ما هي الفتن التي ظهرت في عهد هارون الرشيد

ما هي الفتن التي ظهرت في عهد هارون الرشيد

ما هي الفتن التي ظهرت في عهد هارون الرشيد

ما هي الفتن التي ظهرت في عهد هارون الرشيدما هي الفتن التي ظهرت في عهد هارون الرشيد

فتنة البرامكة .

لـعل أصل البرامـكة يعود إلى برمك، وبرمك هو كاهن بمدينة بلخ يعـود إلى الديانة الزرادشتية، تلك الديانة التي تملؤهـا عقائد السحر والأسرار الشيطانيَّة الغريبة.

ولم يتخلى البرامـكة عن معتقداتهم في السـحر، حتى بعد أن اعتنقوا الديانة الإسلاميَّة، إذ كان لهم شئنًا عظيمًا عند هارون حتى أنهم وضعوا أيديهم على أموال الدولة، وكانوا يتصرفون فيها كيفما يشاءون، حتى أنَّ هارون الرشيـد كان يرجع إليهم أولاً قبل التّصرف في أي أموال.

فتنة البرامكة في عهد هارون الرشيد

اعتمد هارون الرشيد في بداية عهده على البرامكة، فكان يرجع إليهم في كل صغيرة وكبيرة، لذا عظُم شأنهم واتّـسعت سلطاتهم في الحكم، وتوالى عليهم الشعراء بالمديح، تصرّف البرامـكة في أموال الدولة، وكان لهم مكانة عظيمة للغاية عند الرشيد.

إلى أن دخل إلى القصر عَدُوّ البرامكة اللدود “الفضل بن الربيع”، وهو السبب الرئيسي في انقلاب هارون على البرامـكة، فما كان منه إلا أن يدس السم في عقل الرشيد تجاه البرامـكة، إذ كان يُخبره يومًا بعد يوم أنهم يريدون الوصول إلى الخلافة، وأنهم كفّار وثنيّون دائمًا ما يتذكرون دينهم الأصلي القديم.

إلى أن نجحـت محاولات الفضل بن الربيع، وقرر هارون الرشيد أن ينقلب على البرامـكة، ولكن دون إظهار ذلك لأحد، وإذ به يومًا نادى على “جعفـر بن يحيي” ورحب به وحدثه كـ عادته، ولما انتهى من حديثه معه وعاد إلى منزله أرسل إليه هارون “مسرور السّيّاف”، وهو خادم هارون الرشيد ومن يستعين به في قطع رؤوس أعدائه، فقال له هارون:

“امض إلى جعفر، وائتني به الساعة، وقل له: وَرَدَتْ كتُبٌ مِنْ خراسان، والخليفة يريد رأيك فيها، فإذا دخل الباب الأول فأوْقِفِ الجند، وإذا دخل الباب الثاني فأَوْقِفِ الغلمان، وإذا دخل الباب الثالث فلا تَدَعْ أحدًا يَدْخل عليه من غلمانه، بل يَدْخل هو وحْده

فإذا دخل صحن الدار فمِلْ به إلى القبة التركية، ثم اضرب عنقه، وائتني برأسه ولا توقف أحدًا من خلق الله على ما أمرتك به، ولا تراجعني في أمره، وإن لَمْ تَفْعَلْ أَمَرْتُ من يضرب عنقك”

وبالفعل نفّذ مسرور أمر هارون وذهب إلى جعفر ليُخبره أن هناك كتبًا قد وردت من خراسان وتحتاج إلى النظر فيها سريعًا، فما كان من جعفر إلا أن ارتدى ملابسه وذهب مع مسرور ولكن كان يراوده في قلبه بعض الشك، وعندما دخل من الباب الأول أَوْقَفَ مسرورٌ الحرّاسَ، وفي الباب الثاني أَوْقَفَ الغلمان.

وعند الباب الثالث التفتَ جعفر الـبرمكي فلم يجد أيّ من غلمانه

، ما أثار الخوف والرعب في نفسه وإذ به قائلاً لـ مسرور

“ما الخبر؟!” فـرد عليه مسرور قائلاً “قد أمرني أمير

المؤمنين بضرب عنقك، وحمل رأسك إليه الساعة”

وما كان إلا بـ جعفر باكيًا مقبلاً يد مسرور قائلاً له “

قد علِمْت كرامتي لك دون جميع الغلمان، وأنت

تعرف موضعي ومحلي من أمير المؤمنين؛ فلعل أمير المؤمنين

أن يكون قد بلَغه عني باطل فدعني أهيم على وجهي”

فقال له مسرور “لا سبيل إلى ذلك”، فـرد “فاحملني إليه، وأوقفني بين يديه؛ فلعله إذا وقع نظُرُه عليَّ أن تدركه الرحمة فيصْفَحَ عني” فقال مسرور “لا سبيل إلى ذلك أيضًا” فرد جعفر قائلاً “فتوقف عني ساعة، وارجع إليه، وقل لـه قد فرغت مما أمرتني به” فـوافق مسرور على ذلك ومضى إلى هارون الرشيد فسأله هارون “ماذا فعَلْتَ بأمر جعفر؟” قال “يا أمير المؤمنين أنفذت أمرك فيه” قـال الرشيد “فأين رأسه؟” قـال: “في القبة” قال: “فأتني برأسه الساعة”. التي ظهرت

عاد مسرور مرة أخرى إلى جعفر فـوجده يصلي؛ فـضرب عنقه

، وقطـع رأسه ووضعها بين يدي أمير المؤمنين هارون الرشيد

، فتنفس عميقًا لنجاح خطته وتدبيره، وانهمر في بكاءٍ شديد على الصداقة الوثيقة التي كانت بينه وبين جعفر البـرمكي، من ثم قبض هارون على والد جعفر وأخيه وما لديه من أبناء، ولا سيمـا جميع البرامكة، وغلمانهم.

استباح هارون ما لدى البـرامكة وأمر خادمه مسرور

بالذهاب إلى المعسكر، فـاستولى على الخيام والأسلحـة

، وقد وصل عدد قتلى البـرامكة إلى ألف شخصًا، مع

تشتيت من بقى منهم خارج البلاد خوفًا من أن يقيموا

ثورة داخل البلاد، إلى أن جاء بـ ولدي جعفر الصبيين

وأمر بضرب عنقهما، ومنـع ذِكر اسم البرامـكة تمامًا في مجلسه

، وعدم الاستعانة بـمن بقىَّ منهم في البلاد.

لماذا لقب هارون الرشيد بهذا الاسم

نتيـجه لـرشده وحكمته، وكثرة فتوحاته .

قال البعض أنّ اسم الرشيد جاء نتيجة عن رشد هارون، براعته القتالية ولا سيما حكمته الكبيرة، إذ نشأ هارون الرشيد وتعلّم على يد المدرب يحيي بن خالد البرمكي، والمعروف عن هارون أنّه التي ظهرت

قد وُلِد عام 766 في مدينة ري بالقرب من طهران الواقعة في إيران، إذ كان ابنًا للخليفة العباسي محمد المهدي.

كان هارون الابن الثالث لـ محمد المهدي، وعرفت والدته بـ خيزران

حيث تعود أصولها إلى اليمن، وفي الأصل كانت خيزران والدة هارون

جارية من الجواري في هذا العصر، ولـعل نشأت هارون المحاطة

بـ رجال العالم جعلت منه رشيدًا حكيمًا، وأحد أشهر الخلفاء العباسيين.

معارك هارون الرشيد

خاض هارون الرشيد العديد من المعارك، والفتوحات خلال توليه الخلافة، ولـعل أبرز تلك المعارك:

    • خاص هارون الرشيد بعض المعارك الدامية بينه وبين البيزنطيين،
    • وكان النصر دائمًا حليفًا له، حيث قام بحماية حدود
    • الدولة العباسيَّة وتنظيمها، كما عقد مع البيزنطيين هدنة،
    • وبالفعل قبلوا دفع الجزية التي فرضـها عليهم الرشيد.
    • تصدى هارون أيضًا لـ غزو الصليبيين، وفتح حِصن الصفافي عام 181هـ.
  • قام هارون الرشيد بـ غزو الروم تحت حكم الإمبراطور “نقفور”،
  • حيثُ امتنع حاكمهم بدفع الجزية التي فرضها الرشيد عليهم،
  • بعدما كانت تدفع من قِبل حاكمة الإمبراطورية التي سبقته، ولكن انتصر عليهم الرشيد كـ عادته وأعاد الهدنة مرة أخرى وتم دفع الجزية.
  • خاض معركة الخـوارج إذ ظهر الوليد بن طريف الشيباني، زعيمًا لـ الخوارج، وكان ذلك في عهد هارون الرشيد وأثارو ثورات في البلاد، مما دعى لإسال هارون لـ يزيد بن مزيد الشيباني فـقتل الوليد.[1] التي ظهرت

وفاة هارون الرشيد

تعرَّضَ هارون الرشيد لواحد من الأمراض المستعصية، إذ لم يكن

هناك علاجًا ولا شفاءً منه، فـقال البعض أنّه كان مُصابًا بـالسرطان، لذا بدأت حالة هارون الصحيّة في السوء تدريجيًا، وبالرغم من شدة المرض عليه، إلا أنّه اضّطر إلى الذهاب إلى بلاد خراسان لـحل ما بها من اضطرابات تحت سيطرة رافع بن الليث.

وأثناء طريقه إلى خراسان، وتحديدًا في بلاد طوس قد لَفَظَ أنفاسِه الأخيرة،

وقيـل أنّه عندما حضرته لحظات الموت غشىَ عليه وفتح عينيه فـ رأى “الفضل بن الربيع” فـقال له يا فضل:

أحين دنا ما كنتُ أخشى دُنُوّه .. رمتني عيون الناس من كل جانب
فأصبـحت مرحومًا وكنتُ مُحسَّدًا .. فـصبرًا على مكروه أمنَ العواقب

وتوفِّيَ هارون الرشيد عام 193هـ عن عمرٍيناهزُ الـ 43 عامًا، لينتهي

معه عصر أحد أعظم الخلفاء العباسيين الذي عرفـهم التاريخ حتى الآن.

السابق
عبدالله بانعمة .. رحيل داعية الأمل
التالي
لماذا سمي هارون الرشيد بالرشيد

اترك تعليقاً