ما هو حكم الضحك في الصلاة

ما هو حكم الضحك في الصلاة

ما هو حكم الضحك في الصلاة … الصلاة هي عماد الدين، يجب على المسلم ان يحرص على صحة صلاته حتى لا يضيع جزاءها وتقبل منه صلاته

 

تُعرّف الصلاة لغًة بالدعاء، وأما اصطلاحًا فتُعرّف على أنها عبادة الله تعالى بأقوال، وأعمال مخصوصة، تُفتتح بالتكبير، وتُختتم بالتسليم، وتجدر الإشارة إلى فضل الصلاة في الإسلام، فقد فرضها الله تعالى على رسوله -صلى الله عليه وسلم- فوق سبع سموات في ليلة الإسراء والمعراج، ووجوبها معلوم في الكتاب والسنة، والإجماع، حيث فرض الله تعالى على كل مسلم عاقل بالغ خمس صلوات في اليوم والليلة، وجعل الصلاة ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، وثمة الكثير من الأحكام الشرعية المتعلقة في الصلاة، ومنها شروطها، وأركانها، ومبطلاتها وسيتم خلال المقال بيان حكم الضحك في الصلاة.

حكم الضحك في الصلاة

اتفق جمهور الفقهاء على حكم الضحك في الصلاة، حيث بينوا أن الضحك في الصلاة يبطلها، في حال كان بصوت مرتفع، وبان منه حرفين، وقد نقل ابن المنذر -رحمه الله- لإجماع على أن الضحك يُفسد الصلاة، وأن التبسم لا يُفسدها، وقال ابن قدامة -رحمه الله-:”وإن ضحك فبان حرفان : فسدت صلاته ، وكذلك إن قهقه ولم يكن حرفان، وبهذا قال جابر بن عبد الله وعطاء ومجاهد والحسن وقتادة والنخعي والأوزاعي والشافعي وأصحاب الرأي ، ولا نعلم فيه مخالفا”، وبين الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أن حكم الضحك في الصلاة بصوت مرتفع كحكم الكلام فيها، بل هو أشد من الكلام لأنه ينافي الصلاة تمامًا، وفي حال قهقهة أحد ما أثناء الصلاة فقد فسدت صلاته، وأما إن تبسم من غير قهقهة فلا تفسد صلاته لأنه لم يظهر صوت.

وذهب أهل العلم إلى عدم فساد الصلاة بسبب الضحك في حال كان المصلي مُبتلى بكثرة الضحك، بحيث لا يستطيع رده والامتناع عنه، واستدل بعضهم بالقياس على حكم صاحب الحدث الدائم، كما قال النفراوي المالكي -رحمه الله-:”يظهر صحة صلاة من به سلس القهقهة كلما دخل في الصلاة، ولا يستطيع تركها بوجه، كما قالوه في معتاد سلس الحدث كلما توضأ”، وبين الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في كتاب الشرح الممتع أن قهقهة المغلوب على أمره، التي بغير اختيار، لا تُفسد الصلاة، لأن بعض الناس لا يستطيع منع نفسه من الضحك إذا سمع ما يعجبه، وكذلك من سقط عليه شيء فقال: “أح”، فلا تبطل صلاته لأنه لم يتعمد المفسد.

مفسدات الصلاة

بعد الوقوف على حكم الضحك في الصلاة، تجدر الإشارة إلى أن الزيادة أو النقصان في واجبات الصلاة بسبب السهو أو الخطأ لا تفسد الصلاة، وإنما يجبرها سجود السهو مصداقاً لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “فَإِذَا نَسِيَ أحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ”، ولكن هناك أعمال أخرى إذا حدثت أثناء الصلاة تفسدها، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • الأكل والشرب: اتفق أهل العلم أن تعمد الأكل، أو الشرب أثناء الصلاة يُبطلها، ونقل الإجماع ابن المنذر حيث قال: “أجمعَ أهل العلم على أنَّ مَن أكل أو شرب في صلاة الفَرْض عامدًا – أنَّ عليه الإعادة”، والأكل والشرب تفسد الصلاة سواءً كانت فريضة أم نفلًا.
  • الكلام: بين أهل العلم أن تعمد الكلام أثناء الصلاة يُفسدها، وذهب فريق منهم إلى عدم عذر الجاهل والناسي في ذلك واعتباره كالعامد، ولكن الراجح أن الناسي أو الجاهل معذور، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، والنسيانَ ، وما اسْتُكرِهوا عليه”،[٦]وقد استدل الفقهاء على تحريم الكلام في الصلاة بما روي عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه قال :”كُنَّا نَتَكَلَّمُ في الصَّلَاةِ يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ وهو إلى جَنْبِهِ في الصَّلَاةِ حتَّى نَزَلَتْ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فَأُمِرْنَا بالسُّكُوتِ، ونُهِينَا عَنِ الكَلَامِ”.[٧]
  • شرط، أو ركن، أو واجب: ذهب أهل العلم إلى أن ترك الشرط، أو الركن يُفسد الصلاة سواءً كان الترك عمدًا أو سهوًا، وأما الواجب فتركه عمدًا يُبطل الصلاة، وتركه سهوًا لا يُبطل الصلاة إنما يجبره سجود السهو.
  • العمل الكثير في الصلاة: بين أهل العلم أن كثرة الحركات، والأعمال الخارجة عن جنس الصلاة تُفسدها، حيث قال النووي -رحمه الله-: “إنَّ الفعل الذي ليس من جِنْس الصَّلاة إن كان كثيرًا، أبطَلَها بلا خلاف، وإن كان قليلاً، لَم يُبطِلْها بلا خلاف”.
  • الضحك: بين أهل العلم حكم الضحك في الصلاة، حيث أجمعوا على أنه يُفسد الصلاة، ونقل الإجماع على ذلك ابن المنذر -رحمه الله-.

شروط وأركان وواجبات الصلاة

قسم أهل العلم أعمال الصلاة إلى شروط وأركان ، وواجبات، وبينوا أن الفرق بين الأركان والواجبات يكمن في أن ترك الركن يُبطل الصلاة سواءً كان الترك سهوًا أو عمدًا، وأما ترك الواجب عمداً يُبطل الصلاة، وسهوًا لا يُبطل الصلاة، وإنما يجبره سجود السهو، وفيما يأتي بيان الشروط، والأركان، والواجبات:

  • شروط الصلاة: وهي تسع شروط: الإسلام، والعقل، والتمييز، وستر العورة، وإزالة النجاسة، ورفع الحدث، ودخول الوقت، والنية، واستقبال القبلة.
  • أركان الصلاة: وهي أربعة عشر ركنًا: القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود، والرفع منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في جميع الأركان، والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي، والترتيب بين الأركان، والتسليم.
  • واجبات الصلاة: جميع التكبيرات باستثناء تكبيرة الإحرام، والتسبيح في الركوع، وقول سمع الله لمن حمده عند الرفع من الركوع، وقول ربنا ولك الحمد، والتسبيح في السجود، والاستغفار بين السجدتين، والتشهد الأول والجلوس له.

الخشوع في الصلاة

يُعرف الخشوع في الصلاة على أنه الإقبال على الصلاة بالقلب، واستحضار عظمة الله تعالى، وتدبر معاني القرآن الكريم، والتفكر في الأقول والأفعال، والمحافظة على الشروط والأركان والواجبات، وثمة العديد من الأعمال التي تساعد على الشخوع في الصلاة، كالتوسل إلى الله تعالى ودعائه للخشوع، فهو القائل سبحانه: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّـهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} واستذكار أن الصلاة أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وإسباغ الوضوء، والنظر إلى موضع السجود أثناء الصلاة، واستحضار أن أجر الصلاة مرتبط بالخشوع، والتفكر في معاني الآيات، واستشعار أن الصلاة صلة بين العبد وربه.

السابق
كيف تتعلم أحكام التجويد
التالي
دعاء ابطال العين والحسد مكتوب

اترك تعليقاً