مقالة عن مكانة المرأة العربية قبل الإسلام من خلال مظاهر التأنيث عند العرب الوثنيين الجزء الاول

مقالة عن مكانة المرأة العربية قبل الإسلام من خلال مظاهر التأنيث عند العرب الوثنيين الجزء الاول

النظام الاجتماعي عموما كان أبويا، إلا أنه لم يكن أبويا مطلقا، فقد كانت هناك الكثير من الدلائل التي

تثبت بأن السلطة الاجتماعية كانت متقاسمة بين الرجل والمرأة في المجتمع العربي قبل الإسلام.

كما أن آثار التنظيم الأمومي بقيت حاضرة إلى أن قضى عليها إسلام الفقهاء العباسيين لتبرير الوضعية

التي عاشت فيها المرأة في العصر العباسي

يعتبر الكثير من الباحثين أن أساس النظام الاجتماعي القبلي عند العرب قبل الإسلام كان نظاما أبويا،

حيث الأب هو رب العائلة والآمر الناهي فيها والمتمتع بأوسع سلطة. لكن ذلك لم يكن يصدق إلا في

البادية العربية، أما في الحواضر فالأمر مختلف تماما، فقد كانت للمرأة أهمية كبرى في الحياة

الاجتماعية والاقتصادية.

كان المجتمع العربي قبل الإسلام في الحواضر يعيش نوعا من التوازن بين الرجل و المرأة بفعل التطور

الاقتصادي والزراعي (أحمد أمين، فجر الإسلام، ص:11). إذا أخذنا المجتمع المكي كمثال، فإننا سنجد

بأن المرأة لعبت فيه أدوارا هامة من خلال المشاركة في النشاط التجاري إلى جانب التدبير المنزلي

والاهتمام بالأبناء.

إننا، إذ نتفق بأن النظام الاجتماعي عموما كان أبويا، إلا أنه لم يكن أبويا مطلقا،

فقد كانت هناك الكثير من الدلائل التي تثبت بأن السلطة الاجتماعية كانت متقاسمة بين الرجل والمرأة

في المجتمع العربي قبل الإسلام. كما أن آثار التنظيم الأمومي بقيت حاضرة إلى أن قضى عليها

إسلام الفقهاء العباسيين لتبرير الوضعية التي عاشت فيها المرأة في العصر العباسي، وحيث كان

الملوك والأكابر يعيشون المجون والمتع الحسية وحينما أصبح دور المرأة يتمثل في إمتاع الرجل

والعمل على تلبية غرائز الأرسطقراطية العباسية.

لقد عمل الفقه الإسلامي دورا إيديولوجيا في تكريس تلك الصورة الناقصة للمرأة،

حيث تكون المرأة في كثير من الأحيان غنيمة حرب، أي سبية.

ولعل الدليل على ما نقول هو أن هؤلاء الفقهاء لم يتجرأوا على استنكار ما عرف عن الخلفاء العباسيين

من مجون ومن استمتاع بالجواري و الغلمان، بل إن أغلب الفقهاء كانوا يحرمون الخروج على الحاكم،

وكانوا يدعون لهم على المنابر.

في هذا الملف، سنحاول تقديم نظرة مختلفة عما ألفه القارئ ،

بحيث تقوم فرضيتنا على أن المرأة في المجتمع العربي قبل الإسلام كانت تحظى بقدر من الاحترام

و التقدير، وهو الأمر الذي حاولت المؤسسة الإسلامية طمسه،

وعملت على تقديم المرأة العربية قبل الإسلام في أحط صورة.

 

نقدم هنا آثار هذه المكانة المتميزة التي كانت للمرأة العربية من خلال ثلاثة مظاهر على سبيل المثال

لا الحصر، ويتعلق الأمر بعبادة الآلهة الإناث عند العرب قبل الإسلام، مما يرمز إلى تقديس الأنثى في

المجتمع العربي القديم. أما المظهر الثاني فيخص ظاهرة كهانة النساء العربيات قبل الإسلام.

وأخيرا، سنتوقف مع متنبية عربية طبعت التاريخ العربي الإسلامي،

لكن القليل من أخبارها وصلنا متفرقا في كتب التراث، والأمر يتعلق بسجاح بنت الحارث التميمية.

السابق
دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك المعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة
التالي
التحرش و التربية والأخلاق والإعلام

اترك تعليقاً