كُلُّ مَعْروفٍ صَدقة

كُلُّ مَعْروفٍ صَدقة

كُلُّ مَعْروفٍ صَدقة الصَدَقة في هَدْي وسُنَّة نبينا صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على بذل وإنفاق المال فحسْب كُلُّ مَعْروفٍ صَدقة

<yoastmark class=

بل تتعداها إلى الكثير من الأمور التي يقدر على فعلها الغني والفقير، والكبير والصغير. والسيرة النبوية كُلُّ مَعْروفٍ صَدقة

فيها الكثير من المواقف والأحاديث التي تدلنا على أبواب هذه الصدقات التي لا يُنْفَق فيها درهم ولا دينار، ومن ذلك كُلُّ مَعْروفٍ صَدقة

1 ـ الصدقة على المُصلي المنفرد بالصلاة معه:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصرَ رجلًا يصلِّي وحْده فقال: ألا رجُلٌ يتصدَّقُ على هذا فيصلِّيَ معه) رواه أبو داود. وفي رواية: (أن رجلاً دخل المسجد وقدْ صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ يتصدق على ذا فيصلي معه؟ فقام رجلٌ من القوم فصلى معه).
قال الهروي: “(ألا رجل يتصدق على هذا) أي: يتفضل عليه ويحسن إليه، (فيصلي معه): ليحصل له ثواب الجماعة، فيكون كأنه قد أعطاه صدقة، وفيه دليل على أن دلالة أحد على الخير وتحريضه عليه صدقة.. سماه صدقة لأنه يتصدق عليه بثواب ست وعشرين درجة، إذ لو صلى منفردا لم يحصل له إلا ثواب صلاة واحدة”.

2 ـ صلاة الضحى:

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى (عظم الأصابع، والمراد به العظام كلها) مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تسْبِيحَةٍ صدقة،ثم وكل تحْمِيدَةٍ صدقة، وكل تهْلِيلةٍ صدقة، وكل تكْبيرةٍ صدقة، وَأَمْرٌ بالمَعروف صدقة، ونهْيٌ عَنِ المُنْكرِ صدقة، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى) ثم رواه مسلم. قال القاضي عياض: “قوله: (ويجزئ من ذلك ركعتان من الضحى) أي: يكفى من هذه الصدقات عن هذه الأعضاء، إذ الصلاة ثم عمل لجميع أعضاء الجسد، ففيه بيان عظيم في فضل صلاة الضحى، وجسيم أجرها”.

3 ـ إماطة الأذى عن الطريق:

عن أَبي بَرْزَة الأَسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمِطِ (أزِل) الأذى (ما يؤذي) عن الطريق فإنه لك صدقة) رواه أحمد. وفي رواية للترمذي: (وإماطتُكَ الحجرَ والشَّوْكَ والعظم عنِ الطريق لك صدقة).

4 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ بعلم وحِكْمَةٍ ورفق ومراعاة للمصالح والمفاسد ـ صدقة من الصدقات. عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأمرُكَ بالمعروفِ ونَهْيُكَ عن المنكرِ صدقة) رواه الترمذي.

5 ـ تبسمك في وجه أخيك:

عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تَبَسُّمُك في وَجْه أَخِيك لك صدقة)

رواه الترمذي. قال المناوي: “(تبسُّمك في وجه أخيك) أي في الإسلام، (لك صدقة)  ثم يعني

: إظهارك له البشَاشَة، والبِشْر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصَّدقة”.

6 ـ الكلمة الطيبة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الكلمة الطيبة صدقة) رواه البخاري

  • . قال ابن حجر: “قال ابن بطال: وجه كون الكلمة الطيبة صدقة: أن إعطاء المال يفرح به قلب الذي يعطاه ويذهب ما في قلبه، وكذلك الكلام الطيب ثم فاشتبها من هذه الحيثية”.

7 ـ التسبيح والتحميد والتكبير:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: 
  • ثم ذهب أهلُ الدُّثورِ (أصحاب الأموال الكثيرة) بالدرجات العُلى والنعيم المقيم،

فقال: وما ذاك؟ قالوا: يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق.

  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم

قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين ثم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمع إخواننا

  • أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) رواه مسلم.
  • قال ابن الجوزي: ثم”وهذا الحديث يتضمن شكوى الفقراء وغِبْطَتُهُم للأغنياء، كيف ينالون الأجر بالصدقة،
  • ثم وهم لا يقدرون، فأخبرهم أنهم يثابون على تسبيحهم وتحميدهم وأفعالهم الخير كما يثاب أولئك على الصدقة”.

8 ـ الصبر على الذي عليه دَيْن:

  • إنظار وإمهال الذي عليه دَيْن صدقة ثم للدائن بكل يوم ينظره فيه هذا إذا كان الدَيْن لم يحل وقت سداده،

أما إذا جاء وقت سداد الدَّيْن ثم وأنظره صاحب الدَّيْن فله بكل يوم ينظره مثليه صدقة مضاعفة له في الأجر.

9 ـ الغرْس والزرع:

  • قال القاضي عياض: “الحديث: فيه الحض على الغرس واقتناء الضياع، كما فعله كثير من السلف،ثم خلافًا لمن منع ذلك. واختصاص الثواب على الأعمال

بالمسلمين دون الكفار. وفيه أن المسبب للخير أجرٌ بما تنفع به، كان من أعمال البر أو مصالح الدِين”، وقال الشيخ ابن عثيمين: ” ففي هذا الحديث حث على الزرع، وعلى الغرس، وأن الزرع والغرس فيه الخير الكثير،

” في هذا الحديث من الفقه: أن الله تعالى يحتسب للعبد أعمال البر مضاعفة وبما ينتهي إليه،ثم وكل ما يبلغ من مبالغها، فإن من غرس شجرة

  • كان له ثواب كل من أكل منها، واستظل بظلها، أو اهتدى في الطريق بها أو غير ذلك، فكذلك إذا زرع زرعا.
  • وفيه أيضا: أنه إن أكل من ذلك آدمي حسب بذلك صدقة، وكذلك إن أكل منه طائر أو بهيمة؛ لأن الكل خَلْق الله تعالى”.

10 ـ ومن الأمور كذلك التي حثنا النبي صلى الله عليه وسلم

عليها وأمرنا بها في أحاديث كثيرة ـ وهي من باب الصدقات بلا إنفاق مال ـ: إِرْشَادُك الرَّجُل

  • في أرْض الضَّلال لك صدقة (مَن أرشَد إنساناً ضالًّا إلى الطَّريقِ الذي يريده، كان له كأجرِ صدقة)،

، وعَدْلك (إصلاحك بالعدل)

  • بيْن الاثْنيْن صدقة، ثم وإعانتك الرَّجُل علَى دابَّتِه بأن تحمله عليها،ثم   أوْ تَرْفع عليها متاعَه صدقة،

والشربة من الماء، وعيادة المريض صدقة، واتباع الجنازة صدقة ثم

  • ، وتسليمُك على الناس صدقة، وردُّك السلام صدقة.. بَلْ وكفُّك الشرَّ والأذى عن الناس صدقة منك على نفسك.”.
السابق
النحلة في المنام وتفسير رؤية النحل
التالي
أبْشِرْ ، أبْشِروا ، بشِّرُوا

اترك تعليقاً