ما صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة

ما صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة

 

 

 

ما صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة ؟ سؤال متداول بين المسلمين، فإنّ شهر رمضان الكريم هو شهر العبادات، و موسم من مواسم الخير فيه يكثر المؤمنون من الصلوات وقراءة القرآن والأذكار، كما يسعون للقيام بعبادات مثل أداء الصدقات أو العمرة، لأنّ الأجر والثواب مضاعف للمؤمنين في رمضان، وقد ورد الكثير من الأحاديث النبوية التي تثبت أن الأجر والثواب مضاعف للمؤمنين في رمضان، فهل حديث أنّ العمرة في رمضان تعدل حجة هو أحد هذه الأحاديث؟ سؤال سنوضّح جوابه في هذا المقال، كما سنبيّن فضل العمرة في رمضان، وفي غير رمضان.

 

ما صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة

إنَّ حديث عمرة في رمضان تعدل حجّة هو من الأحاديث الصحيحة الواردة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

، وقد ورد هذا الحديث الشريف عن عبد الله بن عباس أن رسول الله

-صلّى الله عليه وسلّم- قال: “عمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حَجَّةً“[1]، ومن المعروف عن فريضة الحج

أن أدائها يمحي كل ما سبق من الذنوب، وأنّ الإنسان بعد إتمامه لفريضة

الحج بشكل كامل وخالص لوجه الله تعالى فإنّه يعود كما خلقته أمّه،

والجدير بالذكر أنّ المقصود بمعادلة العمرة في رمضان للحج هو معادلة

في الأجر الذي يكسبه المرء من الحج، ولا خلاف في أنّ الحديث النبوي

الوارد هو حديث ثابت وصحيح إلّا أن تفسير الحديث قد يكون موضعًا

للاختلاف والغالب في معنى الحديث أنّه للعمرة في رمضان كأجر الحج،

ويمكننا الاستعانة بحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لزيادة فهم

المقصود من الحديث السابق في قوله: “أَيعجزُ أحدُكم أن يقرأَ ثلُثَ القرآنِ في ليلةٍ ؟

فإنه من قرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ  اللهُ الصَّمَدُ في ليلةٍ فقد قرأ ليلتَه ثُلُثَ القرآنِ“[2]،

فالمقصود في الحديث الشريف السابق أنّ قراءة سورة الصمد تعادل قراءة ثلث القرآن،

إلّا أنّ قراءتها لا تشابه بالفعل قراءة ثلث القرآن، والله أعلم.[3]

هل تغني العمرة في رمضان عن الحج

بعد توضيح ما صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة سننتقل لبيان هل تغني العمرة في رمضان عن الحج، فإنّ أجر العمرة في رمضان يعادل أجر الحج كما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إلّا أن حجّة الإسلام هي فرض على كل مسلم عاقل بالغ لديه القدرة الجسدية والمادية مرّة واحدة في العمر على الأقل، ولا يمكن لأيّ عبادة أخرى أن تغني أو تحلّ مكان عبادة الحج، إلّا أنّ بعض أهل العلم ذهب لتفسير حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ من نوى أن يحجّ إلى بيت الله تعالى ولم يستطع ذلك فإنّ العمرة في رمضان تغني وتحل محلّ الحج في الثواب، وفي المقارنة بين الحج والعمرة فلا شكّ في أنّ عبادة الحج هي أفضل وأكثر ثوابًا، فهي تكفّر عن كلّ ذنوب وخطايا المسلم بإذن الله تعالى.[4]

فضل العمرة في رمضان

بعد أن بيّنا ما صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة سنبيّن فضل العمرة في رمضان، فقد جعل الله تعالى شهر رمضان شهرًا للخير والبركة، وأمر عباده بزيادة ومضاعفة عباداتهم وطاعاتهم في رمضان؛ لما فيه من مضاعفة للأجر والثواب، وكذلك العمرة في رمضان فهي كغيرها من العبادات في رمضان أجرها مضاعف، حتى أنّ أجر العمرة في رمضان يعادل أجر الحج وثوابه، وذلك ثابت في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن عبد الله بن عباس أنّه قال: “قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ، – سَمَّاهَا ابنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا -: ما مَنَعَكِ أنْ تَحُجِّينَ معنَا؟، قالَتْ: كانَ لَنَا نَاضِحٌ، فَرَكِبَهُ أبو فُلَانٍ وابنُهُ، لِزَوْجِهَا وابْنِهَا، وتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عليه، قالَ: فَإِذَا كانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ، فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ حَجَّةٌ أوْ نَحْوًا ممَّا قالَ”[5]، فمن أدّى مناسك العمرة في رمضان ثم عاد إلى دياره بعد ذلك فقد نال الأجر بإذنه تعالى، وفي البقاء لأيام أكثر في مكّة المكرمة فضل وأجر أيضًا، والله أعلم.[6]

 

فضل العمرة في غير رمضان

بعد أن تحدّثنا عن صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة سننتقل للحديث عن فضل العمرة في غير رمضان، فإنّ العمرة من العبادات الواجبة على المسلمين، وذلك كما ورد في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في سؤال جبريل له عن الإسلام فقال له: “الإسلامُ: أنْ تَشهَدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، وأنْ تُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَحُجَّ وتَعتَمِرَ، وتَغتَسِلَ مِنَ الجَنابةِ، وأنْ تُتِمَّ الوُضوءَ، وتَصُومَ رمضانَ. قال: فإذا فَعَلْتُ ذلكَ فأنا مسْلِمٌ؟ قال: نَعَم، قال: صَدَقْتَ”[7]، ومن فضائل العمرة على المسلمين نذكر:[8]

 

  • تكفر العمرة للمسلم ذنوبه، فالعمرة كفارة لما يليها من العمرة، أي أنّ ذنوب المسلم بين لعمرتين تكفّر وتزول.
  • تعدّ العمرة بمثابة الجهاد بالنسبة للمرأة وقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما سألته عائشة -رضي الله عنها- فقالت له: “يا رسولَ اللَّهِ على النِّساءِ جِهادٌ؟ قالَ: نعَم، عليهنَّ جِهادٌ، لا قتالَ فيهِ: الحجُّ والعُمرَةُ”[9].
  • تساعد العمرة المسلمين على زيادة الخشوع والتقوى والتقرّب من الله تعالى بأداء مناسكها من طواف وسعي وحلق أو تقصير.

 

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن ما صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة، كما بيّن فضل العمرة في رمضان وفي غير رمضان، ووضّح أن العمرة في رمضان لا تغني عن حجّة الإسلام.

السابق
نبذة عن من هو أبو عبيد القاسم.. من هو أبو عبيد القاسم
التالي
ما صحة حديث رمضان اوله رحمة وأوسطه مغفرة

اترك تعليقاً