من الذي دفن بجانب الرسول

من الذي دفن بجانب الرسول

 

اللّحد هو الحفر للميّت في جانب القبر، بحيث يوضع الميّت في ناحيته لا في وسطه، ولذلك سُمّي لحداً، أما الضريح فهو الحفر في وسط القبر لا في جانبه، ويكون مستقيماً، وهناك العديد من الأسئلة التي تتعلق بموت النبي صلى الله عليه وسلم ودفنه، حيث يسأل الكثير من المسلمين من الذي دفن بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم.

من الذي دفن بجانب الرسول

 

إن الذي دُفن بجانب الرسول -صلى الله عليه وسلم- هما صاحباه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، فقد رُوي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر أنه قال: دخلتُ على عائشةَ رضي اللهُ عنها فقلتُ: يا أمَّاهُ! اكْشِفِي لي عن قبرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وصاحِبَيه، فكشفتْ لي عن ثلاثةِ قبورٍ لا مُشرفةٍ ولا لاطئةٍ، مبطوحةٍ ببطحاءِ العَرْصةِ الحمراءِ، فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُقدِمًا، وأبا بكرٍ رضي اللهُ عنه رأسُه بينَ كَتِفَيْ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وعمرُ رضي اللهُ عنه رأسُهُ عندَ رِجلَيْ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

أخرج الطبري عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولانِ: أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ أَنْ يُدْفَنَ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُفِرَ لَهُ، وَجُعِلَ رَأْسُهُ عِنْدَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” . [1]

وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد التمس ذلك من عائشة، واهتم لذلك خشية أن لا تأذن، فقد أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب أنه أمر ابنه عبد الله وهو في فراش موته بعدما طُعِن : انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؛ فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا، وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ، وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ : كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي. فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ! قَالَ ارْفَعُونِي، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ : مَا لَدَيْكَ ؟ قَالَ : الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَذِنَتْ. قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ.

قال ابن بطال: “وإنما استأذنها عمر في ذلك ورغب إليها فيه، لأن الموضع كان بيتها، وكان لها فيه حق، وكان لها أن تؤثر به نفسها لذلك، فآثرت به عمر. وقد رأت عائشة رؤيا دلتها على ما فعلت، حين رأت ثلاثة أقمار سقطن في حجرها، فقصتها على أبى بكر الصديق، فلما توفى رسول الله، ودفن في بيتها، قال أبو بكر: هذا أحد أقمارك، وهو خيرها”.

من تولى دفن الرسول

 

تولّى دفْن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والنزول إلى قبره: علي بن أبي طالب، والفضل بن عباس، والقثم بن عباس، وشقران مولى الرسول -رضوان الله عليهم جميعاً-.

وقد اختلف الصحابة -رضي الله عنهم- بمكان دفن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فتشاوروا -رضوان الله عليهم- في ذلك، فقال أحدهم بدفنه مع أصحابه، وقال آخر بدفنه في مسجده، أما أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فقال إنه سمِع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول إن الأنبياء يُدفنوا في المكان الذي قُبضت فيه أرواحهم، فتمّ حفر قبره أسفل فراشه الذي ينام عليه، ثم بدأ الصحابة بالدخول على الحجْرة لتوديع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكانوا يُصلّون عليه دون أن يؤمّهم أحد، ودخل من بعدهم الصحابيّات ثم الأطفال، وبعد ذلك دفنوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الأربعاء.

من الذي حفر قبر الرسول

 

إن أبا طلحة زيد بن سهل الأنصاري -رضي الله عنه- هو الصحابي الذي حفر قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فعندما أرادوا حفر قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كان لأهل مكة رجلٌ يحفر القبور لهم بطريقة الضريح، وهو أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-، وكان لأهل المدينة رجلٌ يحفر القبور لهم بطريقة اللَّحد، وهو أبو طلحة زيد بن سهل -رضي الله عنه-، فاستدعى العبّاس رجلين، وبعث إحداهما للبحث عن أبي عبيدة، والآخر للبحث عن أبي طلحة.

قال العبّاس -رضي الله عنه-: “اللهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ أَيَّهُمَا جَاءَ حَفَرَ لَهُ” [2] فوجد أحدهما أبو طلحة وجاء به إلى العباس، أما الذي ذهب يبحث عن أبي عبيدة لم يجدْه وعاد، فجاء أبو طلحة -رضي الله عنه- ولَحَدَ قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبنى على اللّحْد تِسع لَبنات.

السابق
إذا مات بني آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها
التالي
ما هي الطهارة وانواعها في الاسلام

اترك تعليقاً