ما حكم الاحتفال بعيد الحب

ما حكم الاحتفال بعيد الحب

ما حكم الاحتفال بعيد الحبما حكم الاحتفال بعيد الحب,  إن حكم الاحتفال بعيد الحب مسألة من المسائل المهمة التي يكثر طرحها في هذه الأيام وخاصة من قطاع الشباب، مما يستلزم دراستها دراسة تأصيلية لبيان الحكم الشرعي فيها.

خلاصة حكم الاحتفال بعيد الحب

  • الأعياد في الإسلام تعد من العبادات والشعائر التي يحرم شرعاً الإحداث فيها (لا يجوز الزيادة عليها أو التغيير) فهي ليست مجرد عادات وتقاليد.
  • إن الأعياد من خصائص الأديان والأمم والشعوب (من الهوية الدينية والثقافية)
  • التي تتميز بها كل أمة عن غيرها.
  • إن لأمة الإسلام عيدين حوليين لا ثالث لهما هما عيدي الفطر والأضحى
  • وعيداً أسبوعياً هو يوم الجمعة ولا يجوز الزيادة عليها أو اقتباس غيرها أو الاحتفال
  • بسواها أو المشاركة فيه بأي شكل من الأشكال.
  • إن عيد الحب (أو الفالنتاين) أصله عيد وثني روماني يتقرب فيه للآلهة
  • المزعومة من دون الله، وتمارس فيه الشعائر الوثنية الشركية والمحرمة ثم اقتبسه النصارى منهم.
  • إن الاحتفال بهذا العيد وأمثاله من التشبه بالكفار المحرم الممنوع شرعاً.
  • يضاف إلى ما تقدم الفساد الأخلاقي المصاحب لهذه الأعياد وما يفضي إلى محرم فهو محرم.

تفصيل حكم الاحتفال بعيد الحب

معنى العيد لغة

العيد أصله في اللغة من (العود)؛ من عاد يعود؛ وهو كل يوم مجمع، وسمي

عيداً لأنهم قد اعتادوه ولأنه يعود كل سنة بفرح مجدد [ينظر معجم المقاييس 718 وتهذيب اللغة 2270]

، ومن المعنى اللغوي وواقع الأعياد الشرعية وغير الشرعية يظهر أن مفهوم (العيد) يجمَعُ أمورًا:

  • يوماً عائداً يتكرر حولياً أو أسبوعياً كيوم الفطر ويوم الجمعة.
  • الاجتماع في هذا اليوم.
  • أعمالاً تتبع ذلك من عبادات وعادات؛ كالشعائر والتهاني والألعاب واللباس والمآكل والمشارب.
  • يختص العيد بمكان بعينه وقد يكون مطلقاً.

كل من هذه الأمور يسمى عيداً وإن غير الناس تسميته أو وصفه فالعبرة بالحقائق، فكل قول أو فعل يقصد فيه الزمن، ويتكرّران بعودة ذلك الزمن فهو عيد [ينظر اقتضاء الصراط المستقيم 442/1].

نظرة الشريعة الإسلامية للأعياد

تتلخص نظرة الشريعة الإسلامية الأعياد بأنها من العبادات والشعائر المنزلة من عند الله وهي ثلاثة أعياد لا رابع لها: اثنان حوليان؛ هما الفطر والأضحى، وواحد أسبوعي؛ وهو يوم الجمعة، أما سواها فلا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون منزلاً من عند الله على نبي سابق فهو منسوخ قد توقف العمل به، أو يكون من اختراع وإحداث الناس فهو باطل مردود لا يجوز العمل به.

فالأعياد من خصائص الأمم والشعوب وترتبط بالأديان ارتباطات وثيقاً، بل هي في الأصل تنبع منها وهي من أعظم شعاراتها وشعائرها بل الأصل فيمن قارفها واتخذها أن ينسب إلى تلك الأديان والأمم، فلا تجد نصرنياً أو يهودياً يذبح أضحية أو يخرج زكاة فطر أو يصلي صلاة عيد.

بيان الأدلة التفصيلية للاحتفال بعيد الحب

الدليل الأول

قول الله تعالى: ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلنا مَنسَكًا هُم ناسِكوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الأَمرِ وَادعُ إِلى رَبّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدًى مُستَقيمٍ﴾ [سورة الحج: الآية 67] أصل (المنسك) في كلام العرب هو الموضع الذي يعتاده الإنسان ويتردد

إليه إما لخير أو شر؛ ليدخل في (المنسك) معنى (العيد)

دخولاً أولياً؛ لذا نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما وابن قتيبة وغيرهما:

أن (المنسك) هو (العيد) [ينظر تفسير الطبري 8/ 243 والنكت والعيون

4/ 39] يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

“إن الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه: (لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه) كالقبلة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج

؛ فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة

في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد

هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر

، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره

، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة

بشروطه، وأما مبدؤها فأقل أحواله أن تكون معصية” [اقتضاء الصراط 1/ 528].

الدليل الثاني

كان من شأن النبي ﷺ أقرار الناس على عادلتهم

واعمالهم وأعرافهم الصحيحه التي لا تخالف الشريعة

لكننا نراه ﷺ في شأن الأعياد ينكرها ويستبدلها ويبطلها

فعن أَنَسٍ رضي الله عنه قَال: “قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَال: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟

قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا، يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ”

[حديث صحيح رواه أحمد (12006) وأبو داود (1134) والنسائي

(1556)]، وموضع الاستدلال قوله ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا

خَيْرًا مِنْهُمَا) فالإبدال يقتضي ترك المبدل منه؛ إذ لت يجتمع البدل

والمبدل منه، قال الله تعالى: ﴿وَلا تَتَبَدَّلُوا الخَبيثَ بِالطَّيِّبِ﴾ [النساء: 2]

والمبدل منه في هذا الحديث: هو يوما العيد اللذان كان يلعب بهما أهل

المدينة قبل ال إسلام، فجاء بالإبطال عليهما بالرغم من أن أصل فعلهم

فيهما كان من المباحات وأمور العادات؛ وهو اللعب ولم يكن فيهما عبادات

أو أعمال شركية أو محرمة كما هو الحال في عيد الحب وغيره من الأعياد

غير الشرعية ومع ذلك كان الاستبدال المقتضي للترك والنهي.

الدليل الثالث

“عَنْ أمنا أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:

أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: ” يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا” [أخرجه البخاري (952)،

ومسلم (892)]، موضع الاستدلال قوله ﷺ: (إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا)

نص على أن الأعياد من الشرائع والشعائر والخصائص التي تختص

بها الأقوام والأديان والأمم واشعوب، وقوله ﷺ: (وَهَذَا عِيدُنَا) فيه

بيان اختصاص وتميز الأمة بأعيادها المشروعة عن أعياد غيرها من الأمم

وأهل الملل والأديان، يؤكد هذا ويبينه:حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:

قال النبي ﷺ: “يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب”

[أحمد (17379) وأبو داود(2419) والترمذي(773) والنسائي(3004)].

الدليل الرابع

عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، قال: “نذر رجل على عهد رسول الله ﷺ أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي ﷺ فقال إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة فقال النبي ﷺ: “هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟” قالوا: لا. قال: “هل كان فيها عيد من أعيادهم؟” قالوا: لا. قال رسول الله ﷺ: ” أوف بنذرك،

فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم

[حديث صحيح أخرجه أبو داود (3313)] وجه الدلالة: استفصال النبي ﷺ

من الرجل عن المكان الذي أراد الذبح فيه وهو (بوانة) هل كان فيه وثن أو

عيد دل على أن النبي ﷺ يرى أن مجرد الموافقة لغير المسلمين في

مكان كان لهم فيه عيد أنه سبب للاجتناب والمنع؛ كاجتناب المكان لو كان

فيه وثن أو صنم لهم حتى ولو كان فعله في ذلك المكان نذر وذبح يتعبد به لله وحده،

فدل هذا على حرمة مشاركة أو موفقة أهل الأعياد الأخرى

بأي شكل أو صورة من الصور زماناً أو مكاناً أو مضاهاة ومشابهة.

الدليل الخامس

عن أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” [أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718)]، وفي رواية لمسلم: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”، ولا ريب أن أعياد غير المسلمين ليست من أمر المسلمين الذي أمروا به ولا من عملهم الذي شرع لهم والرد يقتضي الإبطال والمنع، ومقتضى هذا الحديث المنع من إحداث أعياد غير التي وضعها الشرع وردها حتى ولو كان من أحدثها بعض من ينتسبون للإسلام، فكيف إذا كانت هذه الأعياد من وضع عباد الأوثان وملل أهل الشرك والكفر والإلحاد؟!

الدليل السادس

“عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخدْرِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ “لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ” قلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ “فَمَنْ؟” [أخرجه البخاري (3456)، ومسلم (2669)]، وعَنْ أَبِي هرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “لَا تَقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أمَّتِي بِأَخْذِ الْقرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِك” [أخرجه البخاري (7319)] هذان الحديثان من دلائل نبوته ﷺ واخباره عن الغيب المستقبلي الذي وقع بعده، وفيهما التحذير من التشبه بالأمم والملل غير ال إسلامية وأن وقوع ذلك من بعض المسلمين مؤذن بالانحراف عن الجادة.

قال ابن بطال:

“أعلم ﷺ أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم قبلهم، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس، وأن الدين إنما يبقى قائما عند خاصة من الناس” [(شرح صحيح البخاري) 10/ 366] وقال المناوي: “هذا لفظ خبر معناه النهي عن اتباعهم ومنعهم من الالتفات لغير دين الإسلام لأن نوره قد بهر الأنوار وشرعته نسخت الشرائع، وهذا الإخبار من معجزاته فقد اتبع كثير من أمته سنن فارس في شيمهم” [فيض القدير 5/ 262] قلت: ولا شك أن مشابهتهم في أعيادهم أعظم ذلك؛ يقول ابن كثير: والمقصود

من هذه الأخبار عما يقع من الأقوال والأفعال المنهي عنها شرعا

، مما يشابه أهل الكتاب قبلنا أن الله ورسوله ينهيان عن مشابهتهم

في أقوالهم وأفعالهم، حتى لو كان قصد المؤمن خيراً، لكنه تشبه

ففعله في الظاهر فعلهم؛ لأن الله تعالى شرَّف هذه الأمة بخاتم

الأنبياء، الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل

، الذي لو كان موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة،

وعيسى بن مريم الذي أنزل عليه الإنجيل حيين، لم يكن لهما

شرع متبع، بل لو كانا موجودين بل وكل الأنبياء، لما ساغ لواحد

منهم أن يكون على غير هذه الشريعة المطهرة المشرفة المكرمة المعظمة

، فإذا كان الله تعالى قد منَّ علينا بأن جعلنا من أتباع محمد ﷺ،

فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا، وضلوا عن سواء السبيل، “قد بدلوا دينهم وحرفوه وأولوه…” [البداية والنهاية 2/ 14].

الدليل السابع

إنّ لعامة هذه الأعياد أصولاً وثنية شركية كفرية منافية للتوحيد مخالفة لأصول عقائد الإسلام وأركان الإيمان مما يجعل بطلانها معلوما من الدين بالضرورة لا يخالف فيه عاقل إذا عرف حقائق هذه الأعياد.

الدليل الثامن

يضاف إلى كل ما تقدم مما تتضمن هذه الأعياد من أعمال وأقوال أو عادات أو مآكل ومشارب وشعارات وشعائر واحتفالات ومظاهر محرمة؛ كمقارفةِ الأعمال الشركية أو الزنا وشرب الخمور والتبرج والسفور والاختلاط والموسيقى وتبذير الأموال وغيرها مما هو من المحرمات وكبائر الذنوب، ومن المقرر في الأصول أن المباح في أصله إذا أفضى إلى محرم صار محرماً فكيف اذا كان هو في أصله محرم يفضي إلى محرمات كثيرة؟!

أصل عيد الحب أو الفالنتاين

أقدم الروايات التي تبين أصل عيد الحب وأشهرها تشير إلى أن أصل عيد الحب

عيد وثني روماني يسمى عيد الخصوبة أو مهرجان أو احتفال (الوبركاليا Luper Calia)

في 15 من فبراير يقومون فيه بشعائر لجلب الخصوبة للنساء والقطعان والزروع من

آلهتهم المزعومة (خونو Juno) آلهة المرأة والزواج وإله الطبيعة (بأن Pun)

فيقدّمون القرابين والأضاحي من الخنازير والخراف والكلاب والثيران.

واختلفت الأساطير عندهم في الالهة المزعومة التي يتقربون لها في

هذا العيد فيقترح (أوفيد)، شاعر روماني شهير، أن الاحتفال كان تضرّعاً

لـ (فانوس) Faunus (إله الرعاة الروماني)، ويشير (ليفي)، مؤرخ روماني

شهير، أنه كان لـ(إينوس) Inuus (إله الخصوبة)، فيما يذهب (فارو) Varro إلى أن إلهة الذئاب كانت تدعى لوبركا.

وهناك روايات وأساطير متعددة متعلقة بتفصيلات طقوس هذا العيد ومافيه

من مجون ودماء وفجور وانحرافات، ثم اقتبست الكنيسة الكاثوليكية هذا العيد

في القرن الثالث الميلادي واضفت عليه الصبغة النصرانية ونسبته إلى القديس

فالنتاين والذي تعددت الروايات حوله، أشهرها أن الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني)

في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج؛ لأن الزواج يشغلهم عن الحروب

التي كان يخوضها، فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتين) وصار يجري عقود الزواج

للجند سرا، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن، وحكم عليه بالإعدام وقتل في الـ 14 من فبراير.

فكيف يتقبل مسلم هذه الخرافات والأساطير والممارسات والانحرافات؟!

وهل يمكن تصور مشروعية أو حل مثل هذا العيد؟!!

منزلة الحب في الإسلام

ان بينا حقيقة ما يسمى بعيد الحب

وحكمه، لا يفوتنا أن نقرر منزلة (الحب)

في الإسلام حتى لا يظن خطأ أنّ الإسلام يعارض الحب النقي الطاهر أو أنه

يعارض كل مظاهر الحب وأنواعه، إنما يعارض الحب المزعوم الذي يقوم على

تأجيج الشهوات وانتهاك الأعراض والحرمات وفساد الأخلاق والمجتمعات

وضياع الأنساب واختلاطها وانتشار الأمراض الجنسية المفضية إلى العذاب والهلاك في الدنيا قبل الآخرة.

أما الحب بأصله وبجوهره وطهارته فعليه يقوم الدين ولا إيمان بدونه؛ حيث

إن علاقة المسلم بربه مبنية على أعلى مراتب الحب ومنازله قال الله تعالى:

﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دونِ اللَّهِ أَندادًا يحِبّونَهُم كَحبِّ اللَّهِ وَالَّذينَ آمَنوا أَشَدُ حبًّا لِلَّهِ﴾

[البقرة: 165]، وقال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن

دينِهِ فَسَوفَ يَأتِي اللَّهُ بِقَومٍ يحِبُّهُم وَيُحِبّونَهُ﴾ [المائدة: 54]،

ولا يجد حلاوة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب أخاه المسلم في الله.

عبادة الله سبحانه تقوم على ركنين عظيمين: أولها:المحبة، والثاني:التعظيم ؛

فالمحبة توجب الرغبة التي تستلزم اتباع الاوامر، والتعظيم يوجب

الخشية المستلزمة لترك النواهي والمحرمات، وقد كان النبيﷺ يحب

خديجة رضي الله عنها وعائشة وسائر زوجاته وأمر المؤمنين بأن يحب بعضهم بعضاً

بل صرح بأنه يحب جبل أحد، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال

: “خرجت مع رسول الله ﷺ إلى خيبر أخدمه، فلمّا قدِم النبيﷺ راجعا وبدا له أُحُد،

قال: هذا جبل يحبّنا” [رواه البخاري]، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ

قال: قال رسول الله ﷺ: “إن أُحُدا جبل يحبنا ونحبه” [رواه مسلم]،

فهذه لمحة مختصرة عن مكانة الحب في ديننا ولبسط هذا وتفصيله مقالات اخرى ليس هذا موضعه.

السابق
كيف أعرف اتجاه القبلة بالبوصلة
التالي
قصص إسلامية للموعظة..قصة شاب أضاع حياته مقابل عشر دقائق مضت من عمره

اترك تعليقاً