من اشهر القصص التي ذكرت في سورة القصص

من اشهر القصص التي ذكرت في سورة القصص

 

من اشهر القصص التي ذكرت في سورة القصص من القصص التي يبحث عنها الكثير من المُلسمين، وخاصّةً الشغوفين بالقصص القرآني، وقد كان هذا القصص تسلية النبي-صلى الله عليه وسلم- عما كان يفعله المُشركون، وإبرازًا لأخبار الأمم الماضية، والذي عدّه بعض العلماء بأنه وجهٌ من وُجوه إعجاز القرآن، وفيما يلي سنتعرّف على أهم المعلومات عن سورة القصص، وما هي أشهر قصصها.

 

معلومات عن سورة القصص

سورة القصص من السور المكية، ومن المعروف أن السورة المكية أو الآية المكيّة هي التي نزلت على النبي- صلى الله عليه وسلم- قبل هجرته، ولو بغير مكة، وقيل: إن في سورة القصص بعض الآيات المدنية، وقد نزلت آية:” إن الذي فرض…”، في طريق النبي من مكّة إلى المدينة، وتحتل المرتبة التاسعة والأربعين في سُور القرآن الكريم من حيث النزول؛ فقد كان نزولها بعد سورة النمل، وقبل سورة الإسراء، وتحتل المرتبة التاسعة والعشرين في ترتيب السور، ويقع قبلها سورة النمل، وبعدها سورة العنكبوت، ويبلغ عدد آياتها ثمانية وثمانين آيةً، وقد عالجت الكثير من القضايا عن طريق القصص التي ذُكرت فيها.[1]

 

سبب تسمية سورة القصص بهذا الاسم

سمّيت سورة القصص بهذا الاسم؛ لاشتمالها على كثيرٍ من القصص القرآني، وقد كان يسلي الله- عز وجل- نبيه بهذا القصص عن ما كان يقوم به المُشركون تِجاهه، كما أن من خلاله كان يعرف أخبار الأمم الماضية، وما الذي حلّ بأقوامهم نتيجة كُفرهم، فقد ورد فيها قصة سيدنا موسى- عليه السلام- في والدته، وكيف انتقل إلى قصر فرعون، وقصته مع من استنصره من شيعته، وقصته-عليه السلام- مع بنات شُعيب، وقصة قارون، والحديث عن تكبّر فرعون وتجبُّره.

من اشهر القصص التي ذكرت في سورة القصص

ذخرت معظم سور القرآن الكريم بالقصص القرآني، والذي كان فيه تسليةً للنبي- صلى الله عليه وسلم-، ولعل من أبرز تلك القصص القصص الآتية، وإليك تفصيل تلك القصص:

قصة ولادة موسى وقصر فرعون

ولد موسى- عليه السلام- في العام الذي تنبّأ فيه كهنة فرعون بأنه سيلد ذكرٌ، وهذا الذكر هو الذي يأخذ منه الحكم، فقام فرعون من فوره، وأمر جنوده أن يقتل كلّ ذكرٍ يولد، ولكن العناية الإلهية أنقذت نبي الله موسى، ولما ولدت أمّ موسى نبيّ الله؛ خشيت عليه من أن يناله ظلم فرعون، ويأخذ جنوده خبرًا عنه؛ فيقتلوه، ولكن الله أمرها أن تضعه في صندوق، وتضع هذا الصندوق في البحر، وقبل ذلك أن تقوم بإرضاعه، ورضخت تلك المرأة للأمر الإلهي، وطمأنها ربنا بأنها لا تخاف ولا تحزن؛ فإنه

سيردّه إليها مرةً أُخرى، وظل الصندوق سائرًا في البحر إلى أن جاء

عند قصر فرعون، ووقف هذا الصندوق، فتقصّى فرعون وجنده ما في

هذا الصندوق، وإذ به طفل صغير ذكر، فألهم الله امرأة فرعون،

وقالت لزوجها وجنده: لا تقتلوه، عسى أن ينفعنا، أو نقوم بجعله ولدًا لنا،

وقد أمرت أم موسى أخته أن تتقصّاه، وحرم الله-عز وجل- المراضع جميعها

عن موسى-عليه السلام-، فكان لا يرتضي أن يقوم بالتقام ثدي إحدى النساء؛

حتى دلّوا على أمّه-وهم لا يعرفون أنها أمّه-، وبهذا عاش موسى مع أمه في

قصر فرعون الذي كان يقتل كل ذكر يولد، وهذا إن دل فإنه يدل على أن من رضي بقضاء الله، واستعان به في كل حوائجه؛ كان هذا ثوابه عندالله، فالله خير حافظًا، وهو أرحم الراحمين.[2]

موسى وقتل الرجل القبطي

دخل موسى -عليه السلام- على غفلةٍ من أهلها؛ فوجد فيها رجلان:

رجلٌ من بني إسرائيل، ورجلٌ من عدوّه، فقام الرجل الذي من شيعته-

من بني إسرائيل- بالاستعانة به في نصرته على الرجل الآخر؛ فقام بنصرته،

ووكز الذي من شيعته على الذي من عدُوّه، ودون قصدٍ أو عمدٍ من موسى-عليه السلام-

قضى موسى على الرجل، فندم موسى على ما فعله، مع أنه لم

يكن يقصد هذا الفعل، واستغفر ربّه؛ فغفر الله له إنه هو الغفُور الرحيم،

وقال ربّ بما أنعمت عليّ، فلن أكون معينًا القوم الظّالمين على غيرهم،

وفي اليوم التالي أصبح في المدينة خائفًا ينتظر، فإذا به يجد الرجل الذي

استنصره بالأمس، يريد أن ينصُره مرّةً أخرى، فقال له الرجل الذي يتقاتل

مع الذي من شيعته، لا تناصره، ولا تكُن معينًا للظّالمين، فرضخ موسى لقول هذا الرجل،

ولم يناصر الرجل الذي ناصره قبل ذلك، وقال له رجل من أقصاه المدينة

: إن الملأ يأتمرون عليك؛ لقتلك؛ فاخرُج إني لك من النّاصحين، وفي ذلك يقول الحق -سبحانه-

:” ”وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ

هَـذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ

موسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَـذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مبِينٌ

*قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

*قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ”

قصة موسى مع بنتي شعيب

ترك موسى- عليه السلام- المدينة على إثر النصيحة التي نصحها له الرجل الذي جاء من أقصاه المدينة يسعى، وذهب إلى مدين، ولما ورد مكان السُّقيا، أو ماء مدين، وجد جماعةً من الناس يقومون بسقي إبلهم،

ووجد دون هؤلاء النّاس إمرأتان لا تستطيعا أن تقوما بالسّقي، فقل لهما:

ما خطبكما؟، قالوا: لا نقوم بالسقي حتى يفرُغ الناس، ثم نقوم بعد ذلك

بسقي إبلنا، وأبونا شيخٌ كبيرٌ، فلما سمع ذلك؛ سقى لهما إبلهما، وبعد

أن فرغا من السقي؛ ذهبا إلى أبوهما، وأخبرتاه ما حدث لهما؛ فجاءته

إحداهما تمشي على استحياء، وقالت له: إن الي يطلب منك المجيء إليه؛

ليكافئك على ما فعلت معنا، فجاءه موسى وقصّ عليه ما فعل، فما كان منه

إلا أن قال: نجوت من هؤلاء القوم الظالمين، وقالت إحدى بنات شعيب له

: يا أبت، قم باستئجاره، فإن خير من استأجرت القويّ الأمين، وقد جاء التعبير القرآني

بهاتين الصفتين، وسبب إتيانه بهذا التعبير: إن القوّة مستنبطة من

ما فعله موسى في السقيا، وقيل: إنه أزال الحجر عن البئر الذي كان يسقون منه،

وأنه سيسير أمامها، وعرض عليه شعيب أن يزوجه إحدى ابنتيه على أن

يقوم برعي الإبل وخدمته ثمان سنوات، فإن زاد عن الثماني؛ فمن عنده، وما كان شعيب ليشُقّ عليه، وهذا إن دل فإنه يدُلّ على على التيسير في أمور الزواج، وغيرها من الأمور التي لا تجعل المرء يتحمل ما لا يطيق،

وتتمثل ذلك القصة في قول الله -تعالى-:”وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أمَّةً

مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا

لَا نَسْقِي حَتَّى يصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ*فَسَقَى لَهُمَا ثمَّ تَوَلَّى إِلَى

الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ*فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي

عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا

جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”[4]

قصة قارون

قارون كان من قوم موسى- عليه السلام-، ولقد أعطاه الله المال؛ فكان يمتلك ثروةً طائلةً، وظنّ أنه هو الذي جمع هذا المال، وأن هذا من علمه وعمله، ونسي أن الرزاق الذي يعلم خائنة الأعيُن، وما تخفي الصّدُور قادر على أن يمحوَ في لحظةٍ واحدة، وأعطاه كثر المال المبرّر الذي جعله يتكيّر على النّاس، والله-سبحانه وتعالى-لا يحب المتكبّرين، والله

-تعالى- قد أهلك من قبل قارون من هو أشدّ منه قوّة وأكثر جمعًا، وكان الناس يقولون: ذكرت

ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حد عظيم، وأما الذين أوتوا العلم فقالوا

: ويلكم ثواب الله خير لمن ءامن وعمل صالحًا، ولا يلقاها إلا الصابرون

، وخسف الله -تعالى- بقارون وبداره الأرض، وما منعه أحدكم عقاب الله أو عذابه،

وفي هذا خير دليل على أن الإنسان متى ما تكبر على خلق الله بنعم الله؛

محق الله هذه الأشياء، وجعله عبرة لمن يعتبر، وتتمثل تلك القصة في قوله-تعالى-:”إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ موسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعصْبَةِ أولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يحِبُّ الْفَرِحِينَ”، وقال تعالى: “فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ”[5]

فضل سورة القصص

القرآن الكريم هو الكلام الذي يتعبّد به الناس، فيقرؤونه آناء الليل وأطراف النهار، ويتقرّبون به من ربّ العباد-سبحانه-في صلواتهم، ولكل سورة من سور القرآن فضل عام، وفضل آخر خاص، فأما الفضل العام؛ فهو أن كل حرف يقرأه في القرآن بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء أضعافًا مضاعفةً، ومن قرأ القرآن، وهو يتتعتع فيه؛ فله أجران

: أجر القراءة وأجر التعتعة، كما أن تلك السورة ابتدأت بالحروف المُقطّعة، ذكرت

وهي التي استأثر الله-تعالى- بعلمها، وهي من الطواسين، فالطواسين

ثلاث سور، وهي:الشعراء، والنمل، والقصص، وقد ذكر أنس بن مالك-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم-

:”إِنَّ اللهَ تعالى أعطاني السبْعَ مكانَ التوراةِ، وأعطاني الرآتِ إلى الطواسينِ مكانَ الإِنجيلِ

، وأعطاني ما بينَ الطواسينَ إلى الحواميمِ مكانَ الزَّبور، وفضَّلَني بالحواميمِ والمفصَّلِ،

ما قَرَأَهُنَّ نَبِيٌّ قبْلِي”، وكل الأحاديث التي ذكرت في فضل

سورة القصص إنما هي أحاديث ضعيفة، والضعيف لا يستعمل إلا في فضائل الأعمال.[6]

 

ومن خلال هذا المقال يمكننا التعرف على من اشهر القصص التي ذكرت في سورة القصص ، وسبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم، وما هي الأحداث والوقائع التي كانت سببا في نزول هذه السورة، وما القصص التي تضمنتها، وما هي أحداث قصة موسى مع فرعون، وأحداث قصة موسى مع الرجل الذي استنصره من شيعته، وقصة موسى مع بنتي شعيب، وقصة قارون الذي تكبّر وتجبّر، وما هي عاقبته.

السابق
هل يجوز له الإفطار بسبب مشقة العمل ؟
التالي
ما أول جبل وضع على الارض

اترك تعليقاً