ما هي شروط الاجتهاد
ما هي شروط الاجتهاد … هو أن يقوم عالم من المسلمين ببذل جهد لكي يتعرف على حكم في الشرعية غير واضح تماما، او لا يوجد عليه دليل واضح في القرآن أو السنة النبوية، وهناك شروط يجب الالتزام بها
شروط الاجتهاد
1-الإسلام
وما يتضمن من الإيمان بالله تعالى وصفاته، والإيمان بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وما جاء به من الشرع، فإسلام المجتهد شرط مجمع عليه.
2- معرفة اللغة العربية
وذلك بكل ما يتضمنه هذا الشرط من نحو -فالحكم يتبع الإعراب-، وصرف ومعان للمفردات وبلاغة، وبيان، بحيث يميز المجتهد بين المعنى الظاهر والخفي، وبين الحقيقة والكناية، والاشتراك، والشبه، حتى يتمكن من العلم بما تدل عليه كل كلمة وبطريق دلالتها عبارة أو إشارة أو فحوى أو غير ذلك.
3-معرفة السنة النبوية
والسنة النبوية إما قولية وإما فعلية وإما تقريرية، ولابد لمن يتصدى للاجتهاد من معرفة هذه الأنواع الثلاثة، بما تتضمن من أحكام كلية ومقاصد عامة ومن أحكام تفصيلية
جزئية، خاصة. والعلم بالسنة النبوية يشمل العلم بمعاني مفرداتها وتراكيبها، ودلالات الكلام على المعاني، مع معرفة علم مصطلح الحديث، ورجال الحديث
لمعرفة مدى قوة السند ومرتبته في القوة والضعف، وترجيح ما هو أقوى من غيره، ومعرفة الناسخ والمنسوخ. ولم يخالف أحد من علماء الأصول بأنه يشترط معرفة الأحاديث المتعلقة بالأحكام دون سواها، وقد وقع الخلاف في أقوالهم في تحديد عدد أحاديث الأحكام الصحيحة.
4-معرفة كتاب الله تبارك وتعالى
هذا الشرط يعد من أهم الشروط الواجب توافرها في المجتهد فالقرآن هو عمدة الأحكام والمصدر الرئيسي للاجتهاد
ولذلك لابد من معرفة معانيه اللغوية، والشرعية، والعلل التي نيطت بها الأحكام، والغايات التي قصد الشارع تحقيقها من جلب المصالح للعباد
ودرء المفاسد عنهم. كما يجب للمجتهد أن يكون ملماً بالعلوم التي تتعلق بكتاب الله تبارك وتعالى، كمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ
والمكي والمدني، والعام والخاص، والمطلق، والمحكم والمتشابه. وقد ذكر فريق من علماء الأصول أن حفظ القرآن الكريم شرط للاجتهاد
وعلل هذا بأن الحافظ أضبط لمعانيه من الناظر فيه، وذهب الفريق الآخر إلى أن حفظه غير شرط، ويجوز الاقتصار على الطلب والنظر فيه
وقيل: يجب أن يحفظ ما اختص بالأحكام دون ما سواه.
شروط الاجتهاد المتفق عليها
1- العلم بالسنة النبوية، القولية والفعلية والتقريرية، والقدرة على معرفة حكم الأحاديث من حيث الصحة والضعف،ونحو ذلك.
2-العلم بمواطن الإجماع حتى لا يفتي بخلافه، والعلم بالخلاف والمذاهب والآراء الفقهية
حتى لا يضيق على الناس واسعا، وأن يتخير من الآراء الفقهية ما يناسب حال المستفتي.
المعرفة التامة بعلم أصول الفقه، والقواعد الفقهية، ومقاصد الشريعة.
3- التكليف والإسلام.
4-الثقة والأمانة والتنزه عن أسباب الفسق ومسقطات المروءة ومن أهمها العدالة.
5 -سلامة الذهن ورصانة الفكر، وصحة التصرف والقدرة على الاستنباط والتيقظ، وجودة القريحة، ودقة الفهم لمقاصد الكلام ودلالة القرائن
5-العلم بكتاب الله تعالى:المحكم والمتشابه، والمطلق والمقيد، والعام والخاص، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصل.
7-إدراك أنواع خاصة من الفقه، كفقه المآلات، وفقه الموازنات، وفقه الواقع، وفقه المقاصد، وفقه الأقليات وغيرها، مما يؤثر بنحو ما في فتواه.
8-تحصيل علوم الآلة والعلوم المساعدة، كعلم النحو والصرف والبلاغة واللغة والمنطق وغيرها.
مراتب الاجتهاد
هي درجات ومراتب علمية محددة في الفقه وأصوله، ويقصد بها ترتيب المستويات العلمية للمجتهدين ودرجاتهم.
وقد ذكر علماء الشرع الإسلامي مراتب الفقهاء، وبينوا خصائص كل صنف من المجتهدين وشروطه في الاجتهاد
كما قسم العلماء مراتب المجتهدين إلى قسمين أساسيين وهما: المجتهد المستقل وغير المستقل
فالمجتهد المستقل أو المجتهد المطلق المستقل، هو الذي بلغ رتبة الاجتهاد في جميع أبواب الشرع وفق شروط محددة لذلك
وتعد رتبة المجتهد المستقل من أعلى مراتب الاجتهاد، فالمستقل كالأئمة الأربعة، وغير المستقل هو المنتسب إلى مذهب إمام من أئمة المذاهب الفقهية.
وقد فقد الاجتهاد المستقل في القرن الرابع الهجري، ولم يبق إلا اجتهاد المنتسبين إلى المذاهب الفقهية
الذين عملوا في استكمال بناء المذاهب الفقهية، حتى نضج علم فروع الفقه خصوصا في العصور المتأخرة
فالمسائل والأحكام الفقهية ومعاقد الإجماع أصبحت مقررة، والفقهاء بعد الفراغ من تمهيد الأحكام مقلدون لأئمة مذاهبهم في الأحكام المفروغ منها.