ماهى الأسس التي يقوم عليها الإيمان بالله جلّ جلاله

ثمماهى الأسس التي يقوم عليها الإيمان بالله جلّ جلاله

ماهى الأسس التي يقوم عليها الإيمان بالله جلّ جلالهماهى الأسس التي يقوم عليها الإيمان بالله جلّ جلاله , يدخلُ العبدُ في الإسلام بأصل الإيمانِ، كما وبه يكونُ اعتبارُ سائرِ الأعمال، وبصلاحِ ما في القلبِ أو فسادِهِ يكونُ صلاحُ

الأعمالِ أو فسادُها، ويقوم الإيمان بالله عز وجل على أسس من أهمها:

1 ـ الكفر بالطاغوت: فسِّرَ الطاغوتُ

بالشيطانِ، والساحرِ، والكاهنِ، والأصنام، وهذا تفسيرٌ لـه ببعـض أفرادِهِ، وإلاّ فالطاغوتُ يطلَقُ على كلِّ مَنْ طغى

وتجـاوزَ حَـدَّه، وادّعى حقـاً من حقـوقِ اللهِ التي تفرّدَ بها. كما (الطبري، 2001، ج3، ص218). قال تعالى:

{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} [البقرة :256]

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ *} [الزمر :17] وفي

ذلك إشارةٌ إلى أنَّ التطهيرَ مقدَّمٌ على التزكيةِ، وأنَّ تخليصَ القلبِ من أدرانه ونجاستهِ المتمثّلةِ بالمعتقداتِ الباطلةِ

وما يترتّبُ عليها من محبّةِ الطواغيتِ أو التعلُّق بهم واجبٌ، لحلول الإيمانِ بالقلبِ. (الجربوع، 2003، ج1، ص47)

2 ـ الإيمانُ بالغيب: قال تعالى: {الم *ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ

وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *} [البقرة :1 ـ

3]. والغيب: هو كلُّ ما غابَ عنك، وفي قوله: أي: آمنوا {الَّذِينَ يؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}، وملائكته، ورسله، واليومِ الآخر،

وجنته، وناره، ولقائه، وآمنوا بالحياة بعد الموت، وقد جمعَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم أصولَ الأمور الغيبيّة

بتعريفه للإيمانِ في حديث جبريل عليه السلام ـ حيث قال: «أنْ تؤمنَ باللهِ، وملائكتهِ، وكتبِهِ، ورسلِهِ، واليومِ الآخر،

وتؤمنَ بالقدرِ خيرهِ وشرِّه».(الطبري، 2001، ج1، ص101). 3

ثم امتثالُ الأوامرِ واجتنابُ النواهي: قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *} [الذاريات :56] ففي هذه

الايةِ بيانٌ للحكمةِ التي خلق الله الناسَ من أجلِها، كما وهي أنْ يكلِّفَهم بعبادته، بالامتثال لأوامره، والانتهاء عن نواهيه،

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ *}

[البقرة :208] والسلم:

هو الإسلام، والمراد: بكافة: أي جميع شرائع الإسلام، ففي الايةِ يدعو الله المؤمنينَ إلى الأخذِ بجميع شرائع

الإسلام، وإقامةِ جميع شرائع الإسلام، وإقامةِ جميعِ أحكامهِ وحدودهِ، دون تضييعِ بعضِه، والعملِ ببعضه.

4 ـ الإخلاص لله في العبادة: قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا *} [الإنسان :9] .

وقال تعالى:

{هُوَ الْحَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[غافر: 65]. وقال تعالى: {أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر :3]

فالإخلاصُ شرطٌ في صحّةِ العبادةِ، وأساسٌ مهّمٌ من أسس الإيمان، ومن دونه لا يدخلُ العبد في ولايةِ اللهِ، ولا

يقْبَلُ منه عمل، ولا يَتَحَصَّلُ على ثمراتِ الإيمان وكراماتِهِ التي وعدَ بها عبادَه المؤمنين.(الطبري، 2001، ج2،

ص324). 5 ـ صدق المتابعة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ

لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا *} [الاحزاب :21] هـذه الآية الـكريمـةُ أصـلٌ كبيـرٌ في التـأسِّـي

برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، وقال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً

صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا *} [الكهف :110] . وهذان ركنا العمل المتقبَّل لابدّ أن يكون صواباً خالصاً.

فالصواب: أن يكون على السنّةِ، وإليه الإشارةُ بقوله: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا} والخالص: أن يخلصَ مِنَ الشركِ

الجليِّ والخفي، وإليه الإشارةُ بقوله: كما (وَلَا يشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). 6 ـ العلم: قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات

وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ *} [الانعام :55] فالعلمُ أساسٌ هامٌّ في الإيمان بالله، وركنٌ بارزٌ في دعوة النبيِّ صلى

الله عليه وسلم، قال تعالى: كما {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ

الْمُشْرِكِينَ *}[يوسف: 108] فدلّتْ هذه الاية على أنَّ طريقَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقوم على ثلاثةِ أمورٍ:

الأول ـ التوحيدُ الخالِصُ، القائم على فعل الطاعات، واجتناب المحرمات، مع الإخلاص لله في ذلك. والثاني ـ الدعوة

إلى التوحيد. والثالث ـ العلمُ والبصيرةُ في ذلك كله.(ابن كثير، 1999، ج6، ص392) وقد بين سبحانه أنّ التعليم من

أخصِّ وظائفِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنّه أخرج به المسلمين من الضلال المبين، فقال سبحانه:

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي

ضَلاَلٍ مبِينٍ

*} [الجمعة :2] . فيجب علينا أن نعلم أهم المسائل هي: الأولى ـ العلم، وهو معرفةُ الله، ومعرفةُ نبيه صلى الله

عليه وسلم، ومعرفةُ دين الإسلام بالأدلّةِ. والثانية ـ العمل به. والثالثة ـ الدعوة إليه. والرابعة ـ الصبر على الأذى

فيه. والدليل قول الله تعالى في سورة العصر: {وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خسْرٍ *إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } إنّ العمل الصالح يقومُ على الإيمان، والإيمانُ يقوم على التوحيدِ، والإيمانُ الذي

يريده الله هو الإيمانُ الحيُّ لفاعِلُ، هو الإيمانُ المؤثّر النامي، كما هو الإيمانُ القائِدُ الموجِّه… الإيمانُ الذي ينفعُ صاحبَه،

ثم هو الإيمان الذي ينغرِسُ في قلبه، فينمو ويزدهر، وينير ويضيء، ويزين هذا القلب بزينته، ويملؤه في كل جوانبه

وزواياه، الإيمان الذي يمدُّ أغصانَه وفروعه على كيان هذا المؤمن ووجوده، ويلقي ظلالَه على حياتِهِ وواقعِهِ،

ويعطي ثمارَه له في ليلِه ونهارِه، الإيمانُ الذي عاشه المؤمنون الصادقون العاملون من الأنبياء والأولياء الصالحين،

هو الذي تَنْتُجُ عنه الأعمالُ، ويضْبَطُ به السلوكُ، ويَصْلُحُ به الواقعُ، وتستقيمُ به الحياةُ، الإيمانُ المعبِّرُ هو الذي يبعثُ

على الهمّةِ، والنشاطِ، والسعي، والجهد، والمجاهدة، كما والجهاد، والتربية، والاستعلاء، والعزة، والثبات، واليقين.

(بن عبد الوهاب،2007، ص 525)

 

السابق
ماهو حكم دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وطرقها
التالي
ما هو فضل شهر رجب

اترك تعليقاً