ماذا يعني البعث في الإسلام

ماذا يعني البعث في الإسلام

ماذا يعني البعث في الإسلام

ماذا يعني البعث في الإسلام … اليوم الآخر هو نهاية الزمان المحدود وآخر أيام الدنيا، ويعرف بيوم القيامة، ومن مقدماته الحياة البرزخية بعد الموت

 

مفهوم البعث والجزاء

يعرّف البعث والجزاء كما يأتي:

  • مفهوم البعث: يقال للنّاقة بعثتها؛ أي أثرتها بعدما كانت جالسة وساكنة، وأمّا في الاصطلاح:
    فهو إحياء الله -تعالى- الموتى وإخراجهم أحياءً من قبورهم للحساب والجزاء
    وهناك علاقة بين المعنى اللغويّ والاصطلاحيّ؛ وهو أنَّ من معاني البعث لغةً الإثارة لِما كان ساكناً
    وهذا ما يحصل للخلائق عند بعثهم من قبورهم، فيحييهم الله -تعالى- بعد موتهم
    وهنا تكون إثارتهم؛ أيّ تحركّهم بعد سكونهم، وهذا هو المعنى الاصطلاحي
    فيقوم النّاس جمعيهم لله -تعالى-، ثمّ يحشرون في مكانٍ واحدٍ حفاةً عراة كما جاء في الأحاديث.
  • مفهوم الجزاء: الجزاء هو الحِساب، وهو وقوف النّاس يوم القيامة بين يدي الله -تعالى-
    ليجازيهم على ما قدّموه من الأعمال في حياتهم الدنيا، ويكون هذا الوقوف لجميع البشر
    للمؤمن، والكافر، والعاصي، فيَعرض الله -تعالى- عليهم أعمالهم وأقوالهم، ويجازيهم عليها
    فتكون الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة، ويجازى على السيّئة بمثلها
    ويعطى الصّالح كتابه بيمينه، ويُعطى غير الصالح كتابه بشماله، وقد ذكر الحساب في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهم)
    ويشمل الحساب إقامة الحُجج والبراهين عليهم، وشهادة الشهود، وقد يكون الحساب عسيراً، وقد يكون يسيراً.

 

كيف يكون الإيمان بالبعث والجزاء

يكون الإيمان بالبعث والجزاء من خلال التّصديق الجازم بأنّ الله -تعالى- سيخرج النّاس أحياءً من قبورهم
ثمّ يجمعهم ويجازيهم على أعمالهم، فمن كان مطيعاً لربّه فإنَّ حسابه يسير
ومن كان من أهل الشّرك والمعاصي فحسابه شديد عسير، وقد ورد دليل البعث في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (ثمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ* ثمَّ إِنَّكمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تبْعَثونَ)
وأمّا ما يدُلّ على الحساب فقوله -تعالى-: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا* وَيَنْقَلِب إِلَى أَهْلِهِ مَسْرورًا* وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ* فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا* وَيَصْلَى سَعِيرًا).

ويعدّ الإيمان بالبعث والجزاء جزءاً من الإيمان باليوم الآخر؛ والذي يعدّ ركناً من أركان الإيمان
فيجب على الإنسان الإيمان بهما؛ لأنّها ممّا أخبر به النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- عنهما من الأمور الغيبيّة،
وقد دلّ على وجوب الإيمان بهما الكثير من الأدلّة في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، وإجماع الأمّة،
كما أنّ إيمان المسلم بالله -تعالى- يَستلزم الإيمان بالبعث والجزاء والحساب.

 

متى يكون البعث والجزاء

يكون البعث والجزاء يوم القيامة، وهذا اليوم لا يعلم موعده إلّا الله -تعالى-، ويجبُ الإيمانُ به؛ لأنّه ركن من أركان الإيمان
وقد جاء في القرآن الكريم ذكر للأمور الغيبيّة التي يجب على الإنسان الإيمان بها، ومنها البعث والجزاء والحساب، حيثُ لا مجال للعقل الاجتهاد فيها أو في وقت حصولها

 

ثمرات الإيمان بالبعث والجزاء

إنّ للإيمان بالبعث والجزاء العديد من الثّمرات، نذكرها فيما يأتي:

  • دفع المؤمن إلى العمل الصالح؛ حيث ربط الله -تعالى- بينهما في كثيرٍ من الآيات، كقوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)
    بالإضافة إلى انتباه الإنسان وعدم غفلته أو نسيانه للآخرة أو تثاقُلهِ عن طاعة الله -تعالى-.
  • النَّظر إلى حقيقة الدُّنيا وأنّ نعيمها زائل، ولا يُقارن بالآخرة ونعيمها.
  • الابتعاد عن المعاصي بسبب إيمان المسلم بالبعث والجزاء، والمسارعة في فعل الطاعات، والحرص عليها، وفيه تسلية للمسلم عمّا يفوته من أُمور الدُّنيا بما يتذكّره من نعيم الجنّة.[١٢][١٧]
  • الصّبر على المصائب والأذى، واحتساب الأجر والثواب عند الله -تعالى
السابق
حكم صوم يومي السبت والجمعة
التالي
السيدة نفيسة بنت الحسن رضي الله عنها

اترك تعليقاً