كيف فتحت القسطنطينية

كيف فتحت القسطنطينية

كيف فتحت القسطنطينيةكيف فتحت القسطنطينية مدينة تاريخية، وهي عاصمة الدولة البيزنطية التي تأسست عام 330م، على يد الإمبراطور قسطنطين ولذلك سميت باسمه، وفيها مقر بطريركية الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وتسمى كاتدرائية آيا صوفيا، تقع المدينة في موقع استراتيجي ما أعطاها قيمة تاريخية كبيرة، إذ إنّها أقيمت فوق تلال يحيط بها البحر من 3 جهات، حيث يطل عليها من الشمال البحر الأسود أو القرن الذهبي، من الشرق مضيق البوسفور، ومن الجنوب بحر مرمرة، كما أنها تتميز باعتدال مناخها وانخفاض درجات الحرارة فيها خلال فصل الصيف، وارتفاع نسبة تساقط الأمطار والثلوج.

تأسيس مدينة القسطنطينية

تأسست المدينة على يد اليونانيين عام 657ق.م، وكانت تسمى حينها مدينة بيزنطة، وعندما أصبحت تحت الحكم الروماني بقيادة الإمبراطور بيزنطين قام بترميمها وتزييتها بالتماثيل وحصنها بالأسوار العالية، وبعد افتتاحها مرة أخرى أصبحت زاخرة بالتجار والأغنياء الذين أقاموا فيها وبدأوا بإقامة مشاريع تجارية كبيرة ما جعل السكان يتوافدون إليها للعمل، وبهذا ازدهرت المدينة ازدهاراً كبيراً.

محاولات فتح القسطنطينية

كانت هناك العديد من الحملات التي تم إرسالها من قبل المسلمين لفتح القسطنطينية والتي بدأت منذ العصر الأموي في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، فقد أرسل حملتين لفتح القسطنطينية، كانت الأولى عام 49هـ والثانية عام 54هـ والتي استمرت 7 سنوات، ومع ذلك لم تسقط المدينة، فعاود المسلمون إرسال حملات جديدة في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك، الذي أرسل حملة جديدة عام 99هـ، ومع ذلك لم تسقط المدينة أيضاً.

أعاد المسلمون إرسال الحملات من جديد في بداية العصر العثماني، فقد حاصر الخليفة بايزيد الأول، والخليفة مراد الثاني المدينة ولم تفلح حملاتهما أيضاً إلى أن استلم الخليفة محمد الثاني الحكم، وهو ابن الخليفة مراد الثاني، وقد سمي محمد الفاتح.

فتح مدينة القسطنطينية

بناء قلعة الأناضول

بنى السلطان بايزيد الأول قلعة حصينة على ضفة مضيق البسفور من الجهة الآسيوية اسمها قلعة الأناضول، لحماية المنطقة، وبدأ السلطان محمد الفاتح ببناء قلعة على الجهة المقابلة من المضيق في الجهة الأوروبية اسمها روملي حصار، هذا ما دفع الإمبراطور الروماني إلى الحديث مع السلطان محمد الفاتح عن العدول عن إتمام البناء فرفض ذلك، فأرسل الإمبراطور العديد من الحملات لمضايقة عمال البناء لوقف العمل، الأمر الذي دفع السلطان إلى إعلان الحرب على مدينة القسطنطينية.

يوم الفتح

أعد السلطان محمد الفاتح العدة لشن الحرب على القسطنطينية، فقد جهز الجيش ووضع الخطط الحربية، وبنى السفن الحربية، وفي النهاية جمع جيشاً يتكون من 265.000 مقاتل من المشاة والفرسان، معهم المدافع الضخمة وتوجّهوا إلى القسطنطينية فحاصرها مدة 53 يوماً، وفي هذه الفترة استشهد العديد من الجنود المسلمين ولحقت بالبيزنطيين خسائر كبيرة.

بدأ يوم الفتح والذي صادف يوم الثلاثاء 20 من شهر شهر جمادى الأولى سنة 857هـ الموافق 29 مايو من سنة 1435م، بدأ الهجوم على القسطنطينية في الساعة الواحدة صباحاً، وذلك بعد أد صدرت الأوامر بذلك فبدأ المسلمون بالتكبير والتهليل، ما ألقى الخوف والرعب في قلوب البيزنطيين فبدأوا بدق النواقيس وعلت أصوات أجراس الكنائس، وقد التجأ عدد كبير منهم إليها للاختباء، وقد كان الهجوم برياً وبحرياً في الوقت نفسه.

بدأ المسلمون بإطلاق وابل كبير من القذائف والسهام باتجاه أسوار المدينة

لشل حركة المدافعين عن الأسوار، وبعد مناوشات طويلة بين الطرفين

وسقوط عدد كبير من الشهداء فقد انسحبت الفرقة الأولى وبدأ هجوم الفرقة الثانية،

وبعد مناوشات طويلة أمر السلطان بانسحاب الفرقة الثانية وأخذ قسط من الراحة، ثم أرسل السلطان الفرقة الثالثة للهجوم المباشر على الأسوار ما فاجأ البيزنطيين فقد ظنوا أن المسلمون انسحبوا، وهذا جاء متنزامناً مع الهجوم البحري في الوقت نفسه، وكل هذا ولم يكن الصباح قد حل بعض.

مع شروق الشمس فقد استطاع المسلمون تحديد مواقع العدو بدقة أكبر،

فضاعَفوا الهجوم على الأسوار بالقذائف، وهنا انطلقت فرقة تسمى الفرقة الإنكشارية،

واستطاع 30 رجلاً منهم من تسلق أسوار المدينة، ومهّدوا لدخول الجيش الإسلامي

إلى القسطنطينية، ورفعوا أعلام الدولة العثمانية.

عندما سمع الإمبراطور بخبر سيطرة المسلمين على أسوار المدينة

ودخولهم إليها دب الخوف في قلبه، فنزع ملابسه الإمبراطورية كي

لا يعرفه المسلمون ونزل إلى الشوارع وقاتل مع الجيش إلى أن قتل،

وهند انتشار خبر موته في صفوف الجيش القسطنطيني انهار الجيش

واستطاع المسلمون الدخول إلى المدينة من عدة جهات والسيطرة عليها، وكان ذلك وقت الظهيرة.

نتائج فتح القسطنطينية

توجه السلطان محمد الفاتح إلى كنيسة آيا صوفيا وأمر بتحويلها إلى مسجد،

وأمر ببناء مسجد فوق قبر الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري الذي كان مدفوناً هناك،

وأمر بالتسامح مع الأسرى القسطنطينيين وذلك اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم،

واتخذ المدينة عاصمةً لدولته وغيّر اسمها إلى إسلام بول والتي تعني دار السلام،

وسمح لمن أراد البقاء في المدينة بالبقاء وممارسة شعائره والعيش بأمان في ظل الدولة الإسلامية، والرحيل لمن أراد ذلك.

السابق
قصص إسلامية للموعظة..قصة شاب أضاع حياته مقابل عشر دقائق مضت من عمره
التالي
كيف مات النمرود , اقدم طاغية ذكر فى القران

اترك تعليقاً