ما هي صلاة الخوف وكيفية أدائها

ما هي صلاة الخوف وكيفية أدائها

 

 

لقد بدأ الشروع في صلاة الخوف بعد الهجرة بخمس سنوات، حيث قاموا المسلمين العديد من الغزوات بدون أداء صّلاة الخوف، لكن فقد شرعها الله إليهم حتى تكون بمثابة اللجوء إلى الله عز وجل في هذه المحنة وينصرهم على أعدائهم وينصر الدين الإسلامي، لكن يوجد لهذه الصلاة بعد الحالات الخاصة والشروط التي يجب أن يتم الالتزام بها وأدائها على هذه الحالات والصفات، تابع أهم التفاصيل

ما هي صلاة الخوف

تكون صّلاة الخوف هى الصلاة التى تتم تأديتها في حالة الخوف أثناء الحرب والمعركة والقتال، فقد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء الغزوة.

  • تتم هذه الصلاة عن طريق تقسيم المصلين إلى طائفتين حيث أن أول طائفة تصلى والطائفة الأخرى تقوم بالدفاع والهجوم على العدو، وبعد أن تخلص الطائفة الأولى الصلاة تبدل مع الطائفة الأخرى.
  • تم مشروعية هذه الصلاة من الإسلام أن يتم تأدية هذه الصلاة بدون القبلة أو التفرغ والوقوف لها، فمن الممكن أن يصليها المحارب أثناء ركضه فى أرض المعركة.

مشروعية صلاة الخوف

فقد تم شروع هذه الصلاة فى القرءان الكريم ويتبين ذلك من خلال قول الله عز وجل في سورة النساء:

(وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا).

  • وفى السنة النبوية فقد أدى هذه الصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع.

صفة صلاة الخوف

  • الصفة الأولى: تكون هذه الصفة قد وردت فى القرآن الكريم، وذلك ينقسم الجيش إلى طائفتين، حيث أن طائفة تصلي وطائفة الأخرى تواجهه العدو، وبعد ذلك يحصل تبادل بينهم.
  • الصفة الثانية: في صّلاة الخوف وهي أن يصلي الإمام بالجيش كله ركعة واحدة وتسمى بصلاة الخوف الفردية.
  • الصفة الثالثة: تكون أن الإمام يصلي بالقسم الاول من الجيش ركعة واحدة ثم يسلمن ويقومون إلى محاربة العدو، ويأتى بعد ذلك القسم الثاني حتى يصلي بهم الإمام ويصلون ويسلمون ويأتى القسم الاول يكمل الصلاة.
  •  الصفة الرابعة: وهي من خلال هذه الصفة أن يقوم الإمام بتأدية صلاة الخوف بكل طائفة الجيش مرة واحدة صلاة كاملة.
  • الصفة الخامسة: يقوم الامام بصلاة مع طائفة ركعتين لكنه لا يسلم ويطيل فى الوقوف بينما يصلي المصلين ويسلمون ويخرجون حتى تأتى الطائفة الأخرى تكمل مع الإمام.

متى شُرعت صلاة الخوف

إن صلاة الخوف لم تكن مشروعة في بداية الإسلام ولا فى الغزوات، حيث أن ورد فى السيرة النبوية أن هذه الصلاة لم تكن مشروعة فى غزوة الخندق حتى قام المسلمين بالحرب لفترات طويلة دون اصلية صلاة العصر فصلاها الرسول والصحابة بعد ذلك.

وقد ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كُنَّا مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ الخَنْدَقِ، فَقَالَ: مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وبُيُوتَهُمْ نَارًا.

كما شَغَلُونَا عن صَلَاةِ الوُسْطَى حتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ وهي صَلَاةُ العَصْرِ”، لذلك لم تكن مشروعة حتى السنة الخامسة بعد الهجرة.

وجاء في السيرة النبوية أن هذه الصلاة قد تم شروعها في غزوة عُسفان، وكانت هذه أول صلاة يصليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أثناء أرض المعركة، وجاء عن أبي عياش رضي الله عنه قال:

“كنَّا مع النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بعُسْفانَ، فصلَّى بنا الظُّهْر، وعلى المشرِكينَ يومَئذٍ خالدُ بنُ الوليدِ، فقالوا: لقد أصَبْنا منهم غفلةً، ثم قالوا: إنَّ لهم صلاةً بعد هذه هي أحَبُّ إليهم مِن أموالِهم وأبنائِهم، فنزَلتْ صلاةُ الخوفِ بين الظُّهْرِ والعصرِ، فصلَّى بنا العصرَ، ففرَّقَنا فِرْقتَيْنِ، وصلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك صلاة الخوف في كذا غزوة بعد ذلك.

كيفية صلاة الخوف

  • يجب أداءها عند قيام الحرب فقط وفى حالات القتال، حيث قال الله عز وجل {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ}.
  • وقالو الشافعية والمالكية أن يجب حمل السلاح أثناء الصلاة وقد استند بذلك على قول الله عز وجل {وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ}.
  • لكن الحنفية والحنابلة اتفقوا على حمل السلاح أثناء أداؤها يكون على حسب الحاجة إليه، لأن حمل السلاح يجعل المصلون لا يعرفون يصلون ولا يفعلون حركات الصلاة، لكن إذا كان ضرورة فهو يجوز.
  • وأن طريقتها تكون لها طريقة خاصة وتكون جماعة وراء إمام، حيث يختلف أدائها على عدد ركعاتها.

كيفية صلاة الخوف في الصلاة الثنائية

تكون صّلاة الخوف الثنائية مثل صلاة الفجر ركعتان أو صلاة المسافر إذا تم سفره أثناء الجهاد، تكون أداء هذه الصلاة كتالي:

    • يقف الإمام وزرائه قسم من المصلين فيصل ويقف فى الركعة الأولى ويطيل الوقوف بها، لكن المصلين خلف يكملون الصلاة على عجل ويسلمون ويخرجون.
    • بعد ذلك يأتي القسم الآخر يصلي وراء الإمام الركعة الاولى، ويصبر الامام ركعته الثانية مع الإطالة فى السجود وكثرة الدعاء، بينما يصلون على عجل ويسلمون ويخرجون.
  • وأن هذه الصلاة الثنائية قد صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الرفاع.

كيفية صلاة الخوف في الصلاة الثلاثية

  • صلاة الخَوف الثلاثية هي عدد ركعاتها ثلاثة مثل صلاة المغرب، ويقوم بها الإمام يصلي بقسم من المصلين ركعتين يقف ويطيل الوقوف بهم بينما يكمل خلفة المصابون الركعة الثالثة على عجل ويسلمون.
  • حتى بعد ذلك يأتي القسم الآخر فيصلون مع الإمام الركعة الثالثة ويجلس الإمام ويطيل السجود مع الدعاء، بينما يصل المصلون الركعتين الآخرين على عجل ويسلمون ويخرجون من الصلاة.
  • حيث تم ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام بصلاة الخوف في صلاة المغرب بهذه الطريقة.

كيفية صلاة الخوف في الصلاة الرباعية

تكون صلاة الخَوف عدد ركعاتها أربعة مثل صلاة الظهر والعصر، ويتم أداء هذه الصلاة ينقسم الجيش إلى قسمين قسم يصلى مع الإمام فى أول ركعتين ويقف لكن يطيل الوقوف.

  • بينما يكمل المصلون الركعتين على عجل ويسلمون حتى يأتي القسم الآخر ليصلى من بعدهم الركعتين المتبقين ويسجد الإمام ويطيل السجود، لكن يصلى خلفه المصلين على عجل باقي الصلاة الأربعة ويسلمون ويقومون.
  • وينتهي الإمام ويظل جالسًا يكثر من الدعاء ويردد من خلفه المصلين بقول أمين.

حالات صلاة الخوف

يوجد لـ صلاة الخَوف حالات وتكون مرتبطة بمّوضع الحرب والعدو، حيث جاءت في السيرة النبوية ثلاث حالات لصّلاة الخوف وهما كالتالي:

الحالة الأولى:

  • وهو أن كان العدو بعيدا عن جهة القبلة، فيصل بعض الجنود صلاة الخوف والبعض الآخر يقابل العدو.

الحالة الثانية:

  • وفى هذه الحالة إذا كان العدو في اتجاه القبلة، فقد يقف المسلمون في صفين يصلون مع الإمام ويسجدون معه لكن الصف الاخر يظل واقفًا.
  • وعند صعود الصف الأول من السجود يسجد الصف الثانى، وفى الركعة الثانية يتم العكس بين الصفوف، حيث يسجد الصف الثانى ويظل الصف الأول واقفًا.

الحالة الثالثة:

  • وهي التحام الجيشين وفى ذلك الحالة يصلي جميع المحاربين إذا كانوا يركضون أو واقفين أو راكبين فى اتجاه القبلة أو غير اتجاه القبلة ويسجدون ويركعون بالإيماء، وهذه الحالة إذا كان العدو ظالمًا.

لقد تم نزول أداء صّلاة الخوف في المعارك والحبوب حتى يسود لهم جو من السكينة والطمأنينة والهدوء في أنفسهم، حيث أثناء الحرب يكونوا خائفين مذعورين من أداء الحرب.

خصوصًا إذا كان العدو ظالم، وفى هذه الحالة يشعرون المسلمين أنهم يد واحدة لا يفرقهم أحد وأن الله عز وجل معهم فى هذه المعركة وسوف ينصرهم.

السابق
سوء الظن أنواعه وأسبابه وما قيل عنه بالقرآن والسنة
التالي
كيف يطرد المسلم وسوسة الشيطان

اترك تعليقاً