سر ترتيب سور القرآن الكريم

سر ترتيب سور القرآن الكريم

سر ترتيب سور القرآن الكريم

سر ترتيب سور القرآن الكريم … كان يجب على علماء المسلمين الاعتناء بعلم تناسب السور، وتنوعت تلك العناية من خلال بيان هذا العلم وأهميته، وكشف عدد كبير من الترابط السياقي بين سور القرآن فيما بينها. وتنوعت مصادر الكتابة في هذا العلم بين عامة وخاصة.

أولا- المصادر العامة:

وتتمثل غالبها في كتب التفسير، حيث اعتنت عدد من التفاسير بهذا العلم، من ذلك:

  1. الكشاف للزمخشري
  2. التفسير الكبير للرازي
  3. البحر المحيط لأبي حيان
  4. المحرر الوجيز لابن عطية
  5. التحرير والتنوير لابن عاشور
  6. في ظلال القرآن لسيد قطب

ثانيا- الكتب المتخصصة:

كما اعتنت بعض الكتب بهذا العلم خاصة، من ذلك:

  1. البرهان في تناسب سور القرآن – أبو جعفر أحمد بن إبراهيم الثقفي
  2.   نظم الدرر في تناسب الآي والسور – برهان الدين أبو الحسن البقاعي
  3. تناسق الدرر في تناسب السور – جلال الدين السيوطي[1]
  4. مراصد المطالع في تناسب المقاطع – جلال الدين السيوطي
  5. علم المناسبات في السور والآيات – محمد بن عمر بازمول
  6. جواهر البيان في تناسب سور القرآن – عبد الله الغماري
  7. الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن – محمد أحمد القاسم

هل ترتيب القرآن توقيفي؟

اتفق العلماء على أن ترتيب الآيات توقيفي، ثم اختلفوا في ترتيب السور على ثلاثة آراء:

الرأي الأول: ترتيب سور القرآن اجتهاد من الصحابة، وهو رأي الإمام مالك والقاضي أبو بكر الباقلاني في أحد قوليه، وابن فارس.

واستدلوا باختلاف مصاحف الصحابة، كمصحف علي، وابن مسعود، وأبي بن كعب.

الرأي الثاني: ترتيب سور القرآن توقيفي، وبه قال الباقلاني في أحد قوليه، وأبو بكر بن الأنباري، والكرماني، والطيبي، وابن الحصار والبيهقي، وأبو جعفر النحاس، وخلائق غيرهم.

الرأي الثالث: أن ترتيب القرآن توقيفي في غالبه؛ كالسبع الطوال، والحواميم، والمفصل ، وبعضه اجتهادي، وهو رأي ابن عطية وابن حجر وغيرهما.

ورجح السيوطي أن ترتيب القرآن توقيفي إلا التوبة والأنفال[2].

والأدلة على أنه توقيفي كثيرة جدا، منها:

قوله صلى الله عليه وسلم: “اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران”، “رواه مسلم“، وكحديث سعيد بن خالد أنه -صلى الله عليه وسلم- “صلَّى بالسبع الطوال في ركعة، وأنه كان يجمع المفصل في ركعة” “أخرجه ابن أبي شيبة”.

وأنه -صلى الله عليه وسلم- “كان إذا أوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد، والمعوذتين” “أخرجه البخاري“.

وفيه عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: “إنهن من العِتَاق الأُوَل، وهنَّ من تِلَادِي”.

وحديث: “أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلت بالمفصَّل”، “أخرجه أحمد وغيره”.

ولحديث أحمد وأبي داود عن أوس الثقفي قال: كنت في وفد ثقيف، فقال [لنا] رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طرأ عليَّ حزبي من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه”. قال أوس: فسألنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل، من “ق” حتى نختم.

قال: فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الزركشي في البرهان (1/260): لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطلع على أنه توقيفي صادر من حكيم: الأول: بحسب الحروف؛ كما في الحواميم، وذوات {الر} .الثاني: لموافقة آخر السورة لأول ما بعدها4؛ كآخر الحمد في المعنى وأول البقرة. الثالث: الوزن في اللفظة كآخر {تَبَّتْ} وأول “الإخلاص”. الرابع: لمشابهة جملة السورة لجملة الأخرى؛ كـ”الضحى” و {أَلَمْ نَشْرَحْ}

ومن الأدلة: توالي الحواميم، وذوات {الر} 4 والفصل بين المسبحات، وتقديم {طس} على القصص، مفصولًا بها بين النظيرتين [طسم الشعراء، وطسم القصص] في المطلع والطول، وكذلك الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين، وهما نظيرتان في المطلع والمقصد، وهما أطول منها، فلولا أنه توقيفي لحكمة لتوالت المسبحات، وأخرت “طس” عن القصص، وأخرت “المطففين” أو قدمت، ولم يفصل بين {الر} و {الر}.

سبب الخلاف بين مصاحف الصحابة:

ذكر السيوطي وغيره أن ترتيب الصحابة جميعا كان توقيفيا، إلا أن الترتيب العثماني وجميع القراءات والمنسوخات المثبتة في مصاحف من خالفه؛ كابن مسعود وأبي وعلي، لكنهم لم يبلغهم. وعلى هذا، فالخلاف في ترتيب السور ضعيف.

أهمية معرفة أسرار ترتيب سور القرآن الكريم:

ومعرفة ترتيب السور مما يعني على فهم القرآن وتفسيره، وبيان الارتباط بين السور فيما بينها
وبيان إعجاز القرآن الكريم، وأنه من عند الله تعالى، وليس من عند البشر
وأنه محفوظ من الاضطراب من خلال معرفة النسق والاتساق بين سوره وآياته
وأنه خال من التناقض والاختلاف
كما قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]

 

السابق
تفسير: الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ
التالي
تفسير: لا يمسه إلا المطهرون

اترك تعليقاً