ما معنى طواف القدوم وكيفيته

ما معنى طواف القدوم وكيفيته

ما معنى طواف القدوم وكيفيته

ما معنى طواف القدوم وكيفيته … من مناسك الحج التي شرعها الله تعالى لعباده المسلمين: الطواف، والطواف في الحج متنوع، ومختلف الأوقات، فمنه طواف الإفاضة، وطواف الوداع، وطواف القدوم، وطواف القدوم أحد أنواع الطواف، وهو سنة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فرسول الله عندما قدم إلى مكة المكرمة طاف وسعى؛ فسمي طوافه طواف القدوم

 

يقسم تعريف طواف القدوم إلى قسمين؛ الأوّل هو الطواف بتجريده وهو مصدر طاف؛ ومعناه الدوران حول الشيء، أمّا القسم الثاني فهو ما يتعلّق بطواف القدوم كعبادة لله -سبحانه وتعالى- يقوم بها القادم إلى مكّة المكرمة عند وصوله إلى المسجد الحرام بالدوران حول الكعبة المشرّفة سبع أشواط
وتعددت الأسماء الخاصّة بطواف القدوم، وتدور جميعها حول معنى الوصول إلى مكة
لأن طواف القدوم عبادة مشروعة لكل من قدم من خارج مكّة المكرمة إلى المسجد الحرام
فهو أول ما يقوم به المسلم عند وصوله إلى البيت الحرام، ومن أسمائه طواف الورود، وطواف الوارد
وطواف التحيّة لأنّه يؤدى تحيّة للمسجد الحرام ويكون أوّل عهد القادم بالبيت، ويسمّى بطواف القادم وطواف اللقاء أيضاً.

 

 

كيفية طواف القدوم

يؤدّى طواف القدوم تحيّة المسجد الحرام؛ بجعل الكعبة على يسار الطائف، ثم يستقبل الحجر الأسود ويباشر الطواف من عنده، وينتهي عنده في كلّ شوط من الأشواط السبعة التي يطوفها، ويعتبر طواف القدوم طواف مشابه لطواف الإفاضة، ولكن وجه الاختلاف بينهما أنّ طواف القدوم لا يسنّ فيه الاضطباع* ولا الرَمل*، ولا يسنّ السعي* لأجله، إلا إذا أراد الحاج أن يقدّم سعي الحج فيسعى بعد طواف القدوم؛ فإنه يسن للحاج الاضطباع والرمل في الطواف، لأن الاضطباع والرمل يسنّ في كل طواف بعده سعي

 

حكم طواف القدوم

حكم طواف القدوم في العمرة

تختصّ العمرة بأركان لا تصح العمرة من دونها، والطواف ركن من هذه الأركان، فمن نوى الإحرام بعمرةٍ
ووصل إلى المسجد الحرام فعليه أن يبدأ بطواف ركن العمرة، ثم يسعى ويحلق أو يقصّر
فحكم طواف القدوم في هذا كحكم من دخل إلى المسجد فوجد الصلاة قائمة فإنه يصلي مع الجماعة ولا يطالب بسنة تحيّة المسجد، وطواف القدوم سنّة فيدخل في طواف ركن العمرة، ويستطيع المعتمر أن يتعبد بتكرار الطواف بعد أن يؤدي مناسك العمرة كاملة.

 

حُكم طواف القدوم في الحج

رأى جمهور الفقهاء من الشافعية والحنفية والحنابلة أن طواف القدوم سنَّة لكل من قَدِم من خارج مكة المكرمة
لأنه يعتبر كتحية للمسجد الحرام، فيستحب البدء به من غير تأخير، ورأى الشافعية أن طواف القدوم سنَّة لكل من دخل مكة سواء أكان محرماً أم غير محرم، واستدلوا بما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث جابر -رضي الله عنه- في صفة حجة الرسول فقال: (حتَّى إذَا أَتَيْنَا البَيْتَ معه، اسْتَلَمَ الركْنَ فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا)
ولقد روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ أَوَّلَ شيءٍ بَدَأَ به – حِينَ قَدِمَ النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – أنَّه تَوَضَّأَ، ثمَّ طَافَ)
أمّا المالكية فيرَون أنّ طواف القدوم من واجبات فريضة الحج، ومن يتركه تعتبر حجته ناقصة
ويجبر هذا النقص بذبح الهدي، واستدلّوا بأن الرسول -عليه السلام- كان يقول في حجه كلما فرغ من أداء شعيرة من شعائر الحج: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحج بَعْدَ حَجَّتي هذِه)
فإنّ أوّل أمر فعله النبي -عليه السلام- أنّه طاف في البيت.

ما معنى طواف القدوم وكيفيته

وقت طواف القدوم

وقت ابتداء طواف القدوم

أجمع العلماء على أنّ طواف القدوم يبدأ حين دخول مكة المكرمة، وقد جاءت الأدلة في السنة النبوية على ذلك في حديثَي عائشة وجابر
رضي الله عنهما- اللذين ذكِرا سابقاً، ووجه الدلالة من كلا الحديثين أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ بطواف القدوم أوّل دخوله للكعبة المشرفة

وأجمع الفقهاء على أنّ وقت استحباب طواف القدوم يكون فور الوصول إلى مكة المكرمة
فيبدَأ به قبل أن يحطَّ المسافر رحله، فهذا يُعَدّ من السنّة؛ فقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم
إذا دخل مكة قصدَ البيت الحرام وطاف، وإذا لم يفعل ذلك المسلم فلا حرج عليه.

 

وقت انتهاء طواف القدوم

رأى جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية أنّ طواف القدوم ينتهي وقته عند الوقوف بعرفة
فعلى الحاجّ بعدها أداء طواف الإفاضة الذي ي  عَدّ ركناً من أركان الحجّ
واستدلّ الجمهور على ذلك بما روي عن عائشة -رضي الله عنها- عن أنّها قالت: (فَطافَ الَّذِينَ أهَلوا بالعمْرَةِ بالبَيْتِ وبيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، ثمَّ حَلوا، ثمَّ طافوا طَوافًا آخَرَ، بَعْدَ أنْ رَجَعوا مِن مِنًى، وأَمَّا الَّذِينَ جَمَعوا الحَجَّ والعمْرَةَ فإنَّما طافوا طَوافًا واحِدًا)
فالطواف المقصود بعد عودة الحجّاج من منى هو طواف ركن الحجّ وليس طواف القدوم
بالإضافة إلى أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما حبسها العذر الشرعي أن تقرن الحج والعمرة
وهي لم تؤدِّ طواف القدوم ولم يأمرها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- به، واستدلّ الإمام أحمد بنفس حديث عائشة -رضي الله عنها
الذي استدلّ به الجمهور، ورأى أنّ طواف القدوم مشروع قبل طواف الإفاضة كتحيّة المسجد عند دخول المصلّي قبل الابتداء بصلاة الفرض

 

حالات سقوط طواف القدوم

يسقط طواف القدوم عن بعض الحالات كما يأتي:

  • المكّي: وهو كلّ من كان مقيماً في مكّة المكرمة، ويدخل في حكمه الآفاقي* الذي أحرمَ من مكة
    إذ إنّ طواف القدوم شرِع لكلّ من وصل إلى مكّة من غير أهلها، والقدوم في حقّ من يقيم في مكة غير موجود
    وقال بعضهم إنّ طواف القدوم يسقط عن كلّ من كان منزله في منطقة المواقيت؛ لأنّ حكمه في حكم من يقيم داخل مكة المكرمة.
  • المعتمر والمتمتِّع ولو كان آفاقياً: فطواف القدوم يندرج في طواف فرض العمرة عند جمهور العلماء
    كما تغني صلاة الفرض عن تحية المسجد، وطواف القدوم خاص بمن أحرم بالحجّ مفرداً
    أو قارناً بين الحجّ والعمرة، وقال الحنابلة بأن يطوف المتمتِّع طواف القدوم ثمّ طواف الإفاضة.
  • من قصدَ عرفة: يسقط طواف القدوم عمّن قصدَ عرفة ليقف فيها مباشرة.
  • الحائض: تدخل في حكمها النفساء أيضاً، وذلك إذا استمرّ دمها إلى يوم عرفة
    ودليل ذلك ما روِي عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ أنّه قال:
    (افْعَلِي ما يَفْعَل الحَاج غيرَ أَنْ لا تَطوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهرِي)
    إلى أن (قالَتْ: فَلَمَّا كانَ يَوْم النَّحْرِ طَهَرْت، فأمَرَنِي رَسول اللهِ صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ فأفَضْت).
السابق
مميزات كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور
التالي
فضل الباقيات الصالحات على المسلم

اترك تعليقاً