رحمة الله تعالى بالانسان .. لقد من الله عز ووجل علينا بالاسلام وهذه هبة كبيرة على الانسان
وان لله عز جل رحمات في الارض وهي جزء واحد من مئة جزء عند الله عز وجل
رحمة الله عز وجل, وقد رغبت أن أتعرف إلى الآيات الكريمة, التي تتحدث عن رحمة الله, فهناك آيات كثيرة, لكن يستنبط من هذه الآيات حقائق .
الحقيقة الأولى: يقول الله عز وجل:
معنى ذلك: أن الإنسان الذي يؤمن, ويستقيم, ويجاهد في سبيل الله نفسه وهواه, إنما يرجو رحمة الله؛ المؤمن يرجو رحمة الله, والكافر يرجو الدنيا؛ يرجو مالها, يرجو نساءها, يرجو سمعتها….. فالإنسان عليه أن يتبصر, هل يرجو رحمة الله من عمله؟ غير المؤمن يبحث عن مصلحته, يبحث عن شهوته, يبحث عن لذته, يبحث عن مكاسب مادية, بينما المؤمن يرجو رحمة الله, هذا هو الفرق الجوهري, رحمة الله هي الجنة, قال تعالى:
الحقيقة: من المعاني الجامعة, المانعة, الواسعة, الشاملة, هي رحمة الله عز وجل, هي الجنة, الهدف من الإيمان, والعمل الصالح, والمعاملات, والأخلاق, وما إلى ذلك, هو أن المؤمن يرجو رحمة الله, وصل للجنة, الجنة: هذه رحمة الله عز وجل.
2-مكارم الأخلاق سببها رحمة الله :
أيها الأخوة, كل مكارم الأخلاق, مجموعة في رحمة الله:
تقتضي رحمة الله عز وجل: أن يسوق هذا المجرم إلى الجنة, أن يسوقه إلى الهداية, أن يسوقه إلى التعريف بمهمته في الحياة. لو أن الإنسان خلق ليكفر, أو خلق كافراً, لا يوجد داع لكي يعذبه الله:
لو أن الإنسان مخلوق لجهنم, أو لم يكلف بالهداية, لا يوجد داع أن يكون مع الكفر, هناك تعذيب. الآن: هذه الرحمة التي هي السبب, والهدف, والمصير, والباعث لكل معالجة .
أيها الأخوة, إن أردت رحمة الله, هذا العطاء المطلق, والحقيقة: لو دققت بالتفاصيل, لوجدت رحمة الله في كل شيء, تعني الشيء المادي, تعني الصحة, تعني السلامة, تعني الطمأنينة, تعني الثقة, تعني الراحة, تعني السعادة, تعني أن يكون القبر روضة من رياض الجنة, تعني الجنة . فالعطاء الجامع, المانع, الشامل, الواسع, أو الأصح أن نقول: مطلق, عطاء الله هي رحمة الله .
معنى ذلك: كل شيء مريح, رحمة الله كل شيء مسعد, رحمة الله كل شيء يسر لك أمرك (رحمة) . الأولى: جاءته رحمة من بعد ضراء, الثانية: أذقنا الإنسان منا رحمة, ثم نزعناها منه, يعني: السلب بعد العطاء, المرض بعد الصحة, الفقر بعد الغنى, ممكن الغنى بعد الفقر, لكن الثاني أصعب: إنسان كان فقيراً فاغتنى, أما كان غنياً فافتقر, كان مريضاً فشفي, لما كان في صحة طيبة ثم وقع في مرض شديد, مؤمن بين أناس شاردين, مؤمن له يدان, وله رأس, وله أرجل, ويأكل ويشرب كأي إنسان آخر, طيب أين عطاء الله؟ قال:
قد لا تُرى رحمة الله بالعين, شخص مؤمن يشبه أي إنسان, قد يكون شكله أقل مما ينبغي؛ ليس عنده الجمال الزائد في شكله –مثلاً-, في دخله, في بيته, في أولاده, لكن باستقامته, واتصاله بالله عز وجل, في قلبه رحمة, وسعادة, وطمأنينة, لو وزعت على أهل بلد لكفتهم: قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾
إذا الله عز وجل أحاط أسرة برحمته, فالأسرة موفقة, متفاهمة, بدخل محدود
الله يبارك لها في دخلها, يبارك لها في وقتها, يبارك لها في حاجاتها, والأمور كلها ميسرة
يبارك لها في عملها الصالح, هذا الذي لا يعبأ برحمة الله, هذا ضال أشد الضلال:
أيها الأخوة, حينما تُضطر من أجل أن تنال رحمة الله؛ أن تعاكس من حولك
أو أن تعاكس أقرب الناس إليك, قال: أنت مكلف مع هذا الهدف النبيل, والوسيلة المزعجة, أن تكون ليناً:
يعني: وأنت في طلب رجاء, رحمة الله ينبغي أن تكون ليناً مع من حولك.
هذا ما أراده الله :
أيها الأخوة, أحياناً: الإنسان يؤمن, يستقيم
يكون قاسياً مع والدته, قاسياً مع والده, قسوة لا مبرر لها
فمن أجل رحمة الله, يقف موقفاً قاسياً, هذا ما أراده الله عز وجل
حتى وأنت ترجو رحمة الله؛ أن تكون معتدلاً, أن تكون ليناً, وأن ترعى من حولك: