ما أهمية دراسة السيرة النبوية من الناحية الإستراتيجية

ما أهمية دراسة السيرة النبوية من الناحية الإستراتيجية

ما يُميِّز حضارة الإسلام أنها حدثٌ تاريخي قائم بذاته،

غير مقتبسةٍ من حضارات أخرى، ولم تَقُم على أنقاضِ مدنية سابقة؛

ولذا فقد أقامت نُظُمًا متميزة بأدق التفاصيل،

وأحدثت تغييرًا جذريًّا في حياة البشر، وفتحت أبوابًا من العلم لم تكن موجودةً من قبل،

وما زال أهل الفن في جميع التخصصات يبحثون في تلك الحضارة الرائعة التي كانت –

وما زالت – السيرةُ النبوية أهمَّ عامل من عوامل قيامها، ودليلًا قاطعًا عليها.

من هذه العلوم الحديثة: علم الإستراتيجية، وغاية هذا العلم هو البحث عن التميز،

وهناك نموذج لذلك يسمَّى الأبعاد السبعة،

وقد استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في إكمال مسيرته على الوجه الأكمل،

ولنقرأ معًا هذه الأبعاد؛ وهي كما يلي:

• البناء التنظيمي STRUCTURE.

• الإستراتيجية STRATEGIC.

• المهارات SKILLS.

• الموارد البشرية STAFFING.

• الأساليب المتبعة STYLE.

• النظام system.

• الغايات super.

وهو علمٌ وليد التطوُّر الحضاري الحديث،

ويرى الباحث أن النبي صلى الله عليه وسلم قام باستخدام تلك الوسائل الإستراتيجية في مكة

والمدينة على حدٍّ سواء،

وفي جميع المجالات المستخدم فيها علم الإستراتيجية من الناحية الدعوية والإدارية والقتالية،

فما هو هذا العلم؟ وكيف سخره النبي صلى الله عليه وسلم للدعوة؟

وقبل أن نقومَ باستقراء هذا العلم،

يجب معرفة غاية ما وصل إليه العلم الحديث من كشف خصائص الأفراد ذوي التفكير الإستراتيجي،

وهل هي تنطبق على النبي صلى الله عليه وسلم أو لا؟ لأنه كان هو المعدَّ لصياغة السياسات

الوظيفية المتخصصة، والمسؤول عن إعداد وتنفيذ الإستراتيجيات المناط بها دولة الإسلام، وكان هو

المسؤول عن التنظيم، والتوجيه، والرقابة، وعن تكوين وتنمية القدرات والكفاءات، وعن تحديد

المسؤوليات والصلاحيات،وتحديد الأهداف، وتحديد الإمكانيات،

حتى إنه صلى الله عليه وسلم هو الذي خطَّط شوارع المدينة.

ومما هو معلومٌ أنه لا بد للدعوةِ مِن تنظيم وقرارات وسياسات ليتحقَّق التوازن بين المتاح وغير المتاح،

ولتحقيق الخطة الإستراتيجية في البيئة الدعوية (الخارجية والداخلية)؛

حتى يتم اكتمال بناء الدعوة في إطار إستراتيجي لتحديد الفرص لنشرها.

وكما يحدد أرباب هذا الفن أن الأداء الإستراتيجي (المهمة النبوية مجازًا)

ما هو إلا انعكاس لقدرة الفرد، وقابليته على تحقيق أهدافه،

واستغلاله بصورة ملائمة لكافة الموارد المتاحة لتحقيق الغرض منها.

وقد استطاع النبيُّ صلى الله عليه وسلم الاستفادةَ مِن استخدام التقويم الإستراتيجي،

الذي أسهم في قياس مدى تحقُّق أهدافه صلى الله عليه وسلم الدعوية.

أولًا: خصائص الأفراد ذوي التفكير الإستراتيجي (محمد صلى الله عليه وسلم أنموذج):

1- الطلاقة الفكرية والمرونة التلقائية.

2- القدرة على تكوين الرُّؤى وصياغة الأهداف الإستراتيجية.

3- الدقة والبصيرة النافذة في تقييم الأمور المستقبلية.

4- المهارة في استشعار البيئة الخارجية بما توفِّره مِن فرص، أو ما تفرضه من مُعوِّقات.

5- المهارة في توفير وتصنيف وتحليل البيانات والمعلومات وتفسيرها.

6- المهارة والدقة في المفاضلة أو الاختيار من بين البدائل الإستراتيجية.

7- المهارة في تحديد الموارد والإمكانيات اللازمة وترشيد استخدامها.

8- القدرة على التجاوب أو التفاعل الاجتماعي مع الظروف والمتغيرات البيئية.

9- القدرة على اتخاذ القرارات الإستراتيجية.

10- القدرة والرغبة في مواكبة التطورات الفكرية الإدارية.

ثانيًا: تعريف مفهوم الإستراتيجية وتطورها:

الإستراتيجية كلمة استخدمت أصلًا في الحياة العسكرية،

وتطورت دلالاتها حتى أصبحت تعني:

فنَّ القيادة العسكرية في مواجهة الظروف الصعبة، وحساب الاحتمالات المختلفة فيها،

واختيار الوسائل الرئيسة المناسبة لها.

والتكتيك عبارةٌ عن مجموعة من الخطط قصيرة الأجل المتتابعة التي تعتبر إستراتيجية عند تجميعها

معًا، وفن تطبيق الإستراتيجيات هو التكتيك الذي يعد بمثابة الطريقة المثلي للتنفيذ.

فالإستراتيجية هي: “مجموعة الأفكار والمبادئ التي تتناول ميدانًا من ميادين النشاط الإنساني بصورة

شاملة متكاملة، وتكون ذات دلالة على وسائل العمل ومتطلباته واتجاهات مساراته،

بقصد إحداث تغييرات فيه، وصولًا إلى أهداف محددة، كما أنها مجموعةٌ من الأفعال التي تهدفُ إلى

تحقيق الأهداف المرسومة، وحيث إن الإستراتيجية معنيَّة بالمستقبل، فإنها تأخذ بعينِ الاعتبار

احتمالات متعدِّدة لإحداثه، وتكون قابلة للتعديل وَفقًا للمستجدات،

كما تحتل الإستراتيجية موقعًا وسطًا بين السياسة والخطة،

وتستخدم الإستراتيجية في الدراسات المعنيَّة بأساليب التخطيط والتدبير والتنظيم.

وترجع جذور كلمة الإستراتيجية إلى كلمة (Strategos) باللغة اليونانية، والتي تعني:

“كيفية قيادة الجنرال للحرب”.

وقد تطوَّر هذا المفهوم عبر عصور التاريخ مع نموِّ المجتمعات البشرية وتعقدها،

وانطلاقًا من الجذور العسكرية لمفهوم الإستراتيجية تُعرف الإستراتيجية بأنها:

“علم تخطيط وتوجيه العمليات الحربية”.

كما تعرف بأنها: “علم وفن الحرب الذي يهدف إلى مواجهة العدو تحت ظروف تفوق قدرته،

وفقًا لموقف وقوة كل طرف”.

وتُعرف أيضًا بأنها خطة محكمة أو أسلوب لإنجاز نهاية معينة.

وقد ظل مفهوم الإستراتيجية ينتقلُ بصورة مباشرة بين الذين يقومون بوضعِ السياسة والتأهُّب للحرب

وإدارتها بصورة مباشرة، وذلك حتى نهاية العصور الوسطى.

وفي منتصف القرن الثامن عشر تم تنظيمُ بعض الأسس الإستراتيجية،

والتي كان يعبر عنها في ذلك الوقت بأنها: أسلوب يتضمن كل الأفكار العامة عن الحرب.

وفي نهاية القرن الثامن عشر كان مصطلح الإستراتيجية يعني:

العمليات التي يلجَأ إليها القادة لخداع العدوِّ، ثم تغيَّرت بعد ذلك نظرةُ القادة للحرب وتم اعتبار

الإستراتيجية “فن إدارة المعارك لكسب الحرب وتدمير العدو وَفْقَ الخطة الكاملة للحرب،

والتي ترسم المسارات المختلفة للحملات وتنظيم المعارك”.

وباختصار هي: منهجية لخطة شاملة تحدِّد كيفية تحقيق الرسالة والأهداف المستقبلية،

وتكمن أهمية الإستراتيجية بالتنبؤ بالمستقبل.

كما أنها: الإطار العام الذي تتبلور فيه الرسالة والرؤية والأهداف الإستراتيجية،

أو المرشد العام لأي نشاط خلال السنوات القادمة، وهي الطريق الموصل إلى أهدافه وغاياته،

وهي الأداة التي مِن خلالها تتحقق الرسالة المطلوب النهوض بها.

ثالثًا: تعريف الإدارة الإستراتيجية:

الإدارة الإستراتيجية هي: مجموعة من القرارات والممارسات والنُّظُم الإدارية التي تصدر من أعلى

مستوى في الإدارة لاتخاذ القرارات على أعلى مستوى

، والتي تحدد رؤية ورسالة المنظمة Vision & Mission في الأجل الطويل في ضوء مِيزاتها التنافسية

Competitive Advantage، وتسعى نحو تنفيذها من خلال دراسة ومتابعة وتقييم الفرص والتهديدات

البيئية Threats & Opportunities،

وعلاقاتها بالقوة والضعف التنظيمي Strengths & Weaknesses،

وتحقيق التوازن بين مصالح الأطراف المختلفة Stakeholders.

أو: هي علم وفن يهتم بتشكيل وتنفيذ وتقييم القرارات الوظيفية المتداخلة،

التي تمكن القائمين عليها من تحقيق أهدافها؛ حيث تركز على تحقيق التكامل.

أو: هي مجموعة القرارات والممارسات الإدارية التي تُحدِّد الأداء طويل الأجل بكفاءة وفاعلية،

ويتضمن ذلك وضع أو صياغة الإستراتيجية وتطبيقها وتقويمها باعتبارها منهجية أو أسلوب عمل،

وتحديد الاتجاه المستقبلي، وبيان ما تسعى إليه من خلال تحليل المتغيِّرات البيئية المحيطة،

واتخاذ القرارات الخاصة بتحديد وتخصيص الموارد المطلوبة لتحقيق ذلك، باعتبارها خطةً شاملة

لتحقيق الأهداف مِن خلال إطار عام يحكم السياسات بمختلف المجالات.

وتعتبر الإدارة الإستراتيجية هي قمة الهرم الإداري في الفكر والتطبيق، ويعتبر الفكر الإسلامي عمومًا

فكرًا إستراتيجيًّا في التفكير، وحتى في إصدار الأحكام؛ حيث يهتم اهتمامًا بالغًا بالمقاصد الشرعية

والنظرة إلى المآل في الأمور وقضية التوازن بين المصالح والمفاسد، وقضية اعتبار المصالح وغيرها

من أساسيات الفكر الإسلامي.

والإدارة الإستراتيجية هي رحلة شاقة وممتعة تمرُّ بمراحل ومحطات تسلمُ كل واحد منها إلى الأخرى،

إلى أن تنتهي الرحلة في النهاية، وقد ثم تحقيقُ الفوز، وتحقيق الهدف المطلوب.

كما أن الإدارة الإستراتيجية علمٌ له خطوات ومراحل متَّفق عليها في الفكر الإداري، فهي علم وفن؛

حيث يتمثَّل العلم في مجموعة من المبادئ المستقرة في الفكر الإداري، ويتمثل الفن في قدرة

المسؤول عنه على تطويع تلك المبادئ بما يتفق مع طبيعة الدعوة التي يعمل بها.

ويكمن جوهر الإدارة الإستراتيجية في التخطيط طويل المدى الذي يهدف إلى تخصيص الموارد وصولاً

إلى أهداف معينة.

رابعًا: خطوات التفكير الإستراتيجي:

1- الوضع المستهدف.

أ- الواقع الحالي.

ب- الفجوة.. المأزق.

2- الخطة الإستراتيجية.

التميز الإداري = القيادة الفاعلة + القوى البشرية المتطورة +

الإدارة الإستراتيجية + التقنية المتطورة + البيئة المحيطة.

خامسًا: عناصر الإدارة الإستراتيجية:

1- وضع صياغة الإستراتيجية:

الرؤية – الرسالة – الأهداف – الخطط – السياسات.

2- تطبيق تنفيذ الإستراتيجية:

البرامج أو المشروعات – الميزانيات – الإجراءات.

3- التقويم والرقابة:

تحديد مجالات القياس – وضع معايير الأداء – قياس الأداء – إجراءات التصحيح.

أ. الرؤية: تصورات، أو توجهات، أو طموحات لما يجب أن يكون عليه الحال في المستقبل؟

إلى أين نريد الذهاب؟ إلى أين نتجه؟ الوصول من واقعنا؟

ما هي تصوراتنا لما يجب أن يكون عليه الحال في المستقبل؟

وأما في صياغة الرؤية، فيكون: الاختصار، الوضوح، الشمول، الاتجاه، المنطق.

ب. الرسالة: الغرض أو السبب في وجودها ونشرها؛ لماذا؟

ج. الأهداف: النتائج النهائية للأنشطة، ما يجب إنجازه، ماذا؟

وإذا كان الهدف هو النهاية المطلوب الوصول إليها؛

فإن الإستراتيجية هي الطريق الموصل إلى هذه النهاية.

د. السياسات: خطوط عامة إرشادية لاتخاذ القرارات.

ه. المشروعات: الأنشطة أو المهام اللازمة لتحقيق خطة ذات غرض محدد (التجارة أنموذج).

و. الإجراءات: خطوات متتابعة تصف تفصيليًّا كيف تؤدى الأنشطة أو الأعمال.

سادسًا: مراحل الإدارة الإستراتيجية:

أولاً: مرحلة التصميم:

يطلق عليها أيضًا مرحلة التخطيط الإستراتيجي،

وتهتم مرحلة التصميم بوضع رسالة عامة، وتقييم البيئة الداخلية،

ومراجعة أوضاعها، ومن ثَم تحديد نقاط القوة والضعف، وكذلك البيئة الخارجية،

ومن ثَم أيضًا تحديد الفرص والتهديدات،

وبعد ذلك تحديد الفجوة الإستراتيجية ووضع الأهداف طويلة الأَجَل،

ووضع السياسات، واختيار أفضل الإستراتيجيات الكلية والوظيفة.

ثانيًا: مرحلة التطبيق:

تهدف هذه المرحلةُ إلى تنفيذ الإستراتيجيات، وتتضمَّن وضع الأهداف قصيرة الأجل،

ورسم السياسات وتخصيص الموارد البشرية والمادية،

وتوزيعها بين بدائل الإنفاق، كما تتطلب تهيئة الوضع من الداخل بما قد يتطلَّبه ذلك من تعديل الهيكل

التنظيمي وإعادة توزيع السلطات والمسؤوليات ووضع الأنشطة واهتماماتها،

وتحديد خصائص القُوى العاملة وتدريبها وتنميتها بما يساعد على تنفيذ الإستراتيجيات.

وفي حين تحتاج مرحلةُ التصميم إلى نظرة فلسفية، فإن هذه المرحلة تحتاج إلى نظرة عملية،

وقدرة على تحريك الموارد البشرية، وغير البشرية،

بطريقة منظَّمة ومرتبة تعمل على تنفيذ الإستراتيجيات التي وضعتْ في هذه المرحلة السابقة.

وأهم أسس نجاح هذه المرحلة هو تحقيق التكامل والتعاون،

بين الأنشطة والوحدات الإدارية المختلفة لتنفيذ الإستراتيجيات بكفاءة وفاعلية،

ويحتاج التطبيق إلى أفكار جديدة وخلاقة ليست تقليدية.

 

ثالثًا: مرحلة التقييم (تقييم الأوضاع):

تخضع كل الإستراتيجيات لعمليات تقييم ومراجعة للأسس،

والمعايير، والأداء، واتخاذ القرارات اللازمة لمعرفة مدى تناسبها مع التغييرات التي تحدث في البيئة

الداخلية، والخارجية ولتقييم مدى دقة التنبؤات التي تحتويها الخطط.

رابعًا: صياغة الإستراتيجية:

الرؤية (التوجه العام)، الرسالة، الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية (الوسائل المُنسَّقة التي تُتَّخَذ لبلوغ

نتيجة)، المحاور الأساسية، تخصيص الموارد المتاحة بدائل الخطط والبرامج،

والمهمة الوظيفية لكل فرد.

وتعني إيضاح وتمهيد الطريق الذي تعتقد أنه سيقود الفرد لتحقيق الغايات المنشودة،

ومن ثَم فهي ترسم رسالته، وتحدد غايته، وتوجه جهودها لتحليل العوامل والمتغيرات البيئية الخارجية

والداخلية، ومراجعة الظروف المحيطة بها بما يسهم في إنتاج الفرص، والتعرف على المخاطر

والتهديدات الخارجية وتحديد عناصر القوة والضعف الداخلية، هذا إلى جانب اختيار البديل الإستراتيجي

المناسب بعد استقراء الإستراتيجيات البديلة والمناسبة.

تتضمن عملية الصياغة الإستراتيجية تحديد كلٍّ من: المهمة، الرسالة، وضع البدائل الإستراتيجية.

1- الرسالة: يجب على المؤسس أو القائم على التنظيم أن يحدد لنفسه فكرًا ومفهومًا محددًا للتمييز به عن غيره.

2- هدف الإستراتيجية: وضع الأهداف طويلة الأجل: وهو ما يسعى الشخص لتحقيقه، ويجب أن تكون

الأهداف قابلة للقياس وواضحة.

3- السياسات: وهي تقسيم المبادئ على الزمن للوصول إلى هدف محدد، وهي تنبثق من

الإستراتيجية، وتشكل الخطوط العامة لاتخاذ القرارات وآليات لتنفيذ الإستراتيجيات.

4- البرامج: هي مجموعة من النشاطات أو الخطوات اللازمة لتحقيق خطة ذات غرض معين، فالبرنامج

يجعل الإستراتيجية ذات صيغة عملية.

سابعًا: التحليل الاستراتيجي Strategic Analysis:

ينطلق التخطيط الإستراتيجي من تحليل منهجي شامل من خلال معرفة الفرص، وتحديد التهديدات

الحالية والمتوقَّعة، ومعرفة عناصر القوة والضعف الذاتية الموجودة،

وتتطلب مرحلة التحليل تجميع كمٍّ هائل مِن البيانات والمعلومات للمساعدة في اتخاذ القرارات

السليمة، فالحقائق المتوافِرة لدى القائمين على التخطيط ستُؤثر بالتأكيد على التوجهات نحو القرار

المتخذ.

والتحليل الإستراتيجي هو تحليل دقيق لبُعْدين:

أ‌. تحليل البيئة الخارجية.

ب. تحليل البيئة الداخلية، وهذا ما استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في مجالات عدة مثل الغزوات.

ثامنًا: التنفيذ الإستراتيجي:

هو العملية التي يتم فيها ترجمة الإستراتيجية المصاغة إلى إجراءات عمل في إطار بناء نُظُم التخطيط

وتخصيص الموارد المادية، والبشرية، ونظام تقويم الأداء الإستراتيجي.

وأخيرًا:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُدرِك أن للدعوة أهدافًا يجب التخطيط لها، وصياغتها وتقييم نتائجها

الفعلية السابقة والحالية، وربطها بالنتائج المتوقعة المأمولة،

مع دراسة وتحليل إستراتيجية جوهر الرسالة وكيفية تحقيق الأهداف.

إنَّ تحديد وتوجيه المسارات الإستراتيجية، وصياغة الغايات والأهداف وتطوير أساليبها،

مع ربط الطموحات وتوجيه الموارد والإمكانيات مِن الاستخدامات الاقتصادية،

واتخاذ الإجراءات التصحيحية – يُؤدِّي إلى تعميق إحساس المسلمين بأهمية هذا العلم، وحتمية

الاستفادة منه في العصر الراهن،

ومعرفة سبله ومتطلباته؛ للاستفادة منه على الوجه الأكمل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

 

نلحظ في كل ما سبق بيانه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول إستراتيجي – إن جاز لنا التعبير –

قام بتنفيذ مناطِ هذا العلم الذي ما زال أربابه يقيمون قواعده.

وقد يرى البعض أن فيما ذكرنا تعسفًا في تأويل مناط هذا العلم وإسقاطاته على أفعال النبي صلى

الله عليه وسلم، ولكن الواقع والدراسة تؤكدان صحة ما ذهبنا إليه من أنه صلى الله عليه وسلم قام

بتحقيق مناط هذا العلم

السابق
مقالة عن خطبة خطر الشرك
التالي
صفات المؤمنين في القراَن

اترك تعليقاً