ماذا تعرف عن أبو نصر تاج الدين ..من هو تاج الدين السبكي

ماذا تعرف عن أبو نصر تاج الدين ..من هو تاج الدين السبكي

ماذا تعرف عن أبو نصر تاج الدين ..من هو تاج الدين السبكيماذا تعرف عن أبو نصر تاج الدين ..من هو تاج الدين السبكي ,من هو تاج الدين السبكي؟

هو فقيه، ومحدث، ومؤرخ، وقاضي القضاة في العصر المملوكي.

وهو الإمام العلامة قاضي القضاة شيخ الإسلام ومفتي الأنام، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن

تمام بن سوار بن سُليم السُّبكي الخزرجي الأنصاري، ويُكنى بأبي نصر، أما لقبه فهو تاج الدين، احتل مكانة

مرموقة، ومنزلة عالية وبارزة في ذلك العصر لسعة علمه، وإتقانه العديد من العلوم الشرعية، فكان من كبار

الفقهاء على المذهب الشافعي، والذين كرسوا حياتهم في تأييده والدفاع عنه، ومع ذلك فقد كان من أشد

الكارهين للتعصب المذهبي، وقد أجاز الأخذ من بقية المذاهب عند المصلحة أو الحاجة لذلك، وإلى جانب علمه

الغزير، فقد تولى العديد من المناصب الهامة وهو لا يزال في عمرٍ صغير، كما جلس للتدريس، والإفتاء، وتولى

خطابة الجامع الأموي، ومنصب قاضي القضاة في مصر.[١][٢]

مولد تاج الدين السبكي ونشأته

ولد تاج الدين السبكي في قرية سُبُك التابعة لمحافظة المنوفية في العاصمة المصرية، في عام 727 هجري،

وفي رواياتٍ أخرى في عام 729 هجري أو 728 هجري، إلا أنّ التاريخ الأول هو الأكثر ترجيحًا عند المؤرخين، وتعود

جذوره إلى الأنصار من الخزرج، والده هو تقي الدين السبكي قاضي القضاة وأحد أبرز العلماء والفقهاء في ذلك

العصر، وجده لأمه هو الخضر بن الحسن بن علي الوزير قاضي القضاة، وهذا يعني أنّ تاج الدين قد ولد ونشأ في

بيئة علمية، مما كان له الأثر الكبير في تكوين شخصيته العلمية وصقلها.[٣]

تعليم تاج الدين السبكي وثقافته

تلقى تاج الدين تعليمه الأولي في القاهرة على يد والده تقي الدين، فحفظ القرآن الكريم، ودرس علوم العربية، والعقيدة، وأصول الفقه، وغيرها العديد من العلوم، وإلى جانب والده فقد درس تاج الدين على يد كبار علماء مصر في ذلك الوقت، من أمثال يحيى بن يوسف المصري، وعبد المحسن بن الصابوني، والحافظ أبي الفتح بن سيد الناس.

في عام 739 هجري، تولى والده قضاء الشام، فرحل تاج الدين مع عائلته إلى دمشق، حيث سمع لكبار علمائها، وقد أجازه العديد منهم، كما أذن له ابن النقيب بالإفتاء، وهو لا يزال لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره.

ولقد استطاع تاج الدين على الرغم من صغر سنه الإلمام بالكثير من العلوم والمعارف، حتى عُد موسوعة علمية متكاملة، ومما يدل على ذلك كتبه ومؤلفاته الضخمة التي خلفها من بعده، ومن العلوم التي برع وبرز فيها علم الحديث، وعلم الكلام، فقد اتبع مذهب الأشاعرة من أهل السنة، وعلم المنطق، والذي من أهم كتبه فيه كتاب “شرح مختصر ابن الحاجب”.

كما برع في أصول الفقه والقواعد الفقهية، وله مصنف مشهور فيه تحت عنوان “الأشباه والنظائر”، وأجاد التأليف بعلوم الفقه، إذ له العديد من المؤلفات التي كانت مليئة بالفتاوى والمسائل المنقولة عنها، إضافةً إلى إبداعه في علم التاريخ، والنحو، ومن جهةٍ أخرى، فقد كان تاج الدين أديبًا بارعًا، وشاعرًا فصيحًا، ذو أسلوب لغوي رصين، ودقة في التعبير، ورقة وعذوبة شعرية قلما وُجِدت عند غيره من الشعراء. [٤]

المناصب التي تولاها تاج الدين السبكي

تقديرًا لمكانة تاج الدين العلمية فقد تم تكليفه بالعديد من المناصب الرفيعة منها منصب توقيع الدست بالنيابة عن نائب دمشق، وتولى نيابة الحكم عن أبيه، إذ عين قاضيًا للقضاة في مصر لمدة من الزمن، كما عاد إلى التدريس في العديد من مدارس دمشق، واشتغل في الإفتاء، وتولى خطابة الجامع الأموي.

في عام 756 هجري، تولى القضاء خلفًا لوالده، كما تبوّأ رياسة القضاء، وقد تميز تاج الدين بعدله وصرامته في الحق، فكان لا يخاف في الحق لومة لائم، مما عرضه للعديد من المحن الشديدة من قبِل الحاسدين والمخالفين له في آرائه، حيث تم عزله من القضاء، وإيداعه السجن في قلعة دمشق لمدة ثمانين يومًا، إلا أنّه صبر على محنته هذه حتى أظهر الله براءته، فخرج من السجن، وعادت إليه مكانته المرموقة، وعاد إلى ممارسة عمله معززًا مكرمًا.[٢]

شيوخ تاج الدين السبكي وتلاميذه

تلقى تاج الدين العلم على يد كبار علماء زمانه في القاهرة ودمشق، نذكر منهم:[٥]

شمس الدين الذهبي.
جمال الدين المزي.
الإمام النحوي أبو حيان.
زينب بنت الكمال.

أما عن تلاميذه فقد كان للإمام تاج الدين العديد من التلاميذ وطلاب العلم الذين درسوا على يديه في مدارس دمشق، ومن أشهرهم الإمام ابن الجزري، والشيرازي، والحموي، واللخمي، والسلمي، والكناني، وغيرهم الكثير.[٦]

أبرز مؤلفات تاج الدين السبكي

ألف تاج الدين السبكي الكثير من المصنفات في مجالات العلوم المختلفة، حيث ترك إرثًا علميًا ضخمًا، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر:[٧]

نونية في العقائد (علم الكلام).
السيف المشهور في شرح عقيدة أبي منصور (علم الكلام).
التوشيح على التنبيه والمنهاج والتصحيح (الفقه).
أرجوزة في الفقه.
تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للغزالي (مؤلفات حديثية).
قاعدة في الجرح والتعديل وقاعدة في المؤرخين (مؤلفات حديثية).
طبقات الشافعية الصغرى، والوسطى، والكبرى (التاريخ والطبقات).
تكملة الإبهاج في شرح المنهاج (أصول الفقه).
جمع الجوامع (أصول الفقه).

كتاب طبقات الشافعية الكبرى

يُعد هذا الكتاب أحد أهم كتب التراجم التي تناولت ترجمة علماء وفقهاء الشافعية، حيث بدأ المؤلف الكتاب بترجمة حياة الإمام الشافعي وتلاميذه، ومن ثم انتقل إلى طبقات الشافعية في كل قرن، وصولًا إلى منتصف القرن الثامن الهجري أي قبل وفاة تاج الدين، وقد اشتملت الترجمة على ذكر اسم الفقيه ونسبه، ثم روايته ودرجته بين أهل العلم، وأخيرًا يذكر شيئًا من مآثره، علمًا أنه انتهى من تصنيفه في عام 766 هجري، ثم قام باختصاره في كتاب الطبقات الوسطى، ثم إلى كتاب الطبقات الصغرى؛ ليسهّل على القارئ مطالعته، وليتناسب مع جميع مستويات القراء.[٢][٨]

وفاة تاج الدين السبكي

توفي تاج الدين السبكي في السابع من ذي الحجة من عام 771 هجري، عن عمرٍ يناهز 44 سنة، نتيجة إصابته بالطاعون، وقد دفن في المقبرة الواقعة في سفح قاسيون في الشام.[٩]

السابق
فقهاء وأئمة ..من هو الإمام عبد القادر الجيلاني
التالي
ماذا تعرف عن شعيب بن ميكائيل..نبذة عن شعيب بن ميكائيل

اترك تعليقاً