ما هي خطوات الحج الصحيحة

ما هي خطوات الحج الصحيحة

ما هي خطوات الحج الصحيحة

ما هي خطوات الحج الصحيحة … فرض الحج على المسلمين، ويوج أركان محددة للحج وهذه الاركان تخصها دون العمرة، بالرغم من وجود اركان مختصة بالحج والعمرة معا

 

 

خطوات الحج بالترتيب

 

الإحرام

يعرّف الإحرام بأنه نيّة الدُخول في نسك الحجّ أو العمرة، ولا يلزم منه اقترانه بالتلبية أو سَوْق الهديّ وغير ذلك
وهذا عند الشافعيّة والحنابلة، وأمّا الحنفيّة فيشترطون اقتران النية بالتّلبية، أو ما يقوم عندهم مقام التّلبية
كالذّكِر أو سَوْق الهديّ، وأمّا المالكيّة فيرون تحقّق الإحرام بالنيّة، ويسنّ اقترانه بالتلبية أو أي فعلٍ متعلّق بالحج
ولا يجوز الإحرام إلا بالنيّة، لقول النبي-عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمال بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).

ولأن الإحرام من العبادات، وتكون النيّة في القلب، ويجوز التلفّظُ بها، فيقول المحرِم:
“نويت حجّاً أو عمرةً وأحرمت بها لله -تعالى-”
وإن كان يريد الحجّ عن غيره فيذكر اسمه، وإن كان يريد الحجّ فيحدّد نوعه من الإفراد والتمتّع والقِران
ثمّ يلبّي بقوله: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.

وفي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة الذي يسمّى بيوم التروية؛ ينوي الحاجّ المفرد فقط
وأمّا المتمتّع فيحرم من مكانه، ثمّ ينوي الحجّ، ويتوجّه إلى مِنى، والأفضل أن يكون ذلك قبل الزّوال
ويصلّي في مِنى الظُهر وباقي الصلوات إلى فجر اليوم التاسع؛ لأنه يسنّ له أن يَبيت فيها
وهو من سنن الحجّ وليس واجباً، وكذلك أداء الصلوات الخمس فيها.

 

الوقوف بعرفة

يأتي يوم عرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو من أركان الحجّ باتّفاق الفقهاء
ومن فاته الوقوف بعرفه؛ فقد بَطل حجّه، وعندها يتحلّل الحاجّ من إحرامه بتأديته لأعمال العمرة
وعليه الإعادة في العام المقبل، ويكون الوقوف بعرفة بعد مغادرة مِنى بعد طلوع الشمس.

ويسنّ البقاء في مكانٍ يُسمّى نَمِرة إلى زوال الشمس، ثمّ يذهب الحاجّ إلى عرفة ويصلّي بها الظهر والعصر جمعاً وقصراً
ويبقى بعرفة إلى مَغيب الشمس، ويجب على الحاجّ الجمع بين اللّيل والنّهار في عرفة، وذلك في حال السَّعة
وإن لم يجمع بينهما فعليه دم عند الجمهور، ولا يشترط الطهارة الصغرى والكبرى للوقوف بعرفة
لوقوف عائشة -رضي الله عنها- بعرفة وهي حائض.

 

النفر إلى مزدلفة

يعدّ الوقوف بمزدلفة بعد النُزول من عرفة من واجبات الحجّ باتّفاق الفقهاء، لقول الله -تعالى-:
(فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ)
وهو أمر، والأصل فيه الوجوب، وعند غياب شمس اليوم التاسع يفيض الحاجّ من عرفة إلى مزدلفة
ويسنّ له الإفاضة بسَكينةٍ ملبّياً، وعند وصوله يصلي المغرب والعشاء جمع تأخير
ويَقصر العشاء بركعتين
ويبيت فيها، ويصلّي صلاة التهجدِ والوتر، ثمّ يصلّي الفجر، ويتوجّه نحو المشعر الحرام، ويستقبل القبلة ويدعو، ثمّ يتوجّه نحو مِنى قبل طُلوع الشمس.

 

ويجوز لِكبار السنّ والضُعفاء النّفر من مزدلفة إذا مضى أكثر الليل
ثم يرمي الحاج جمرة العقبة، لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقد رَوت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-:
(أنَّهَا نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ عِنْدَ المُزْدَلِفَةِ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قالَتْ: يا بُنَيَّ، هلْ غَابَ القَمَرُ؟ قُلتُ: لَا، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قالَتْ: يا بُنَيَّ هلْ غَابَ القَمَرُ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَتْ: فَارْتَحِلُوا، فَارْتَحَلْنَا ومَضَيْنَا، حتَّى رَمَتِ الجَمْرَةَ).

 

الرمي والطواف والذبح والحلق في يوم النحر

يوم النحر هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وسمّي بذلك؛ لأنه اليوم الذي ينحر فيه الهدي والأُضحية
ويكون في هذا اليوم أكثر أعمال الحجّ، وفيه الوقوف بالمشعر الحرام؛ وهو من الأعمال المستحبّة عند الجمهور
ثمّ يتوجّه الحاجّ بعد طلوع الشمس إلى مِنى؛ لرمي جمرة العقبة الكبرى
وهي من واجبات الحجّ عند الجمهور، خلافاً لبعض المالكيّة الذين يرون أنها من أركان الحج.

 

ثمّ ينحر الهديّ، ثمّ يحلق أو يقصّر، وبعد ذلك يتوجّه الحاج نحو البيت ليطوف به طواف الإفاضة
وهو من فرائض الحجّ باتّفاق الفقهاء، والأفضل أداؤه بعد الرّمي والحلق، والترتيب بين هذه الأعمال من السنن
ويرى بعض العلماء أن الترتيب واجب.

ويتحلّل الحاجّ التحلّل الأول برميه لجمرة العقبة الكبرى يوم النّحر، ويباح له كل شيءٍ إلا النّساء
وأمّا التحلل الثاني فيحصل بإكمال باقي الأعمال، ويباح للحاجّ بعدها ما حرّم عليه من المحظورات حتى النّساء
والأفضل أن يبدأ الحاج بالرّمي، ثم نحر الهديّ، ثمّ الحلق أو التقصير، ثمّ الطواف والسّعي
وأمّا الحاجّ المفرد والقارن فلا يسعى أو يطوف إن كان قد طاف مع قدومه.

 

رمي الجمرات الثلاثة

رمي الجمرات من أهم خطوات مناسك الحج، يكون رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر، وتُسمّى أيضاً بأيّام مِنى عند الإمام مالك، وسُمّيت بذلك؛ لأن الناس كانوا يُشرّحون فيها اللّحم، وقيل في سبب تسميتها: لأن الهدي لا يُنحر إلا بعد شُروق الشمس
ثم في اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة
وفي هذه الأيام يرجع الحاجّ إلى مِنى ويَبيت بها ليلة الحادي عشر والثاني عشر، وهو من واجبات الحج، باستثناء السُقاة والرُّعاة، ويرمي بها الجمرات الثلاث بعد الزوال، وهذا الرمي يُعدُّ من واجبات الحجّ.

ثم بدأ بجمرة العقبة الصُغرى، وهي الأبعد عن مكة، والأقرب إلى مسجد الخيف، فيرميها بسبع حصيّاتٍ ويُكبّر مع كُلِ حصاة، ويجب أن تأتي الحصاة في الحوض، وما كان خارجها فعليه أن يُعيدها، ثُم يستقبل القبلة ويرفع يديه بالدُعاء، ثُم يرمى جمرة العقبة الوسطى، ويفعل كما فعل عند الأولى، ثُم يرمى جمرة العقبة الكُبرى، ويفعل كما فعل في الصُغرى والوسطى ولكن من غير أن يدعو أو يقف.

 

وفي اليوم الثاني من أيام التشريق وهو اليوم الثاني عشر يفعل كما فعل في اليوم الأول في رمي الجمرات، ويجوز للعاجز عن الرمي كالمريض والكبير وغيرهم أن يوكّل غيره، والأفضل في رمي الجمرات أن تكون قبل الغُروب، ويجوز الرمي ليلاً، ومن أراد التعجّل فيجب عليه الخُروج من مِنى قبل مَغيب الشمس، ومن غربت عليه وهو في مِنى فيجب عليه التأخّر يوماً آخر، ويرمي به الجمرات الثلاث، ومن تأخّر بسبب الزحام فلا يلزمه التأخّر يوماً آخر.

 

طواف الوداع للمسافر والخارج من مكة

يسمّى طواف الوداع بهذا الاسم؛ لأنّ الحاجّ يودّع به البيت، كما يسمّى أيضاً بطواف الصّدْر؛ لأنه يصدر من البيت، وطواف آخر العهد، وهو واجبٌ بعد الانتهاء من أعمال الحجّ وقبل الخروج من مكة، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أمِرَ النَّاس أنْ يَكونَ آخِر عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خفِّفَ عَنِ الحَائِضِ)
ويشترط له أن يكون الحاجّ من أهل الآفاق؛ أي من غير سكان مكة، ولم ينوِ الإقامة فيها، ويشترط كذلك الطهارة من الحيض أو النفاس، أمّا إذا طهرُت المرأة قبل الخُروج من مكة؛ فيجب عليها الرُجوع للطواف.

 

استفسارات شائعة حول خطوات الحج

هناك استفسارات شائعة ومتكررة حول كيفية تأدية مناسك الحجّ، نذكرُ بعضها فيما يأتي:

إذا نويت العمرة مع الحج، فلأيهما تكون أولوية الخطوات؟

هناك نوعان من أنواع الحجّ تدخل فيهما العمرة، وهما: حجّ التمتع وحجّ القِران، فعندما ينوي الحاج عمرته متمتعاً بها إلى الحجّ فهو ينوي العمرة أولاً في أيام الحجّ ويتمّ عمرته كاملةً ويتحلّل من إحرامه ومن ثمّ ينوي الحجّ في اليوم الثامن من ذي الحجة، وأما إن كان الحاجّ قد نوى الحجّ قارناً فإمّا أن ينويهما معاً أو ينوي العمرة ثم يُدخل عليها نية الحجّ قبل الطواف، ويبقى محرِماً ولا يتحللّ حتى يوم النحر.

 

ماذا يحدث إذا نسيت إحدى خطوات الحج؟

يفرَّق في ذلك إن كان الذي نسيه من أركان الحجّ أم من واجباته، فإن كان نسِيَ ركناً من أركان الحجّ: وهي الإحرام، ثم طواف الإفاضة، والسّعي، ثم الوقوف بعرفة، فمن نسِيَ الإحرام والوقوف بعرفة فقد فاته الحجّ، ومن نسِيَ السعي وطواف الإفاضة فلا يكتملُ حجّه إلا عندما يأتي بهما حال ذِكرِهما.

وأمّا إن كان الذي نسيه من واجبات الحج: وهي الإحرام من الميقات المخصص، والمبيت بمنى ليالي التشريق، ثم المبيت بمزدلفة ليلة النحر، ورمي جميع الجمار، والحلق أو التقصير، وطواف الوداع، فلا إثم عليه وحجّه صحيح ولكنّه ترك ما هو أفضل له.

 

ماذا لو أخطأت في ترتيب خطوات الحج؟

لا يجوز تغيير ترتيب خطوات الحجّ، فلكلّ منسك وقته المحدّد شرعاً، ولا يجوز تقديم شيء على شيء.

 

ماذا أفعل إذا كنت قد تأخرت بخطوات الحج؟ 

هناك بعض الأحكام الخاصة بأصحاب الأعذار كالمريض أو كبار السن أو من يصطحبون الأطفال، فقد يتأخروا عن أداء بعض المناسك وقد يعجزون عن الإتيان بها، ونذكر تلك الأحكام فيما يأتي:

  • من عجز عن الإحرام من ميقاته أحرم من أقرب المواقيت إليه، ومن توجّب عليه الرجوع إلى الميقات ولم يستطع ذلك فيُحرم من موقعه وعليه دم.
  • ومن عجز عن المبيت في مزدلفة لعذرٍ قد أصابه أو لشدة الزحام فلا يلزمه المبيت ويسقط عنه وليس عليه فدية.
  • من عجز عن المبيت في منى فيسقط عنه المبيت عند الحنفية والشافعية وبعض الحنابلة، وذلك لأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسقطه عن أصحاب الأعذار.
  • ومن عجز عن رمي الجمرات فلا بأس أن يوكّل أحداً يقوم بالرّمي نيابةً عنه، ومن عجز عن الرمي نهاراً فلا بأس أن يرمي ليلاً.
  • من عجز عن الإتيان بطواف الوداع فليس عليه شيء، وذلك عند المالكية وفي قول عند الشافعية لأنه يسقط عن الحائض والنفساء.

 

السابق
الشروط الصحيحة للعقد الشرعي
التالي
صلاة العصر وانتهاء وقتها

اترك تعليقاً