وغير هذه الآيات من ضربه الحجر بالعصا وخروج الماء منه، والتظليل بالغمام، وإنزال المنّ والسلوى، وغيرها من الآيات.
معجزة عيسى عليه السلام
المعجزات التي أظهرها الله على يديه مثل إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله وغير ذلك
فهي دلائل صدق عيسى عليه الصلاة والسلام في رسالته وتكذيب لما اتهمه به يهود من الافتراءات.
جاء في القرآن الكريم عند الحديث عن المعجزات التي أيد الله بها عيسى عليه السلام
قوله تعالى: {ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله} (آل عمران:49)
وقال تعالى: {إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني} (المائدة:110).
معجزة صالح عليه السلام
الناقة
أخرجها الله لقومه من الصخرة فكان من شأنها أن لها شرب يوم ولقومه شرب يوم
وفي يوم شربها يشربون من لبنها حتى عقرها أحدهم فعذبهم الله
وقوله على لسان نبيه صالح لما قال لقومه: قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ {الأعراف: 73}
والسبب في إخراجها لهم هو أن قوم ثمود قالا لصالح ائتنا بآية إن كنت من الصادقين، فقال لهم صالح ، اخرجوا إلى هضبة من الأرض فخرجوا
فإذاهي تتمخض كما تتمخض الحامل ، ثم انها تفرجت فخرجت من وسطها الناقة فقال لهم صالح : هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ إلى قوله لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ .
قال ابن عباس كما عند القرطبي وغيره : قالوا لو كنت صادقاً فادع الله يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عشراء فتضع ونحن ننظر ، وترد هذا الماء فتشرب وتغدو علينا بمثله لبنا . فدعا الله وفعل الله ذلك.
معجزة إبراهيم عليه السلام
النار
لما رأى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن قومه ما زالوا متمسكين بعبادة أصنامهم عَقَد النية على أن يقوم بتكسير الأصنام ويقيم الحجة عليهم.
وكان من عادة قومه أن يقيموا لهم عيدًا، فلمَّا جاء عليهم عيدهم
دعوه ليخرج معهم فأخبرهم أنه مريض لأنه أراد التخلف عنهم ليكسر أصنامهم قال تعالى:{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ * فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ}
وبعد ذهاب قومه أمسك بيده اليمنى فأسًا وأخذ يهوي على الأصنام يكسرها ولما رجع قومه من عيدهم ووجدوا ما حل بأصنامهم بهتوا {قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ }، وقد اجتمعوا على أن يحضروا إبراهيم ويجمعوا الناس ليشهدوا عليه ويسمعوا كلامه {قَالُوا ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ}سورة الأنبياء62، وهنا رد عليهم نبي الله قائلا {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ}، ليسخف من معتقداتهم وأصنامهم.
أراد قومُ إبراهيم عليه السلام أن ينتقموا من إبراهيم عليه السلام لما كسّر أصنامهم، فلمَّا غلبهم بحجتِه أرادوا مع مَلِكهم هذا أن ينتقموا منه فيحرقوه في نار عظيمة، قال تعالى {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ}سورة الصافات، وقال:{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ}
فلما ألقي إبراهيم في النار لم تحرقه النار ولم تصبه بإذى ولا حتى أحرقت ثيابه، قال الله:{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}سورة الأنبياء. فكانت هذه النار العظيمة بَردًا وسلامًا على إبراهيم فلم تحرقه.