ما هي احكام الراء في التجويد

ما هي احكام الراء في التجويد

ما هي احكام الراء في التجويد … ان القرآن الكريم له قواعد يجب اتباعها في قراءته وهذه القواعد هي التجويد الذي انزل به القرآن الكريم من رب العالمين

 

قبل شرح أحكام الراء، لا بدّ من تعريف التفخيم والترقيق؛ لأنَّ حرف الراء يرتبط بالتفخيم والترقيق ارتباطًا وثيقًا وإنَّما أكثر أحكامه وحالات مجيئه في الجملة مرتبطة بالنفخيم والترقيق، والتفخيم في اللغة هو تسمين الحرف وتغليظه، أمَا في الاصطلاح فهو قراءة حروف التفخيم بصوت عريض يملأ الفم، وللتفخيم حروف ثابتة وهي حروف الاستعلاء السبعة، فمتى وردتْ هذه الحروف في الكلام وجبَ تفخيمها، ويأتي حرفا الراء واللام مفخمين في بعض الحالات أيضًا، أمَّا الترقيق فهو عكس التفخيم وهو التخفيف في اللغة وترقيق الكلام، وهو في الاصطلاح تغيير يقوم به القارئ على صوته ليصبح خفيفًا لا يملأ الفمَ صداهُ، أمَّا حروفه فهي كلُّ حروف اللغة العربية باستثناء حروف الاستعلاء السبعة المجموعين في جملة: “خص ضغط قظ”، والله تعالى أعلم

شرح أحكام الراء

في شرح أحكام الراء في التجويد، تجب الإشارة بداية إلى أنَّ حرف الراء هو حرف من حروف الاستفال، وحروف الاستفال هي حروف الترقيق التي ينخفض اللسان عند النطق بها عن الحنك الأعلى، وحرف الراء عل وجه الخصوص ينحرف اللسان عند نطقه انحرافًا لا يكون لغير الراء، ولأنَّ حرف الراء من حروف الاستفال فهو مرقَّق في الغالب، ولكن في بعض الحالات يأتي حرف الراء مفخمًا بحسب موقعه في الكلام، وفيما يأتي شرح أحكام الراء بحسب حركتها في الكلام:

حالات الراء المتحركة

تختلف حالات الراء المتحركة في المتحركة وأحكامها في الجملة بحسب حركتها ومكانها وحركة ما قبلها، ويكون هذه الاختلاف على الشكل التالي:

  • تكون الراء مفخمة إذا حُرِّكتْ بالفتحة، مثالها قوله الله تعالى في سورة الفاتحة: {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
  • وتكون الراء مفخمة إذا كانت متحركة بالضم، ومقالها قوله تعالى في سورة البقرة: {كلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا}.
  • أمَّا إذا جاءت الراء مكسورة كسرًا أصليًا أو عارضًا فهي مرققة، ومثالها قول الله تعالى في سورة إبراهيم: {وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ}.

حالات الراء الساكنة

تختلف الراء في الكلام إذا كانت ساكنة اختلافًا كبيرًا، خاصَّة وأنّ سكونها يجبر القارئ على النظر فيما جاء قبل الراء من حروف وحركات أيضًا، وفيما يأتي حالات الراء الساكنة في التجويد:

  • إذا كانت ساكنة في الكلام وقبلها همزة وصل فهي مفخمة، ولا فرق في تفخميها سواء بدأ الكلام من همزة الوصل أو قبل الهمزة، ومثال هذه الحالة قول الله تعالى في سورة النور: {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا}.
  • وإذا جاءت الراء ساكنة في وسط الكلمة وسُبقت بحرف مكسور كسرًا أصليًا ولم يأتِ بعدها أي حرف من حروف الاستعلاء السبعة المجموعة في جملة: “خص ضغط قظ” فهي مرققة، مثل كلمة: الفردوس.
  • إذا كانت الراء ساكنة وقبلها حرف مكسور كسرًا اصليًا وبعدها حرف من حروف الاستعلاء فهي مفخَّمة، مثل كلمة: قِرْطَاس.
  • إذا جاءت الراء في نهاية الكلمة ساكنة سكونًا أصليًا وما قبلها مكسور فهي مرققة، ومثالها قول الله تعالى في سورة الأحقاف: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ}.
  • إذا كانت الراء ساكنة بسبب الوقوف عليها، أي ساكنة سكونًا عارضًا، وجاء قبلها حرف مكسور متصلٌ بها فهي مرققة أيضًا، مثالها قول الله تعالى في سورة القمر: {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ}.
  • إذا وردَت الراء ساكنة سكونًا عارضًا بعد ياء فهي مرققة، مثل كلمة: قدير.
  • إذا كانت الراء ساكنة سكونًا عارضًا في نهاية الكلمة للوقف، وقبلها مفتوح أو مضموم أو ألف ساكنة أو واو ساكنة فهي مفخمة، قال تعالى في سورة القمر: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}.

الراء في أحكام النون الساكنة والتنوين

بعد شرح احكام الراء في التفخيم والترقيق، جدير بالذكر إنَّ الراء تُعدُّ حرفًا من حروف الإدغام في التجويد، والإدغام في الاصطلاح هو التقاء حرف ساكن بحرف متحرك وإدغامهما مع بعضهما حيث يصبح الحرفان حرفًا واحدًا، وحروف الإدغام ستة، مجموعة هذه الحروف في كلمة “يرملون” ويُقسم الإدغام إلى إدغام بغنَّة وحروفه أربعة وهي مجموعة في كلمة: “ينمو”، وإدغام بلا غنَّة، وحروفه اللام والراء، فالراء حرف من حروف الإدغام بلا غنة، ومثالها قول الله تعالى في سورة الفتح: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ..}،في هذه الآية الكريمة إدغام بلا غُنَّة بسبب مجيء تنوين الرفع وبعده حرف من حرفي الإدغام بلا غُنَّة وهو الراء، والله تعالى أعلم.

أهمية علم التجويد

في نهاية ما ورد من شرح أحكام الراء في التفخيم والترقيق وفي الإدغام بلا غُنَّة، جدير بالذكر إنَّ علم التجويد من العلوم المهمة التي دعا أهل العلم الناس إلى تعلُّمها وإتقانها، فتجويد القرآن وتحسينه وترتيله بصورة صحيحة أمرٌ إلهي صريح، قال تعالى في سورة المزمل: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}،ومُتقن علم التجويد الذي يقرأ القرآن الكريم بإتقان وأسلوب صحيح عظيم، يحشر وم القيامة مع السفرة الكرام البررة، روتِ السيدة عائشة -رضي الله عنها- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ، وفي رواية: والذي يَقْرَأُ وهو يَشْتَدُّ عليه له أجْرانِ”،والله تعالى أعلى وأعلم.

السابق
جدول مخارج الحروف العامة والخاصة
التالي
تفخيم وترقيق الراء في التجويد

اترك تعليقاً