ما هو جزاء الظالمين

ما هو جزاء الظالمين

ما هو جزاء الظالمين

ما هو جزاء الظالمين … إن الظلم سبب في خراب العمران والديار، وذلك واحد من عدة مآلات سيئة، تطال الظالمين في حياتهم وآخرتهم، فالله -تعالى- بعدله لا يمكن أن يغفل عمن أساء أو اعتدى

 

جزاء الظالم في الدنيا

قضى الله -سبحانه وتعالى- أن يُمهل الناس الظالم ولا يعجّلوا لهم العقوبة؛
لحِكَم كثيرة، منها: استدراج الظالم ليأخذه الله -تعالى- على أقبح حالٍ وأشنع صورةٍ
وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا نمْلِي لَهمْ لِيَزْدَادوا إِثْمًا وَلَهمْ عَذَاب مهِين).

إنّ الله -سبحانه وتعالى- توعّد للظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا؛ لسوء الظلم، وكثرة أضراره على المجتمع
حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس شيءٌ أطِيعَ الله -تعالى- فيه أعجلَ ثواباً من صلَةِ الرحِمِ، وليس شيء أعجلَ عقاباً من البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم).

وقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ دعاء الإنسان بالظلم غير مستجاب
ومن ذلك الدّعاء بإثمٍ، أو بقطيعة رحم؛ حيث قال: (لا يزال يستجاب للعبدِ ما لم يدع بإثمٍ، أو قطيعةِ رحمٍ).

ومن صور العقوبة التي تحلّ بالظالم في الحياة الدنيا القِصاص
فقد جعل الله – تعالى- القِصاص وسيلةً لأخذ الحقّ من الظالم، حيث قال الله تعالى:
(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأذنَ بِالْأذنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجروحَ قِصَاص فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهوَ كَفَّارَةٌ لَّه وَمَن لَّمْ يَحْكم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأولَئِكَ هم الظَّالِمونَ).

كما أنّ الله -سبحانه وتعالى- أخبر في القرآن الكريم أنّه يضلّ الظالمين في الحياة الدنيا
ولا يهديهم إلى الرشد والصلاح، حيث قال الله تعالى:
(يثَبِّت اللَهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيضِل اللَّه الظّالِمينَ وَيَفعَل اللَّه ما يَشاء).

صوَر من جزاء الظالمين في الدنيا

أخبر الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم عن جزاء العديد من الظالمين في الدنيا
وكيف أخذهم وأهلكهم بظلمهم وسوء عملهم، ومن ذلك ما يأتي:

  • جزاء فرعون مصر الذي عاث في الأرض فساداً، وظلم أهل مصر ظلماً شديداً، في زمن موسى عليه السّلام، حيث قال الله تعالى: (فَأَخَذْنَاه وَجنودَه فَنَبَذْنَاهمْ فِي اليَمِّ فَانظرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الظَّالِمِينَ*وَجَعَلْنَاهمْ أَئِمَّةً يَدْعونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ ينصَرُونَ*وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُم مِّنَ المَقْبُوحِينَ).
  • ثم جزاء قوم ثمود الذين استكبروا على الإيمان بالله تعالى، ورفضوا اتّباع صالح عليه السّلام
    حيث كانت عاقبتهم الصّيحة التي أخبر عنها الله سبحانه وتعالى، حيث قال:
    (وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَموا الصَّيحَة فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ*كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهم أَلا بعدًا لِثَمودَ).

تحريم الظلم

حرّم الله -سبحانه وتعالى- الظلم على نفسه، وجعله أيضاً محرَّماً بين عباده
فقد جاء في الحديث القُدسيّ أنّ الله -تعالى- يقول: (يا عبادي، إنّي حَرَّمت الظُلمَ على نفسي وجعلته بينكم محرَّماً، فلا تظالموا).

ثم ان الظلم هو مجاوزة الحدّ الذي وضعه الشّارع، وهو أيضاً وضع الأمر في غير موضعه الذي شَرَعَه الله تعالى
وكذلك فإنّ كلّ ذنب يعصى به الله -سبحانه وتعالى- هو ظلم، ولكن إن كان فيه عدوان على حقّ الغير
فهو ظلم للغير، وإن لم يكن فيه حقّ للغير؛ مثل الشّرك بالله؛ فهو ظلم للنّفس.

ثم قد أوضح النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هذَيْن النوعين من الظلم، وكيف يجازي الله -سبحانه وتعالى- كلّاً منهما، حيث قال: (الظلمُ ثلاثةٌ؛ فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ، وظلمٌ يغفرُهُ، وظلمٌ لا يتركُهُ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ، قال اللهُ: إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يتركُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضهمْ بعضاً حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ من بعضٍ).

دعاء المظلوم

تعهّد الله -سبحانه وتعالى- باستجابة دعاء المظلوم ولو كان كافراً، حيث ورد عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (اتّقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافراً، فإنّه ليس دونها حِجاب)،

 

 

السابق
كم مقدار كفارة الصيام
التالي
ماهو حكم مس الحائض للمصحف

اترك تعليقاً