قاد ابو مسلم الخراساني حركة العباسيين في خراسان

قاد ابو مسلم الخراساني حركة العباسيين في خراسان

قاد ابو مسلم الخراساني حركة العباسيين في خراسان

قاد ابو مسلم الخراساني حركة العباسيين في خراسانقاد ابو مسلم الخراساني حركة العباسيين في خراسان

إذ تعتبر شخصية أبي مسلم الخراساني، من الشخصيات البارزة بالدعوة العباسية، حيث تسلم قيادة التنظيم السياسي، وكان عمره لا يتعدى الخامسة والعشرين عامًا، إذ تربع على أكبر تنظيم سياسي سري خلال هذه المدة، وكان يعتبر هو العدة لإسقاط الدولة الأموية، والذي سلك طرقاً ملتويةً لكسب المعارضين للدولة الأموية، حتى صف التنظيم العباسي السري، وحينما أعلنت الثورة العباسية بخراسان، تولى أبو مسلم توجيه القادة العسكريين من أجل السيطرة على جميع مدن خراسان، إلى أن أحكم السيطرة عليها، ثم تولى إدارتها.

من هو أبو مسلم الخراساني

اسمه هو عبد الرحمن بن مسلم، وقيل: عبد الرحمن بن عثمان بن يسار الخراساني، صاحب الدعوة، الأمير، وهازم جيوش الدولة الأموية، وهو من أنشأ الدولة العباسية.

ولد سنة مائة وكان أول ظهور له بمروو، بشهر رمضان، في يوم الجمعة من عام تسع وعشرين ومائة، وكان والده من أهل رستاق فريذين من قرية تعرف بسنجرد، وكانت هذه القرية وغيرها ملكا له.

كان من أهم الملوك بالإسلام، فهو ذا شأن عجيب ونبأ غريب من رجل يذهب بإكاف على حمار من الشام إلى أن يدخل خراسان، وبعد تسعة أعوام يملك خراسان، ويرجع بكتائب كالجبال، ويقلب دولة، ليقيم أخرى.

قال عنه القاضي شمس الدين بن خلكان “كان قصيرًا، أسمر، جميلًا، أحور العين، حلوًا، نقي البشرة، حسن اللحية، طويل الشعر، عريض الجبهة، طويل الظهر، خافض الصوت، حلو المنطق، فصيحًا بالعربية وبالفارسية وكان عارفًا بالأمور، راويًا للشعر، لم ير مازحًا ولا ضاحكًا إلا بوقته، وكان لا يكاد يقطب بشيء من أحواله.

تأتيه الفتوحات العظام، فلا يظهر أثر السرور عليه، وتنزل الفادحة الشديدة به، فلا يرى مكتئبًا، وكان إن غضب لم يستفزه الغضب . . . حتى قال : وكان لا يأتي النساء إلا مرة في العام _ إشارةٍ لشرف نفسه، وتشاغلها بأعباء الملك. [1]

أبو مسلم الخراساني البداية والنهاية

يقول البعض: كان بدء ظهوره برمضان من عام تسع وعشرين ومائة، وقتل بشعبان عام سبع وثلاثين ومائة، وزعم البعض أنه قتل في بغداد في عمر أربعين، وذلك غلط من قائله حيث لم تكن بغداد قد بنيت بعد، وقد رد ذلك القول أبو بكر الخطيب في ” تاريخه “. [2]

موقف أبي مسلم الخراساني في خراسان

إن موقف سليمان الخزاعي من أبي مسلم لم يكن ودياً ببادئ الأمر؛ لأنه حين طلب من إبراهيم الإمام ممثلاً له من الهاشميين ـ تحديدًا العباسيين ـ لم يكن يتوقع أنه سوف يرسل مولى له؛ حتى يمثّله بخراسان، ولكن كان موقف أبي مسلم مرناً، دال على ذكائه إذ تقرّب من سليمان، وأخبره أن الإمام قد أوصاه بألا يعصي أمراً له، ولم يكن شيعة العباسيين بقرى خراسان يطيعون إلا سليمان الخزاعي؛ ولذا كتب سليمان إليهم يخبرهم بشأن إبراهيم الإمام وإرساله ممثلاً عنه وهو أبا مسلم الخراساني.

اتفق أمر النقباء بالاجتماع الذي عقدوه من أجل النظر بأمر المكان المناسب لإعلان الثورة، أن مرو هو أصلح مكان لإعلانها، ثم أُرسِل الدعاة؛ لكي يخبروا الشيعة بالالتقاء في مرو بالوقت المحدد، وكان يوافق يوم عيد الفطر عام 129هـ، وحين سمع نصر بن سيار والي خراسان بخبر تجمع الشيعة بمرو وضواحيها؛ قرر أن يكمن لهم، لكي يلتقطهم جماعة، ويقضي عليهم، ولكن أبا منصور كامل بن المظفر وسليمان الخزاعي علما بالأمر، ومن ثم أشارا على أبي مسلم بأهمية إعلان الظهور قبل الموعد المحدد، وإلا سوف «يتشتت الشيعة، وتفشل الحركة»، فقام أبو مسلم بإعلانها، ولمّ يبق من رمضان سوى خمسة أيام، وعسكر بمكان حصين يتبع لسليمان الخزاعي الذي بات نقطة التقاء أنصار الدعوة لآل البيت، وعندما انتشر نبأ أبي مسلم أقبلت الشيعة من كل حدب لمرو، وكثر جمعهم، ونصبوا أعلامهم، وسودوا ثيابهم، ونشروا راياتهم، فصلى سليمان بن كثير الخزاعي بهم يوم العيد، فكانت أول جماعة لأهل الدعوة.الخراساني حركة

نجح أبو مسلم بوقت قصير في السيطرة على زمام الموقف بخراسان، وهزيمة نصر بن سيار، والاستيلاء على مرو قاعدة خراسان عام 131هـ، وهو ما اضطر نصر بن سيار للانسحاب تتبعه الجيوش العباسية، ولكنه مات بالطريق بقرية ساوة ناحية الري في ربيع الأول 131هـ/تشرين الأول 748م.

وفي حين كان أبو مسلم يقوم بإتمام السيطرة على خراسان،

واصلت الجيوش زحفها نحو العراق بقيادة قحطبة بن شبيب،

واضطر عامل العراق يزيد بن هبيرة إلى الانسحاب والتقهقر نحو مدينة واسط جنوبي العراق والتحصن بها،

وفي ربيع الأول سنة 132هـ بويع أبو العباس السفاح بالخلافة

في الكوفة، وهُزم الخليفة الأموي مروان بن محمد في

موقعة الزاب، ثم قتل في أواخر سنة 132هـ، وزالت

الدولة الأموية، ولم يبق للأمويين من مدافع سوى يزيد بن هبيرة الفزاري،

فلما قُتل مروان رأى أن لا فائدة من المقاومة، فاتفق مع أبي جعفر المنصور على التسليم

مقابل التأمين على حياته.

اشتدت سلطة أبي مسلم الخراساني عقب قضائه على منافسيه

من رجال العرب ممن كانوا يطمحون بنيل ولاية خراسان، كما

خرج منتصراً عثل سحقه انتفاضات كثيرة قادها، أما عن دعاة عباسيون فقد انقلبوا على الثورة، وأصبح أبو مسلم

زعيم خراسان غير المنافس، وازدادت سلطته اتساعاً،

ولم يتمكن الخليفة أبو العباس القيام بشيء تجاه ازدياد نفوذ أبي مسلم بالجناح الشرقي من الدولة،

وبالتالي بدأت بوادر التصادم بالسلطة تظهر، ولكي يتعرف

الخليفة أبو العباس عن قرب على نفوذ أبي مسلم أرسل

أخاه أبا جعفر لخراسان، والظاهر أن تلك الزيارة زادت

بشكوك أبي جعفر نوايا أبي مسلم الذي قام بقتل نقيب النقباء

سليمان بن كثير الخزاعي دون رأي أبي جعفر

كما لم يبد الاحترام لأبي جعفر أخي الخليفة، إذ كان يستأذن قبل

دخوله مجلس أبي مسلم مثلما يروي الطبري؛ لذا كان رأي أبي جعفر بأبي مسلم قوله للخليفة: “لستَ

خليفة ولا أمرك بشيء؛ إن تركت أبا مسلم ولم تقتله” ،

ولكن رفض الخليفة التعرض بسوء له خوفاً من المتاعب

التي قد تنجم عن قتله خاصةً أن الدولة لاتزال في حاجة

لجهود أبي مسلم ولجنوده الخراسانيين ممن كانوا بذلك الوقت هم دعامة الدولة العباسية.

لم يمنع حقد أبي جعفر المنصور على أبي مسلم عقب

توليه الخلافة من الاستعانة به بالقضاء على عمه عبد الله بن علي رضي الله عنه الذي كان قد خرج عن طاعته، وبايع بالخلافة لنفسه بمدينة حرّان في الجزيرة.

وقد استمرت الحرب بين أبي مسلم وعبد الله بن علي ستة أشهر،

تمكّن أبو مسلم بها من الانتصار على خصمه عام 137هـ، وازداد اعتداد أبي مسلم بنفسه عقب انتصاره على عبد الله، أما المنصور فأراد أن يُشعر أبا مسلم بأنه من عماله؛

فأرسل رسولاً إليه لكي يحصي الغنائم التي غنمها بالحرب

مع عمه عبد الله، فأثار ذلك غضب أبي مسلم، وقال:

“أؤتمن على الأرواح، ولا أؤتمن على الأموال؟” فخرج غاضباً من الجزيرة

متجهاً لخراسان. وكان عازماً على العصيان والخلاف والدليل

على ذلك أنه لم يمر بالعراق على الخليفة لاستئذانه بالعودة مثلما جَرت العادة بذلك.الخراساني حركة

السابق
بحث حول رسائل علمية بين البيهقي والجويني حول الحديث والفقه
التالي
الرضا بقضاء الله | كيف يكون وما هي العلاقة بينه وبين السعادة

اترك تعليقاً