ما هو صيام التطوع وحكمه

ما هو صيام التطوع وحكمه

ما هو صيام التطوع وحكمه

ما هو صيام التطوع وحكمه … شرع الله تعالى صوم التطوع؛ ليكون فرصة لتكميل النقص وجبرالخلل في صيام الفريضة، بالإضافة إلى أن صيام التطوع يعد فرصة للتقرب إلى الله تعالى

 

وهو يختلف عن صوم الكفّارة، أو النَّذر، أو صوم قضاء رمضان، ومن أمثلته ما يأتي:

  • صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر؛ وهو ما يُعرَف بصيام الأيّام البِيض.
  • وصيام الاثنين والخميس.
  • صيام يوم عرفة لغير الحاجّ.
  • وصيام ستّة أيّام من شهر شوّال.
  • صيام يوم عاشوراء.
  • صيامُ يومٍ، وإفطار يومٍ.

 

أنواع صوم التطوُّع

ينقسم صوم التطوع إلى أنواع عدّة يمكن تصنيفها حسب الوقت، وهَدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، والتكرار، وتفصيل ذلك فيما يأتي:
  • الصوم من حيث الوقت، وهما نوعان:
    • صوم التطوُّع المُقيَّد: وهو الصوم المُقيَّد بزمن مُعيَّن والذي وردت تفاصيله في النصوص الشرعيّة من حيث الزمن، والعدد، ومن أمثلة ذلك: صيام يوم عرفة لغير الحاجّ، وصيام الأيّام البِيض
      كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ( صَوْمُ ثَلَاثَةٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانَ إلى رَمَضَانَ، صَوْمُ الدَّهْرِ)
      ومن ذلك أيضاً صوم عاشوراء الذي كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يواظب على صيامه، وقال فيه: (عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِن أَيَّامِ اللهِ، فمَن شَاءَ صَامَهُ وَمَن شَاءَ تَرَكَه)
      وصيام الستّ من شوّال، وصيام يومَي الاثنين والخميس من كلّ أسبوع
      إذ كان -عليه الصلاة والسلام- يتحرّى الصيام فيهما، والصوم في شهر شعبان الذي كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يكثر منه
      وصيام شهر محرَّم الذي ورد فَضل صيامه في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: ( أَفْضَل الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْر اللهِ المحَرَم)
      وصوم التطوُّع المُقيَّد أفضل من صوم التطوع المطلَق.
    • ثم صوم التطوع المطلَق: هو الصوم المطلَق غير المقيَّد بزمنٍ معيَّن
      وقد ذكر في ما ورد عن أنس -رضي الله عنه-؛ إذ قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يفْطِر مِنَ الشَّهْرِ حتَّى نَظُنَّ أنْ لا يَصُومَ منه، ويَصوم حتَّى نَظُنَّ أنْ لا يفْطِرَ منه شيئًا)،
  • والصوم من حيث سنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ويتفرّع إلى ثلاثة أنواع، هي:
    • الصوم الذي واظب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على فِعله، ورغَّب فيه، كصيام عاشوراء، وثلاثة أيّام من كلّ شهر.
    • والصوم الذي كان يكثر -عليه الصلاة والسلام- من فِعله، ويرغّب فيه، كصيام بعض أيّام شعبان.
    • الصوم الذي كان يدعو -عليه الصلاة والسلام- لفِعله، وقد رغّب فيه
      إلّا أنّه لم يروَ عنه أنّه صامه، كصيام داود -عليه السلام-؛ وهو أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، ومن ذلك أيضاً صوم شهر محرَّم، وصيام الستِّ من شوّال.
  • والصوم من حيث التكرار، وهو على أربعة أنواع، هي:
    • الصوم الذي يتكرّر بتكرر الأيّام، كصيام يوم، وإفطار يوم.
    • والصوم الذي يتكرّر كلّ أسبوع، كصيام يوم الاثنين والخميس.
    • ثم الصوم الذي يتكرّر كلّ شهر، كصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر.
    • والصوم الذي يتكرّر بتكرر السنوات، كصيام أكثر شهر شعبان، وأكثر شهر محرَّم، ومن ذلك أيضاً: صيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء، والأيّام الستّ من شوّال.

ما هو صيام التطوع وحكمه

 

أفضل أنواع صوم التطوُّع حسب المذاهب الأربعة

بيّن الأئمة الأربعة أفضل صيام التطوُّع، وتفصيل ذلك فيما يأتي:

  • الحنفية والحنابلة: ذهب الحنفيّة والحنابلة إلى أنّ أفضل صيام التطوع هو صيام نبيّ الله داوود -عليه السلام-؛ وهو صوم يوم، وإفطار يوم، وقد ورد ذلك في قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَحَب الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كانَ يَصوم يَوْمًا ويفْطِر يَوْمًا).
  • ثم المالكية: ذهب المالكيّة إلى أنّ أفضل صيام التطوع صوم عاشوراء، وصوم تاسوعاء قبله، ثمّ صوم رَجب، ثمّ صوم شعبان، ثمّ صوم عرفة لغير الحاجّ، ثمّ صوم يوم التروية، وقد قرنوا الأفضليّة بتكفيرالذنوب.
  • الشافعية: رأى الشافعيّة أنّ أفضل صيام التطوُّع هو صيام محرَّم، ثمّ شعبان، أمّا من حيث التكرار، فأفضله صوم يوم، وإفطار يوم.

 

فضل صوم التطوع

يعَد الصيام من أفضل العبادات التي يتقرَّب بها العبد إلى الله -تعالى-، وقد قال الإمام أحمد بن حنبل:
“إنّ الصيام هو أفضل أعمال التطوع، حيث إنّه بعيدٌ عن الرياء”
كما أنّ صيام النَّفل موجب لنَيل الأجر العظيم من الله -تعالى-؛ فقد قال -عزّ وجلّ-: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ)
والخير الموعود به في الآية هو كلّ ما يمكن الانتفاع به، والله -سبحانه وتعالى
يضاعف للمسلم الحَسنة بعَشرة أمثالها، والعَشرة إلى سبعمئة ضعف
كما قد أضاف الله -تعالى- إلى نفسه مجازاة العبد على الصيام؛ فيضاعف له الأجر أضعافاً كثيرة
قال -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي يرويه عن الله -تعالى-: (كل عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به)
كما أنّ إضافة الله -تعالى- الصيام إلى نفسه دليل على شرف الصيام، وعَظمته، وأجره الكبير
والذي تترتّب عليه سَعة عطائه -سبحانه وتعالى-؛ جزاءً للصائم
حيث يجاهد المسلم نفسه في الصيام جهاداً كبيراً؛ فيترك الأكل، والشرب، ومَلذّات الدنيا المباحة
ابتغاءَ مرضاة وجه الله -تعالى-؛ فتتفرّغ نفسه لذِكر الله -تعالى-، وعبادته، كما أنّ العبد يدرك بالصيام نِعَم الله -تعالى- عليه.

والصوم حجاب للعبد عن النار، يتّقي به شهوات الدنيا، وعذاب الآخرة، وهذا من أهمّ فضائله
وللصائمين يوم القيامة باب خاصّ بهم في الجنّة يدخلون منه يدعى بابَ الريّان، ولا يدخل منه غيرهم
ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يقَال له الرَّيَّان، يَدْخل منه الصَّائِمونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخل منه أحَد غَيْرهمْ)
والصوم وصيّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأبي هريرة -رضي الله عنه-؛ فقد قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كلِّ شَهْرٍ).

السابق
ماذا يعني الاحسان
التالي
معاني رؤية حلم العصفور الملون في المنام .. ودلالاتها

اترك تعليقاً