متى بدأت الحروب الصليبية وما أبرز أهدافها

متى بدأت الحروب الصليبية وما أبرز أهدافها

 

متى بدأت الحروب الصليبية وما أبرز أهدافها ,بدأت الحروب الصليبية في أواخر القرن الحادي عشر واستمرت حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر، وكان هدف هذه الحملات انتزاع الأراضي المقدسة من سلطة العرب المسلمين.

في 19 أغسطس 1071 انتصر الأتراك السلاجقة بقيادة ألب أرسلان على الامبراطور البيزنطي

رومانوس الرابع في معركة شهيرة، عرفت بمنازكورد أسر فيها الإمبراطور البيزنطي

من قبل السلاجقة، واعتبرت هذه المعركة إحدى الأسباب غير

المباشرة للحملة الصليبية الأولى، وبعد ذلك بعدة سنوات في نوفمبر 1095 دعا بابا

روما أوربان الثاني رجال الدين المسيحين الكاثوليك في مدينة كليرمون فران الفرنسية

ليهبوا لمساعدة إخوانهم المسيحين الشرقيين، وشرعوا يطوفون على الأديرة الكولونية في جنوب

البلاد ليحرضوا على القيام بحروب مقدسة من وجهة نظرهم والحج في الأراضي المقدسة

في فلسطين واعدًا كل من يشارك بهذه الحملات بصكوك الغفران.

كما كلف البابا أوربان الثاني الواعظ بطرس الناسك بالتجول في كل

من إيطاليا وفرنسا، وخطب بالميادين والأديرة وحضهم على التجهز لتحرير الأراضي المقدسة.

في أغسطس 1096، تشكلت أربعة جيوش بقيادة ريموندو سان جيل،

وجودفري حاكم بولون، وهوغ من فرماندوا، وبوهيموند من تارنتو، وسميت الحملة الأولى بحملة الفقراء، لأن أغلب جنودها من الفقراء والمعدمين، بالإضافة إلى بطرس الناسك الذي كان قائدًا لمجموعة من الفرسان والعامة الأقل تنظيمًا.

نجحت هذه الحملة باحتلال نيقية عاصمة السلاجقة في عام 1097، كما احتلت أنطاكيا في أواخر يونيو 1098، وواصلت تقدمها لتحاصر القدس في يونيو 1099 ودخلتها في منتصف الشهر نفسه، حيث قتل الصليبين مئات الرجال والنساء والأطفال، وانتهت الحملة الأولى بتحقيق أهدافها باحتلال القدس وعدد من المدن السورية، ومن ثم توالت بعدها عدد من الحملات الصليبية الأخرى.

تنوعت الأسباب والدوافع التي أدت إلى قيام الحروب الصليبية. وكان في مقدمة هذه الأسباب الرغبة في سيطرة المسيحيين الغربيين على

القدس باعتبارها مكانًا مقدسًا محتلًا من قبل المسلمين.

انطلقت شرارة الحملات الصليبية الأولى بعد عقد البابا أوربان الثاني لمجلس كليرمونت في فرنسا والذي أراد من خلاله التحريض وجمع الداعمين لهذه الحروب تحت غطاء الدفاع عن المقدسات والدين المسيحي. كانت الاستجابة لنداء البابا أوربان قوية وتطوع الآلاف من المحاربين الذين رفعوا إشارة الصليب وعهدوا بالسير للدفاع عن المقدسات. فكان يوم الخامس من أغسطس عام 1096 يوم البداية للرحال باتجاه الأراضي المقدسة.

وهكذا انطلقت الحملة الصليبية الأولى عام 1096 وتمكن من خلالها الصليبيون من السيطرة على القدس في العام 1099 وأقاموا فيها ممالك صغيرة لم تستمر سوى فترة قصيرة وكانت ضعيفة النفوذ.

وفي العام 1044 أطلقت الحملة الصليبية الثانية والتي حشدت فيها الجيوش الحاملة للصليب من أنحاء أوروبا للسيطرة من جديد على الأراضي المقدسة في فلسطين وذهب ضحيتها أعداد كبيرة من المسلمين. لكن العام 1187 قلب الموازين عندما استعاد صلاح الدين الأيوبي السيطرة على القدس في معركة حطين وهزم الصليبيين.

بينما قامت في العام 1189 الحملة الصليبية الثالثة والتي جاءت كرد فعل على الخسارة في معركة حطين، فقام الصليبيون حينها بالاستيلاء على مدينة عكا ولم يتنازلوا عنها حتى تم عقد معاهدة سلام مع صلاح الدين الأيوبي سمحت للحجاج المسيحين بدخول القدس والحج فيها.

أما الحملة الصليبية الرابعة

فقد انطلقت من البندقية في العام 1202 واستولت على القسطنطينية عام 1204.

تلتها الحملة الصليبية الخامسة عام 1217 وتم فيها الاستيلاء على مدينة دمياط المصرية وخسرت الجيوش الصليبية بعدها المنصورة فتنازلت مجبرة عن دمياط.

في العام 1228 قامت الحملة الصليبية السادسة والتي قادها الإمبراطور الروماني فريدريك الثاني ملك القدس، وانتهت بمعاهدة سلام استطاع المسيحيون من خلالها السيطرة على العديد من الأماكن المقدسة في فلسطين بما فيها القدس.

أما في العام 1248 قام ملك فرنسا لويس التاسع بالحملة الصليبية السابعة، والتي سيطر بها على دمياط ولكن سرعان ما انهزم وعاد أدراجه ودفع جزية كبيرة لقاء حريته الشخصية.

قامت الحملة الصليبية الثامنة بقيادة لويس التاسع أيضًا في العام 1270، واتجهت إلى شمال أفريقيا، وحاول لويس من خلالها إقناع سلطان تونس باعتناق الدين المسيحي، ولكنه توفي قبل إتمام ذلك وفشلت حملته.

انطلقت الحملة الصليبية التاسعة والأخيرة

في العام 1271 بقيادة ملك إنجلترا إدوارد الأول، ولكنها لم تحقق غاياتها بسبب عودة إدوارد إلى بلاده بسبب وفاة والده.

جاءت الحملة الصليبية الأولى استجابة لنداء البابا أوربان الثاني الذي أراد وقف

الاقتتال الداخلي، واحلال ما يعود بالفائدة لأوروبا؛ وقدم البابا أوربان الثاني

وعودًا بالغفران ودخول الجنة لكل من يشارك بالحملة الصليبية لنجدة إخوانه المسيحيين

في الشرق من هجمات السلاجقة، وتقديم يد العون والمساعدة لهم، وتحرير بيت

المقدس من أيدي المسلمين. فاستجاب لهذه الحملة التي ألهبت المشاعر تجاه

المسلمين عددٌ كبيرٌ من أبناء شعوب أوروبا، ولقي نداء البابا أوربان الثاني صدى واسعًا كفرصة للاستغفار عن الحياة المليئة بالذنوب.

وعند البحث عن بدايات تلك الحملات سنجد أن الحملة الصليبية الأولى انطلقت

عام 1096 بقيادة مجموعة من ملوك أوروبا، وبدأت الجحافل بالتحرك عبر البر والبحر

نحو القسطنطينية تحت قيادة جودفيري، وبوهيموند الأول، وريموند صنجيل،

وروبرت فلاندر. ونتج عنها معارك عديدة بين الصليبيين والمسلمين في المناطق التي وصلوا إليها.بدأت

تصدى لهذه الحملة الخلافة الفاطمية

في مصر والسلاجقة في الأناضول، ودرات معارك طاحنة نتج عنها هزيمة ساحقة للمسلمين، بسبب الظروف الصعبة والواقع الضعيف الذي كانوا يمرون به، ووقوع العديد من الضحايا من المسلمين والمسيحيين واليهود بمذابح كبيرة أراقت برك من الدماء. انتهت الحملة الصليبية الأولى عام 1099 بسيطرة الصليبيين على القسطنطينية، والساحل السوري، وبيت المقدس، وتأسيس أربع ممالك صليبية.

تبع هذه الحملة سلسلة من الحملات الصليبية المتلاحقة:

  • كانت الحملة الصليبية الثانية 1149-1145: بقيادة الملك لويس السابع الذي فرض سيطرته على القدس لكنه هُزم في دمشق.
  • الحملة الصليبية الثالثة 1189-1192: تكللت بانتصار المسلمين واسترجاعهم القدس على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، في حين أخفق الصليبيون في ذلك.
  • الحملة الصليبية الرابعة 1202-1204: تحولت من الاقتتال مع المسلمين إلى الاقتتال بين المسيحيين أنفسهم، وذلك بسبب البابا الذي تلقى مساعدة البندقية في ذلك.
  • الحملات الصليبية الخامسة والسادسة والسابعة 1217-1250: انتهت بالفشل في تحقيق أهدافها.
السابق
سعيد بن المسيب .. محدث دار الهجرة
التالي
نبذة حول احداث تاريخية لا تنسى شهدها سكان المملكة

اترك تعليقاً