ما هو حكم الزواج العرفي في الاسلام

ما هو حكم الزواج العرفي في الاسلام

 

 

يختلف أنواع الزواج في العالم باختلاف الديانات والمعتقدات، وهناك عدة أنواع منها في الإسلام أيضًا، مثل زواج المتعة، والزواج العرفي، ويمكن تعريف الزواج العرفي بأنه عقد تمت فيه شروط قضايا الزواج القانوني، ولكنه لم يتم تسجيله في المحكمة، على سبيل المثال في الإجراءات المحكمية في المكان الذي يتزوجون فيه، الذي يضمن حقوق الزوجين، وسوف نوضح شرعية الزواج العرفي ومكانتة في الإسلام.

حكم الزواج العرفي

حكم الفقهاء بشكل مختلف على عقد الزواج العرفي الذي يستوفي القواعد والأركان؛ ومع ذلك فهو لا يحتوي على مستندات قانونية موثقة، واختلفوا في ثلاثة اقول، وهي الموضحة على النحو التالي:

القول الأول:

  • هو زواج صحيح وصالح، ويكون شرعي أيضاً، حتي إذا لم يتم تسجيله في وثيقة رسمية.
  • في حين أن عدمها رسميًا لا يؤثر على صلاحية العقد؛ ومع ذلك فمن الأفضل توثيقها.
  • حفظاً لحقوق الزوجين، وأحكام الزواج التي تتبع حقوقه وآثاره القانونية.
  • قد قال ذلك أكثر العلماء؛ مثل الشيخ حسنين مخلوف، والشيخ صالح بن فوزان، وغيرهم.
  • هم يستدلون على أن هذا الزواج تحقق أركانه وشروطه، وكان هذا حاضرا لدى المسلمين.
  • قبل ظهور الأوراق الرسمية، وذلك التوثيق الرسمي جاء للحفاظ على الحقوق بين الطرفين.
  • أنه ليس جزءًا من أركان وشروط العقد؛ حيث جعل الدين الإسلامي حضور الشهود شرطًا من شروط العقد.

القول الثاني:

  • ذهب القول الثاني إلى أنه زواج غير جائز وممنوع، وذهب إلى هذا القول الشيخ نصر واصل، والشيخ محمد صفوت نور الدين وغيرهم.
  • استنتجوا أنه زواج سري بسبب غياب الشهود، لأنها من شروط الزواج الصحيح.
  • الإشهار والإعلان؛ ويعد هذا هو السبب في أنه سرى و ممنوع.

القول الثالث

  • إنه زواج صحيح بنتيجة الأثم فيعد زواج صحيح؛ ومع ذلك فمن يتزوج عرفي فهو آثم.
  • يكون ذلك في حالة إذا طلب الولي توثيق عقود الزواج بشكل رسمي، وتم الزواج بغير توثيق.
  • لأن تجب طاعة الولي وهذا ما ذهب إليه الشيخ محمد سيد طنطاوي.
  • استنتجوا ذلك لأنه يعد زواج سري لعدم الشهادة، والإشهار.
  • تعد أنها معصية للوصي، لعدم توثيقه، و بناءً على ما سبق، فإن الزواج العرفي هو زواج قانوني صحيح.
  • إذا استوفت الشروط والأركان القانونية؛ التي تؤدي إلى الغرض الذي تم تأسيسه من أجله.
  • ويكون مثل الزواج القانوني؛ إلا أنه يختلف عنه بعدم توثيقه في وثيقة رسمية.

حكم الزواج العرفي في حالة عدم اكتمال الشروط

  • ذهب علماء المسلمين العامون إلى بطلان الزواج العرفي الذي لم تتحقق فيه الشروط والأركان أو فقد أحدهما.
  • إذا لم يتم توثيقه بملكية، يجب إنهاء العقد على الفور والانفصال بين الزوجين.
  • لأنه لا يجوز للمرأة أن تدخل في عقد باطل، وإذا تم ذلك فهو إثم.
  • لأنه لا دليل على هذا الدخول، ولا إرث، ولا نفقة، ولا شيء من الحقوق والواجبات الزوجية.
  • إلا أن الفقهاء اختلفوا في إثبات النسب فقالوا: ثبوت دخول الزوج بالزوجة والحمل.
  • كما اختلفوا في حرمة الزواج المختلط فذهب الأئمة الثلاثة إلى عدم ثبوته.
  • استمر المذهب الحنفي في إثباته، ووجوب تصحيح العقد وتجديده وفق أحكام الشرع.
  • يجب استكمال الأركان والشروط الناقصة، ويجوز للمرأة أن تتزوج بآخر.
  • بعد انفصالها عن الزوج الأول ولم تعد إليه؛ بشرط ثبوت براءة الرحم عند انقضاء عدتها.
  • يجوز له الزواج، وفيما يلي بيان ببعض الشروط الواجب توافرها، لكي يكون العقد صحيحًا.

شروط صحة الزواج

موافقة الولي:

  • يشترط موافقة الولي على الزواج؛ وذلك لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية في قوله تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ).
  • قيل أيضاً: (وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا) وهذا توجيه يخاطب أولياء الأمور في نكاح النساء.
  • قد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ).

الإشهار:

  • الإشهار في عقد الزواج؛ يشترط لصحة عقد الزواج وجود شاهدين، وإعلان الزواج وإشهاره.
  • فإن خلا العقد من الشهادة والإشهار فهو عقد باطل غير صحيح.
  • فقد قال النبي -صلي الله عليه وسلم-: (لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ وشاهدَيْ عَدلٍ وما كان مِن نكاحٍ على غيرِ ذلك فهو باطلٌ).
  • موافقة الإيجاب والقبول.
  • اتحاد مجلس الإيجاب والقبول.

الآثار الجانبية للزواج العرفي

الآثار الاجتماعية للزواج العرفي عديدة ومختلفة في كثير من الأحيان ومنها:

  • إهدار الكثير من حقوق الزوجة والنسل.
  • الزواج يشمل الحقوق والواجبات، ولكن إذا كان من المعتاد.
  • هذا يؤدي إلى ضياع هذه الحقوق، لأنها غير معترف بها رسميًا.
  • يحتاج الأطفال إلى التعليم والمساعدة وإعمال حقوقهم؛ ويضيع حقهما في الزواج العرفي بحرمان الزوج أو غيابه.
  • مثلما لا تستطيع الزوجة المثول أمام المحكمة الشرعية للفصل والمطالبة بحقوقها وحقوق أطفالها.
  • حرمان الأطفال من الحياة في رعاية الوالدين وحضانتهم؛ لا يوجد إحساس بالحب والرحمة والطمأنينة في الزواج العرفي.
  • بالتالي فإن مقاصد الشريعة غائبة عن الزواج العرفي.
  • تفكك بنية المجتمع يمكن أن يولد الأخ دون معرفة والده أو أخيه أو والدته.
  • انتشار القدوة السيئة بين الشباب والفتيات كالزواج العرفي.
  • العديد من الانتهاكات تنتهك ترتيب الشارع، ثم ترتيب الحاكم.
  • من واجبنا الاتباع والطاعة والاستماع إلى أشياء أخرى غير معصية الله – القدير العظيم.
  • عند التفريق بين الزوجين في حالة حدوث مشاكل بينهما؛ لا يوجد طلاق إلا بعد زواج معترف به رسميًا.
  • تتشكل الآثار السيئة للزواج العرفي على المجتمع الإسلامي على محورين رئيسيين.
  • عندما تظهر العديد من المشاكل في الزواج بسبب نقص الأوراق، حيث يمكن لأحد الزوجين بسهولة أن ينكر أنهما متزوجان من الآخر.
  • مما يؤدي إلى عدم إثبات عقد الزواج بأي شكل من الأشكال.
  • بسبب الوضع السري الذي يسبق الزواج العرفي ويتبعه.
  • أصل الزواج هو الدعاية والشهود ونحو ذلك، ولكن غياب هذه الشروط يؤدي إلى إخفاء الزواج وإخفائه.
  • ما يترتب عليه من عوائد سلبية كثيرة على الزوجين، والأولاد، بسبب ضياعهم وتشتتهم وفسادهم بسبب قلة التعليم.

تعريف الزواج العرفي

ماذا نعني بالزواج العرفي، عرف الفقهاء الزواج العرفي بتعريفات متعددة وبمصطلحات مختلفة؛ لكنهم اتفقوا جميعاً على أن الزواج العرفي له شكلين، وهما:

الشكل الأول:

  • أن الزواج العرفي هو عقد زواج بين رجل وامرأة، مستوفياً الأركان والشروط التي يراعيها الشرع في صحة عقد الزواج؛ ومع ذلك لم يتم التصديق عليها من خلال وثيقة رسمية؛ سواء كانت مكتوبة أم لا.

الصورة الثانية:

  • العقد المبرم بين الرجل والمرأة دون حضور شهود أو أولياء وبغير إشهار، وهو باطل لفقد شروط صحة العقد، وهو ما يسمى أيضًا بالزواج العرفي.

أسباب انتشار الزواج العرفي

  • توزيع المواقع الإباحية التي تزيد وتحفز الرغبة الجنسية، وتعميمها بين الشباب.
  • الأمر الذي يقود الشاب إلى هذا الزواج، اعتقاداً منه أن هذا النوع من الزواج يضمن له.
  • إشباع رغبته الجنسية بطريقة مشروعة من وجهة نظر، ودون الحاجة إلى دفع مصاريف الزفاف.
  • عدم وجود إشراف أسري على الأبناء، حيث يتجاهل الآباء أطفالهم ويتركونهم دون إشراف.
  • مما يجعلهم يشعرون بالحرية و قد يؤدي إلى التعرف على الرفاق السيئين مما يؤدي إلى عواقب وخيمة.
  • عدم انتشار نقابات القانون العام في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.
  • الذي قد جعل هذا النوع من الزواج وضعا طبيعيا وواسع الانتشار بين الشباب، بسبب تقليدهم للإعلام.
  • ارتفاع تكاليف الزواج وانتشار البطالة بين الشباب، حيث يفقد الزواج العرفي.
  • جميع حقوق المرأة في أمور المهر والنفقة والسكن وغيرها مما يؤدي إلى اللجوء إلى الزواج العرفي لتحقيق الرغبة الجنسية.

وفي نهاية مقالنا الذي سبق التحدث فيه عن الزواج العرفي، الذي اختلف فيه الآراء، حيث وصلوا إلي أنه صحيح إذا أكمل أركانه وشروطه من الولي والعرض بالقبول والتصديق بالعقد والمهر.

فهو زواج صحيح حتى لو لم يكن موثقًا من جهات التوثيق الرسمية، ولكن يجب أن يكون الزواج مسجلاً قانونياً لدى مسؤول رسمي وثيقة

السابق
أسباب تحريم أكل لحم الخنزير
التالي
اثر الكلمة الطيبة في النفوس وعلى حياة الفرد والمجتمع

اترك تعليقاً