دلالة إتيان الهدهد سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ

دلالة إتيان الهدهد سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ

دلالة إتيان الهدهد سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ

دلالة إتيان الهدهد سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ

 

 

عُرف النبي سليمان بأنه كان ملكا على بني إسرائيل وقائدا لهم بعد والده النبي دواد، وترتبط قصة سليمان عليه السلام بالخبر الذي أتى به الهدهد من مملكة سبأ؛ لذلك يبحث الكثير من الناس عن دلالة إتيان الهدهد سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ وكيف كان ذلك الهدهد سببا في تغيير مصير أمة بأكملها.

دلالة إتيان الهدهد سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ

 

دلالة إتيان الهدهد سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ هي ذكاء الهدهد وإحاطته بما لم يحط به سليمان عليه السلام، وأن النبي سليمان سيكون له الملك على سبأ، وبالفعل قد أسلمت ملكة سبأ بسبب هذا الهدهد وكان لسليمان الملك عليها. ودليل ذلك في قول الله تعالى” إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” وتعد هذه آية في سورة النمل تحكي دلالة إتيان الهدهد لسيدنا سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ كما تدل هذه الآية أيضًا على دعوة الملك سليمان لملكة سبأ ودخول بلقيس في الدين الإسلامي هي وقومها، فالنبي سليمان كان مؤمنًا بأن الله واحد أحد لا شريك له وكان يريد من الجميع أن يؤمنوا بالله وحده.

غياب الهدهد عن مجلس سيدنا سليمان

 

كان سليمان عليه السلام يتفقد جنده باستمرار، وعندما لاحظ غياب الهدهد دون علمه وإذنه أقسم على تعذيبه إن لم يأته بعذر عن تغيبه، وقد كان ما أخره عن مجلس سليمان أنه شاهد خلال طيرانه قوما يعبدون الشمس، فتقصى أخبارهم، ثم بادر إلى سيدنا سليمان ليعلمه بما سمع ورأى من قوم سبأ.

حين أخبر الهدهد سيدنا سليمان بأمر قوم سبأ وصفه له وصفا دقيقا، ونقله له بوضوح تام، بعد تيقن من المعلومة واطلاع على تفاصيلها؛ حيث ساءه ما رأى في هؤلاء القوم من عبادة غير الله، فما زال يراقبهم ويتتبع أخبارهم حتى أدرك جميع ما يكتنف القوم، وماذا يعبدون، ثم اقترح على سيدنا سليمان الحل بأسلوب لبق مهذب، مما يدل على إخلاص الهدهد لسليمان عليه السلام، وضيقه من وجود من يعبد غير الله مع ما رزقه الله من عظيم رزقه، فأراد إبلاغ سليمان بالخبر، ليقوم بدعوتهم لدين الله.

بعث سيدنا سليمان عليه السلام كتابا إلى ملكة سبأ ليرى هل كان الهدهد صادقا في ادعائه أم لا، وقد تضمن الكتاب دعوة قوم سبأ إلى الإيمان بالله والخضوع لأمر سليمان، فأخذت ملكة سبأ كتاب سليمان فقرأته ثم جمعت وزراء مملكتها وأكابر قومها وشاورتهم فيما استجد وما جاء فيه كتاب سليمان، فأخذتهم العزة بالإثم وأشاروا عليها بقتال سليمان وعدم الركون له.

كان لملكة سبأ رأي مخالف؛ حيث علمت أن صاحب الكتاب ليس كأي ملك أو سلطان، وعرضت على وزرائها وحاشيتها أن ترسل هدية لسليمان تستعطفه بها وتستجلب مودته، ومن خلال تلك الهدية تعرف مدى قوة سليمان وجنده بعد أن يحمل تلك الهدية زمرة من رجالها الأشداء، فينظروا ما وصل إليه ملك سليمان، ثم بعد ذلك تقرر هي ما سيكون الأمر إليه بشأن كتاب سليمان.

أرسلت ملكة سبأ الهدية مع قوة من رجالها، وكانت الهدية تتكون من الحلي والجواهر الثمينة، حتى إذا وضعوا تلك الجواهر والنفائس بين يدي سيدنا سليمان رفضها، وأظهر عدم حاجته لها، ثم توعد مملكتهم بإرسال جنود لا قبل لهم بها حتى يخرجهم من بلادهم صاغرين.

عاد رسل ملكة سبأ وأخبروا بما حصل لهم، ووصفوا لها قوته وعظمة ملكه ونيته الوشيكة على غزو مملكتهم، فبعثت حينها إليه تخبره بأنها ستقدم إليه وتنزل تحت إمرته بعد أن تنظر إلى ما يدعو إليه، وسارت نحو سليمان عليه السلام برفقة جيش عظيم.

إسلام ملكة سبأ

 

لما علم نبي الله بقدومها إليه، أمر رجاله بتشييد قصر لها، ثم أراد أن ياتي بعرشها إلى قصره حتى ترى مظاهر قوة سليمان وعظمة ما وصل إليه ملكه، وليكون جلوسها في الصرح دليلا على نبوته؛ حيث تركته في قصرها واحتاطت عليه بالحرس والأبواب المؤصدة والجنود، فأمر سيدنا سليمان جنوده وخواصه بأن يأتوه بعرش ملكة سبأ بأقرب فترة ممكنة، فتطوع عفريت من الجن على إحضاره بمدة قصيرة، فقال آخر من جند سليمان: (أنا آتيك به قبل أن يرجع إليك بصرك إذا نظرت به إلى أبعد غاية منك ثم أغمضته)، وكان كما قال حيث ظهر عرش ملكة سبأ بعظمته وما به من حلي أمام سليمان.

لما سأل النبي سليمان بلقيس ملكة سبأ عنه قالت: كأنه هو لصعوبة نقله واستحالة ذلك، كما أن من الإعجاز أن يكون شبيها به لما فيه من تقارب في الشكل والتصميم، فلما تيقنت ملكة سبأ أن ذلك عرشها وعلمت بصدق نبوة سليمان آمنت به وتبرأت مما كانت تعبد هي وقومها، وكان طائر الهدهد هو السبب الذي قيضه الله تعالى لتغيير مصير مملكة كاملة من الكفر إلى الإيمان.

السابق
لماذا نهى الرسول عن النوم بين الظل والشمس
التالي
كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل

اترك تعليقاً