دعاء السجدة في القرآن الكريم

دعاء السجدة في القرآن الكريم

دعاء السجدة في القرآن الكريم

دعاء السجدة في القرآن هو ما قد يبحث عنه الكثير من المسلمين. فقد جعل الله سبحانه في قرآنه مواطن عديدة ضمن آياته تقتضي السجود لله عزّ و جلّ. ويساعدنا موقع موسوعة الاسلامى على بيان مفهوم هذه السجدة وبيان أحكامها وشروطها. و كذلك في بيان مواطنها التي ذكرت في القرآن الكريم.

تعريف سجود التلاوة

قبل كل شيء وقبل الخوض في بيان دعاء السجدة في القرآن الكريم لا بدّ من تعريف سجود التلاوة كما أخبر به أهل العلم والاختصاص. فسجود التلاوة هو ما يكون من السجود في الصلاة وغيرها من غير سجود الركن في الصلاة. والذي يكون عندما يمرّ المسلم على آيةٍ أثناء قراءته للقرآن الكريم من آيات السجود. والتي قد بلغت بدورها خمسة عشر آية. كما على المسلم إن كان في صلاته ومرّ بها أن يسجد سجدةً واحدة دونما المرور بالركوع ثمّ أن يكمل الصلاة. وأمّا إن كان ضمن تلاوته وتعبّده للقرآن الكريم دونما صلاة فيكون السجود بدون قيامٍ أو صلاة. و إنّما فقط سجدة واحدة. والله و رسوله أعلم. [1]

دعاء السجدة في القرآن الكريم

أمّا عن دعاء السجدة في القرآن الكريم فقد ورد فيها أقوال مختلفة. ويصحّ للمسلم أن يقول منها ويدعو بما يشاء، والله ورسوله أعلم. ومن الأقوال والأدعية التي وردت في دعاء السجدة في القرآن الكريم :[2]

  • أن يدعو المرء بما دعا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وذلك بما روته عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- في الصحيح.  قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولُ في سجودِ القرآنِ بالليلِ سجدَ وجهي للذِي خلقهُ وشقَّ سمعهُ وبصرهُ بحولهِ وقوتهِ“.[3]

  • كذلك روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا سجدَ قال اللَّهُمَّ لكَ سجدتُ ولكَ أسلمتُ وبِكَ آمنتُ وأنتَ ربِّي سجدَ وجهي للَّذي خَلقهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ فتباركَ اللَّهُ أحسَنُ الخالِقينَ“.[4]

  • كما أجاز أهل العلم للمرء أن يقول ويدعو بما يكون في أيّ سجود: “سبحان ربي الأعلى”.

  • أو أن يدعو ب: “اللهم اكتب لي بها عندك أجراً واجعلها لي عندك ذخرًا. وضع عني بها وزرًا. واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام”.

أحكام سجود التلاوة

إنّ بيان دعاء السجدة في القرآن الكريم يدفع إلى الخوض في ذكر أحكام سجود التلاوة كما أخبرت بها الشريعة الإسلاميّة. والحكم الشرعيّ لسجدة التلاوة هي أنّها سنّة وليست من الفرائض والواجبات. وإنّما هي نافلة يستحبّ إذا مرّ بها المؤمن أن يسجد بها لله عزّ وجل. و كذلك أن يدعو بما شاء ممّا سلف ذكره من الدعاء في سجود التلاوة.[5]

حكم سجود التلاوة بدون وضوء

كذلك الخوض في بيان أحكام سجود التلاوة يقتضي وجوبًا ذكر حكم سجود التلاوة بدون وضوء. فإذا مرّ المؤمن أثناء القراءة حفظًا أو نظرًا بإحدى آيات السجود شرع له الدّين الإسلاميّ السجود لله عزّ و جلّ حتّى لو كان على غير طهارة. وذلك أنّ هذه السجدة لا تعدّ من الصلوات المفروضة والتي تستوجب الطهارة. و الله ورسوله أعلم.[6

الحكم الشرعي لسجود التلاوة للحائض والنفساء

وقد تتساءل بعض النسوة عن الحكم الشرعي لسجود التلاوة للحائض والنفساء فيما إذا كان مباحًا أم غير جائز. وقد اختلف أهل العلم والفقهاء في إباحة السجود لمن كانت حائضًا أو نفساء. فمن المعلوم أنّ المرأة الحائض لا يجوز لها أن تمسّ القرآن. ولكن يجوز لها قراءته من غير لمسه. وأمّا عن سجود التلاوة فقد ذهبت المذاهب الأربعة: الشافعية والمالكية والحنابلة والحنفيّة إلى عدم جواز سجود المرأة سجدة التلاوة فيما إذا كانت حائضًا أو نفساء. والله ورسوله أعلم.[7]

حكم سجود التلاوة بدون حجاب للمرأة

كذلك بيان أحكام سجود التلاوة يقتضي ذكر حكم سجود التلاوة بدون حجاب للمرأة. والحكم كما كان في الحائض والنفساء هو على خلاف. فمن أهل العلم من أباح للمرأة السجود بدون تغطية للرأس وذلك أنّ هذه السجدة هي خضوع وذلّ لله -عزّ و جلّ- وليست صلاة. ولكن من الأولى لها أن تسجد بين يدي الخالق سبحانه مستورة العورة لكي تخرج من هذا الخلاف.

وذهب الفريق الآخر إلى أنّ هذه السجدة هي كالصلاة، و كذلك يشترط لقيامها كما يشترط للصلاة من الطهارة وستر العورة، ونحو ذلك من الأحكام التي تقتضيها الصلاة، وعليه فلا يجوز للمرأة أن تسجد سجدة التلاوة من غير حجاب في رأيهم. والله ورسوله أعلم بما هو أصحّ وأسلم للمؤمنين والمؤمنات.[8]

مواطن سجود التلاوة في القرآن الكريم

كذلك الخوض في بيان دعاء السجدة في القرآن الكريم يقتضي ذكر مواطن سجود التلاوة في القرآن الكريم. وكما أسلف ذكره أنّ سجدة التلاوة وردت في خمسة عشر آية من سور القرآن. وفيما يأتي آيات سجود التلاوة:[1]

  • قَالَ تعالى في سورة الأعراف: {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}.[9]

  • كذلك قَالَ تعالى في سورة الرعد: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَال}.[10]

  • كما جَاءَ في قَولِ الله -عزّ و جلّ- في سورة النحل: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.[11]

  • قَالَ تعالى في سورة الإسراء: {قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}.[12]

  • كذلك قَالَ تعالى في سورة مريم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.[13]

  • كما جَاءَ في قَوله تعالى من سورة الحج: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء}.[14]

  • وفي سورة الحج أيضًا، قَالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.[15]

  • قَالَ تعالى في سورة الفرقان: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}.[16]

  • كذلك قَالَ الله تعالى في سورة النمل: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}.[17]

  • كما جَاءَ في سورة السجدة قَولُه تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}.[18]

  • وفي سورة ص قَالَ تعالى : {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}.[19]

  • كذلك جَاءَ في سورة فصلت قَولُه تعالى : {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ}.[20]

  • قَالَ تعالى في سورة النجم : {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}.[21]

  • كذلك في سورة الإنشقاق، قَالَ تعالى : {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ}.[22]

  • وفي الختام قَولُه تعالى من سورة العلق : {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}.[23]

الفرق بين سجود التلاوة والشكر والسهو

كذلك قد يتساءل البعض عن الفرق بين سجود التلاوة والشكر والسهو. و ذلك بعد ذكر دعاء السجدة في القرآن الكريم والأحكام المتعلقة بسجود التلاوة. وفيما يأتي بعض الفروقات بين السجدات الثلاث:[24]

  • سجود التلاوة: وهو كما أسلف ذكره السجود الذي يكون مرافقًا لآيات السجود الخمسة عشر. والتي ذكرت فيما قد سلف من المقال. وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في فضله: “إذا قرأَ ابْنُ آدمَ السَّجْدَةَ فسجدَ ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبكي ، يقولُ : يا ويْلهُ أُمِرَ ابْنُ آدمَ بِالسُّجُودِ فسجدَ، فَلهُ الجنةُ ، و أُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَعَصَيْتُ فَلِي النارُ“.[25]

  • أمّا سجود الشكر: وهو ما يكون من السجود إزاء نعمةٍ حلّت بالمؤمن. أو بلاءٍ رفعه الله عنه. ولا يشترط في هذا السجود أيّ شرطٍ من شروط الصلاة.

  • سجود السهو: وسجود السهو هو ما يقوم به المصلّي من السجود إذا ترك سهواً ركناً من أركان الصلاة. ثمّ تذكر ذلك بعد نهاية صلاته. أو بعد قيامه للركعة التي تليها.

دعاء السجدة في القرآن مقالٌ فيه تمّ التعريف بماهيّة سجود التلاوة.  و كذلك ذكر بعض الأحكام المتعلقة بهذا السجود كما أخبر عنها أهل العلم والاختصاص في الأحكام الشرعية. كما ذكر المقال كذلك مواطن آيات سجود التلاوة في القرآن الكريم. وفي ختامه كان له وقفة مع الفرق بين سجود التلاوة والشكر والسهو.

السابق
حديث جبريل عليه السلام يبين مراتب الدين الثلاث
التالي
دعاء عن المرأة المسلمة وأجمل الأدعية عن الحجاب والستر

اترك تعليقاً