وتعالى.

الاختبار الثاني لبني إسرائيل

بعد مخالفة بني إسرائيل لقول طالوت ورفض تنفيذ أوامر الله عز وجل،

قام طالوت بترك من شربوا بالنهر والذي يمثلوا العصاة والمخالفين، وقام

أخذ البقية المطيعة لأوامره، فلما رأوا القوم الكافرين ذوهلوا من

عددهم وقذف في قلوبهم الرعب، وخافوا من مواجهتهم، وكان

هذا هو الاختبار الثاني لبني إسرائيل فقالوا لطالوت

كما ذكر في سورة البقرة: (فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ)، أي أن عددهم أكثر بكثير منا ولا نستطيع أن ننتصر عليهم، ولكن كان هناك فئة مؤمنة قالت لهم: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وهكذا دخلوا المعركة وتقاتلوا حتى ذكر الله تعالى الموقف في كتابه الكريم في سورة البقرة بوصف عظيم فقال: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

فكان بعد سلسلة كبيرة وطويلة من الابتلاءات التي جاءت لبني إسرائيل

لاختبار قوة إيمانهم كانت التصفية الأخيرة على الأكثر إيمانًا بينهم

، وقد تبين لنا شئ مهم في هذه القصة وهو قوة الإيمان واليقين بالدعاء، فكان اليقين بالله والدعاء هو سلاح الفئة القليلة وكان بمثابة الخذلان والقهر للفئة الكافرة والمعارضة، ونستشهد من خلال تلك القصة المبنية على الدعاء والعدد القليل في القتال، بيوم بدر حيث أنزل الله سبحانه وتعالى الملائكة والمطر وأنزل السكينة على

قلوب المؤمنين، وألقى الرعب في قلوب الكافرين، وبذلك قد انقلبت

كل الموازين المحتملة وانتصر المسلمون، فكانت النهاية الأخيرة هي

وقتل داود جالوت، الذي كان مازال مجرد غلام صغير،وهذا أيضًا ما قد

حدث للطاغية والكافر أبو جهل حين قتل على يد الغلامين الصغيرين مٌعوذ ومعاذ في يوم بدر العظيم. [1] [2]

ماذا روي عن طالوت

قد ورد عن السدي أنه قال: (أن داود عليه السلام كان أصغر أولاد أبيه، وكانوا ثلاثة عشر ذكرًا، وسمع داودُ طالوتَ وهو يحرض بني إسرائيل على القتال وقتلِ جالوت وجنوده، ويعد بأن من يقتل جالوت سيزوجه من ابنته ويشركه في ملكه، وكان داود يرمي بالمقلاع رميًا عظيمًا، وبينما هو سائر مع بني إسرائيل إذ ناداه حجر

أن خذني، فإنك بي تقتل جالوت، فأخذه، ثم حجر آخر ثم آخر كذلك،

فأخذ الثلاثة في مخلاته، فلما تواجه الصفان برز جالوت ودعا إلى

المبارزة، فتقدم إليه داود، فقال جالوت، ارجع، فإني أكره قتلك، فقال داود،

لكني أحب قتلك، وأخذ تلك الأحجار الثلاثة فوضعها في المقلاع،

ثم أدارها، فصارت حجرًا واحدًا، ثم رمى بها جالوت ففلق رأسه، وفر

جيشه منهزمًا، فوفى له طالوت وزوجه ابنته وأجرى حكمه في ملكه)،

وقد جاء ذلك في كتاب الله عز وجل عن هزيمة جالوت على يد داود

فقال الله عز وجل في سورة البقرة الآية 251:

(فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).

السابق
ما سبب بناء قبة الصخرة ؟.. وقصة ومراحل البناء
التالي
لماذا بدأ بالشرك عند ذكر السبع الموبقات

اترك تعليقاً