شرح حديث ” الحلال بين والحرام بين “

شرح حديث الحلال بين والحرام بين

شرح حديث ” الحلال بين والحرام بين ” شرح حديث ” الحلال بين والحرام بين ”  عن أبي عبد الله النعـمان قـال: سمعـت رسـول الله صلي الله عـليه وسلم

شرح حديث الحلال بين والحرام بين

 

السؤال

عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما قـال: سمعـت رسـول الله صلي الله عـليه وسلم

  • يقول: (إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس

فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات

ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد

  • كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب) هلاّ وضحتم لنا هذا الحديث بالتفصيل؟أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس…”.

 

 

فأما قوله صلى الله عليه وسلم: “الحلال بين والحرام بين” فمعناه أن الأشياء ثلاثة أقسام:
– حلال بين واضح، كالخبز والفواكه والزيت والعسل والكلام والنظر والمشي….
– وحرام بين، وهو الخمر والخنزير والغيبة والنميمة…
– والمشتبهات، وهي أمور ليست بواضحة الحل ولا الحرمة، فلهذا لا يعرفها كثير من الناس ولا يعلمون حكمها.

 

أما العلماء، فيعرفون حكمها بنص أو قياس أو غير ذلك، فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة، ولم يكن فيه نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي، فإذا ألحقه به صار منه، وقد يكون دليله غير خال من الاحتمال البين، فيكون الورع تركه، ويكون داخلاً في قوله صلى الله عليه وسلم: “فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه”.
أي: حصلت له البراءة لدينه من الذم الشرعي، وصان عرضه عن كلام الناس فيه.
وقوله: “إن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه” معناه أن الملوك من العرب وغيرهم يكون لكل منهم حمى يحميه عن الناس، ومن دخله أوقع به العقوبة، ولله تعالى حمى هو محارمه أي المعاصي التي حرمها، كالقتل والزنا والسرقة… ومن قارب شيئاً من ذلك يوشك أن يقع فيه، “إلا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب”.
قال أهل اللغة: المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد، مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب، وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في إصلاح القلب وحمايته من الفساد.
واحتُج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس، وفيه خلاف مشهور، ومذهب أهل السنة وجماهير المتكلمين على أنه في القلب، وقال أبو حنيفة: إنه في الرأس.

 

وراجع في المسألة الأخيرة الجواب رقم: 13977.
والله أعلم.

السابق
قصة النبي يحيي عليه السلام
التالي
 الوساوس يجلب المشقة والعناء

اترك تعليقاً