دعوه، فإن لصاحب الحقِّ مقالًا

دعوه، فإن لصاحب الحقِّ مقالًا

  دعوه، فإن لصاحب الحقِّ مقالًا ما أظلت الخضراء دعوه، فإن لصاحب الحقِّ مقالًا
وما أقلت الغبراء أحسن خُلُقَاًومن عظيم أخلاقه وجميل صفاته

 

دعوه، فإن لصاحب الحقِّ مقالًا

 

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..

ومن عظيم أخلاقه وجميل صفاته المعروف والمشهور بها: حلمه مع من جهل عليه، وعفوه عمن ظلمه، وإحسانه لمن أساء إليه

 

قال الله تعالى:

{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}(المائدة:13)، قال السعدي: “أي: لا تؤاخذهم بما يصدر منهم من الأذى، واصفح، فإن ذلك من الإحسان”.

 

والسيرة النبوية فيها الكثير من الأمثلة والمواقف الدالة على حلمه وعفوه صلى الله عليه وسلم الذي شمل المسلم والكافر، والصديق والعدو

 

الأمثلة حلمه على ذلك الرجل الذي أساء إليه وأغلظ له حين جاء يريد دَيْنَه الذي كان له عنده صلى الله عليه وسلم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

 

(كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حق فأغلظ له، فهَمَّ به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

 إن لصاحب الحق مقالاً، فقال لهم: اشتروا له سِنَّاً (جملاً) فأعطوه إياه، فقالوا: إنا لا نجد إلا سِنّاً هو خير من سِنِّه

قال:

فاشتروه فأعطوه إياه فإن من خيركم ـ أو خيركم ـ أحسنكم قضاء) رواه مسلم. ولفظ البخاري: (دعوه، فإن لصاحب الحقِّ مقالًا).

قال المباركفوري: “

(فهمَّ به أصحابه) أي: أراد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذوه بالقول أو الفعل، لكن لم يفعلوا أدبا مع النبي صلى الله عليه وسلم، (دعوه) أي: اتركوه ولا تزجروه”.

وقال ابن حجر:

 

“وفي الحديث جوازُ المطالبة بالدين إذا حلَّ أجلُه، وفيه حسنُ خلقِ النبي صلى الله عليه وسلم وعِظَم حِلمه، وتواضعه وإنصافه، وأن مَنْ عليه دَيْن لا ينبغي له مجافاة صاحب الحق..

جواز وفاء ما هو أفضل من المِثل المقترَض إذا لم تقع شرطية ذلك في العقد، فيحرم حينئذ اتفاقاً وبه قال الجمهور”.

وقال المناوي: “

(إن لصاحب الحق) أي الدَيْن (مقالا) أي صولة الطلب وقوة الحجة”.
وقال النووي: “(إن لصاحب الحق مقالا

 

أنه يُحْتمَل من صاحب الدَيْن الكلام المعتاد في المطالبة، وهذا الإغلاظ المذكور محمول على تشدد في المطالبة

 

نحو ذلك من غير كلام فيه قدح أو غيره مما يقتضي

الكفر، ويُحْتمَل أن القائل الذي له الدين كان

كافراً من اليهود أو غيرهم، والله أعلم”.

وقال القرطبي في “المُفْهِم لما أَشْكَلَ من تلخيص كتاب مسلم“: “و(قوله: كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم دَيْن، فأغلظ له)

 

هذا الرجل كان من اليهود، فإنهم كانوا أكثر من يعامل بالدَّين. وحُكِي: أن القول الذي قاله، إنما هو: إنكم يا بني عبد المطلب مُطل. وكذب اليهودي

 

لم يكن هذا معروفاً من أجداد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعمامه، بل المعروف منهم: الكرم، والوفاء، والسَّخاء

 

وبعيد أن يكون هذا القائل مسلماً، إذ مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أذى للنبي صلى الله عليه وسلم

 

وأذاه كفر وقوله لأصحابه: (دعوه) دليل: على حُسْنِ خُلُقِه، وحلمه، وقوة صبره على الجفاء مع القدرة على الانتقام.

 

. وقوله صلى الله عليه وسلم:

(إن لصاحب الحق مقالا) يعني به: صولة الطلب، وقوَّة الحجة، لكن على من يُمطل، أو يسيء المعاملة،

 

وأما من أنصف من نفسه: فبذل ما عنده، واعتذر عما ليس عنده، فيُقبل عذره، ولا تجوز الاستطالة عليه، ولا كَهْره

 

(استقباله بوجهٍ عابسٍ).. وفيه دليل: على صحة الوكالة في القضاء. وفيه: جواز الزيادة فيه”.

  • وقال صاحب “فتح المنعم شرح صحيح مسلم“: “ويؤخذ من الحديث: “جواز المطالبة بالدين، إذا حلَّ أجله.

 

  •  حسن خلقه صلى الله عليه وسلم، وعظم حلمه وتواضعه وإنصافه. وأن من عليه دَيْن لا ينبغي له مجافاة صاحب الحق

 

  • والإساءة إليه لمطالبته، فإن له مقالاً، لكن بالآداب الشرعية.. وفيه أن الاقتراض في الأمور المباحة لا يعاب، فكيف في البر والطاعة؟..

 

  • وفيه حسن القضاء، وأنه يستحب لمن عليه الدين، من قرض وغيره أن يرد أجود من الذي عليه

 

  • وهذا من السنة ومكارم الأخلاق، وليس هو من قرض جر منفعة فهو منهي عنه”.
السابق
ما هو العمل الصالح في الاسلام
التالي
حُسْن العَهْد مِن الإيمان

اترك تعليقاً