رجل قتل مائة نفس.. فهل تاب الله عليه؟

رجل قتل مائة نفس.. فهل تاب الله عليه؟

رجل قتل مائة نفس.. فهل تاب الله عليه؟

رجل قتل مائة نفس.. فهل تاب الله عليه؟رجل قتل مائة نفس.. فهل تاب الله عليه؟ في حلقات متفرقة ينتقي  حديثًا شريفًا يرصد قصة أو موقفاً حياتياً رواه أحد الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واليوم يكشف الحديث الشريف قصة رجل قتل مائة نفس وكيف تاب الله تعالى عليه.

جاء في الحديث الشريف: عَنْ أبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِىِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-

قَالَ: “كَانَ فِيْمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِيْنَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأرْضِ،

فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِيْنَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟!

فَقَال: لَا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ بِهِ مَائةً، ثُمَّ سَألَ عَنْ أَعلَمِ

أهْلِ الأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَال إِنَّهُ قَتَلَ مَائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟

فَقَال: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُوْلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟! انْطَلِقْ إِلَى أرْضِ كَذَا وَكَذَا،

فَإِنَّ بِهَا أنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ- تَعَالَى-، فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلَا ترْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ،

فَإِنَّهَا أرْضُ سُوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطرَّيْقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ

فِيْهِ مَلَائِكةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ العَذَابِ. فَقَالتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاْءَ تَائِبًا

مقْبِلًا بقَلْبهِ إِلَى اللَّهِ- تَعَالَى-، وَقَالتْ مَلَائِكَةُ العَذَابِ: إنَّهُ لَمْ يَعْمَل خَيْرًا قَطُّ، فَأتاهُمْ مَلَكٌ في صوْرَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوْهُ بَيْنَهُمْ- أيْ: حَكَمًا-، فَقَال: قِيْسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ، فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى

، فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوا فَوَجَدُوهُ أدْنَى إِلَى الأرْضِ التي أرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ”. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيحٌ، متفقٌ عليه.

جاء في شرح الحديث في “رياض الصالحين

” للإمام النووي: نقل المؤلف – رحمه الله – عن أبي سعيد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً ثم إنه ندم وسأل عن أعلم أهل الأرض يسأله هل له من توبة فدل على رجل، فإذا هو راهب يعني عابدا ولكن لا علم عنده، فلما سأله قال إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة ؟ فاستعظم الراهب هذا الذنب وقال ليس لك توبة فغضب الرجل وانزعج وقتل الراهب فأتم مائة نفس ثم إنه سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال له إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة قال نعم ومن الذي يحول بينه وبين التوبة باب التوبة مفتوح ولكن اذهب إلى القرية الفلانية فإن فيها قوماً يعبدون الله والأرض التي كان فيه كأنها والله أعلم دار كفر فأمره هذا العالم أن يهاجر بدينه إلى هذه القرية التي يعبد فيها الله عز وجل فخرج تائباً نادماً مهاجراً بدينه إلى الأرض التي فيها القوم الذين يعبدون الله عز وجل وفي منتصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب لأن الكافر والعياذ بالله تقبض روحه ملائكة العذاب والمؤمن تقبض روحه ملائكة الرحمة فاختصموا ملائكة العذاب تقول إنه لم يعمل خيراً قط أي بعد توبته ما عمل خيراً وملائكة الرحمة تقول إنه تاب وجاء نادماً تائباً فحصل يبنهما خصومة فبعث الله إليهم ملكاً ليحكم بينهم .

فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما

كان أقرب فهو له أي فهو من أهلها إن كانت أرض الكفر أقرب إليه فملائكة العذاب تقبض روحه وإن كان إلى بلد الإيمان أقرب فملائكة الرحمة تقبض روحه .

فقاسموا ما بينهما فإذا البلد التي اتجه إليها وهي بلد الإيمان أقرب من البلد التي هاجر منها بنحو شبر – مسافة قريبة – فقبضته ملائكة الرحمة .

ففي هذا دليل على فوائد كثيرة: منها أن القاتل له توبة ودليل ذلك

في كتاب الله قوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن

يشاء يعنى ما دون الشرك فإن الله يغفره إذا شاء .

وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم .

وذكر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن القاتل ليس له توبة لأن الله يقول { ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزؤاه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً } ولكن ما ذهب إليه الجمهور هو الحق وما روي عن ابن عباس فإنه يمكن أن يحمل على أنه ليس له توبة بالنسبة للمقتول وذلك لأن القاتل إذا قتل تعلق فيه ثلاثة حقوق .

الحق الأول لله والثاني للمقتول والثالث لأولياء المقتول .

أما حق الله فلا شك أن الله يغفره بالتوبة لقول الله تعالى

{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا }

ولقوله تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون

النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً

يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا

فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات } وأما حق المقتول

فإن توبة القاتل لا تنفعه ولا تؤديه حقه لأنه مات ولا يمكن الوصول

إلى استحلاله أو التبرؤ من دمه

فهذا هو الذي يبقى مطالبا به القاتل

ولو تاب وإذا كان يوم القيامة فالله يفصل بينهم .

السابق
كيف يتعامل المسلم مع الزلازل
التالي
تفسير ميسر لسورة الحديد

اترك تعليقاً