ماذا يعني تعظيم شعائر الله
ماذا يعني تعظيم شعائر الله … هو احترام وتقدير واجلال وتأدية الشعائر على أكمل هيئة يمكن للعبد تأديتها، وأن ينتقي العبد أفضل ما يؤديه لله سبحانه و تعالى
فمن يقوم بهذا الأمر ويدرك أهمية اجلال شعائر الله تعالى وعباداته فهذا معناه تقوى قلبِهِ وصلاحه
حيث قال الله سبحانه وتعالى أن من يعظم حرمته، كان هذا مؤشرا ودليل على مدى تقواه وصحة إيمان هِ وحسن داخله وطهارة قلبِهِ.
حيث أن تقدير هذه الشعائر يتأتى من تعظيم الله سبحانه وتعالى وإجلاله، وذكر الإمام الواحدي
في تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
توضح الآية الكريمة أن الهدي يجب أن يكون بشروط معينة، مثل أن يختار السمين منها
فإذا فعل كان ذلك علامة من علامات التقوى والصلاح، وذكر الإمام البغوي في تفسير قول الله تعالى: “{ذَٰلِكَ}
هو ما ذَكرناه من البعد عن الرجس وشهادة الزور.
{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، ذكر ابن عباس رضي الله عنه : {شَعَائِرَ اللَّهِ}
أن المقصود من شعائر الله هو البدن والهدي، وأصل الكلمة من الإشعار
وهو إعلامها ليعرف أنه يعظمها ويجلها وقال أيضا اختيار السمين منها وحسن الهيئة
وقيل أيضا: {شَعَائِرَ اللَّهِ} هي أعلام الدين، {فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}؛ يقصد به أن تعظيمها واجلالها يعد من تقوى وصلاحها”.
مظاهر البيان في الآية الكريمة {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}
ومن مظاهر بيان القرآن الكريم وفصاحة لغته في الآية الكريمة أن بدأ بالعموم
ثمَ التخصيصٍ في مواضع أخرى لهذا العموم، فيدخل أجزاءً من التعميم التخصيص، لنجد أن هذا الجزء يدخل بشكل قطعي في العموم.
ولا يمكن أن يتم إخراجه بمخصّص، ويعد من الأمثلة الواضحة على ذلك في قول الله تعالى:
{ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ}، فهذه الآية تتصف بالعموم في كل شعائرِ الله سبحانه تعالى، ثم جاء نصا على
أن الهدي مما يدخل في العموم. فأصبح بعضا منها ويدخل في هذا العموم قطعا
والنص الذي ذكر تخصيص هذا العموم هو قول الله سبحانه وتعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ}
فتذكر هذه الآية الكريمة تعظيم الهدي واختيار الحسن منها، واختيار السمين.
فقد كان السابقون في زمن رسول الله يحسنون اختيار الأضاحي وينتقون السمين منها
والأفضلَ لأنهم أدركوا أن هذا الأمر يعد من إجلال شعائرِ الله
كما أتى التخصيص نصا أيضًا ثم إدخال جزءٍ في هذا العموم وهو الصفا والمروة كما جاء في قوله سبحانه و تعالى:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ الله}.
فتعظيم الشعيرة التي نص الله عليها في تلك الآية الكريمة يدل على أهمية السعي بين الصفا والمروة
حيث أنها تعد من الشعائر التي يجب تعظيمِها وجلالها.
وذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الحج: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}
وهناك اختلاف بين المقصود من حرمات الله في تلك الآية الكريمة.
وشعائر الله التي ذكرت في قول الله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ}
وذكرنا أن المقصود من شعائر الله تعالى هي أركان الدين البارزة وأحكامه ومظاهره
وأما حرمات الله المقصودة في هذه الآية هو كل ما جعل الشرع لَه حرمة
تعظيم شعائر الله من مظاهر التقوى
ذكر الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة: ﴿ذَلِكَ وَمَن يعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقلوبِ﴾
فقد جعل الشرع الحكيم الأمور البارزة وهي اجلال شعائر الله دليل على معتقد داخلي يكنه الإنسان
وهو تقوى الله تبارك وتعالى والتعظيم في اللغة العربية يعني: هو كل ما دل على التكبير والقوة والإجلال
ومعنى الشعيرة في اللغة العربية: هي كل علامة دلت على شيءٍ بارز وظاهر للحواس.
أقوال الأئمة في معنى الشعائر
يذكر أن المعنى الاصطلاحي للشعائر هو كما قال ابن عباس رضي الله عنه:
هي أركان الحج من ذبح الهدي ورمي للجمرات والطواف بالكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بجبل عرفة
ذكر الإمام الطبري: ما أخبر الله به عباده من أنور الدين الظاهرة إلا ليجعلوها ويعظمونها
وقال أيضا معالم الدين التي جعلها الله سبحانه وتعالى ظاهرةً لعباده ليؤدوا العبادة كما أخبرنا بها.
قال عطاء: هي تنفيذ ما أمرنا الله بالقيام به واجتناب ما يغضبه.
ذكر الإمام الرازي: كل ما جعل من أعلام الطاعة فهو من شعائر الله
قال الإمام السعدي: هي الأعلام الدينية البارزة التي أخبر الله بها عباده.
أمثلة تعظيم شعائر الله
هناك العديد من الأمثلة لتعظيم شعائر الله التي تدل على مدى إيمان المسلم واستسلامه لأوامر الله
وخوفه من غضبه سبحانه وتعالى، ويظهر تنفيذ تلك المزاهر مدى تعلق العبد بطاعة الله سبحانه وتعالى وحبه للعبادة
ونذكر بعض الأمثلة لتعظيم شعائر الله: