حكم زيارة المريض وفضله

حكم زيارة المريض وفضله

حكم زيارة المريض وفضله … لكل انسان في حياته فترة مرضية يمرض فيها ويصبح ضعيفا ويحتاج الى وجود الاخرين بجانيه لمساندته حتى التعافي

 

وردت في السنّة النبويّة الشّريفة، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما أن يعلم أنّ واحدًا من أصحابه -رضوان الله عليهم- مريضًا إلّا وسارع إلى زيارته، لذلك فعيادة المريض هي سنّة مؤكّدة، وقد أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بزيارة المريض، وهو ما رواه عنه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- فقال: “عُودوا المريضَ، واتَّبِعوا الجنازةَ، تذكرْكم الآخرةَ”، وروى البراء بن عازب فقال: “أَمَرَنَا النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بسَبْعٍ، ونَهَانَا عن سَبْعٍ فَذَكَرَ: عِيَادَةَ المَرِيضِ، واتِّبَاعَ الجَنَائِزِ، وتَشْمِيتَ العَاطِسِ، ورَدَّ السَّلَامِ، ونَصْرَ المَظْلُومِ، وإجَابَةَ الدَّاعِي، وإبْرَارَ المُقْسِمِ”.

فضل زيارة المريض

أمّا في فضل زيارة المريض فهي فضائل كثيرة، ولقد ورد في فضل زيارة المريض أحاديث كثيرة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم، ومنها ما جاء في الحديث القدسيّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟”،  وحاشى لله أن يمرض، فهو منزّهٌ عن كلّ النقائص وكامل الأوصاف، ولكنّ الله قد يجعل المرض في عباده الصّالحين، وأوجب الأجر والثواب منه لمن يعودهم.

ومن فضل زيارة المريض أنّها قد تكون سببًا في دخول جنّات النعيم، وهو ما رواه ثوبان -رضي الله عنه- فيما سلف ذكره من الحديث، فقال: “مَن عادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الجَنَّةِ، قيلَ يا رَسولَ اللهِ، وما خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قالَ: جَناها”، يعني أنَّه يَجنِي مِن ثمارِ الجنَّةِ مُدَّةَ دَوامِه جالسًا عند هذا المريضِ، ولقد روى في ذلك علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصّلاة والسلام- قال: “ما من مُسلمٍ يعودُ مُسلمًا إلَّا ابتعثَ اللَّهُ سَبعينَ ألفَ ملَكٍ يصلُّونَ عليهِ أيَّ ساعةٍ منَ النَّهارِ كانت حتَّى يُمْسيَ وأيَّ ساعةٍ منَ اللَّيلِ كانَت حتَّى يُصْبِحَ”.

آداب عيادة المريض

إنّ فضل زيارة المريض عظيمٌ لما له من أجرٍ وثوابٍ عند الله -سبحانه وتعالى-، وكما أنّ لعيادة المريض فضل فيترتب عليها آدابٌ عديدة، وعلى كلّ إنسانٍ مسلمٍ أن يلتزم بهذه الآداب لكي لا يُثقلً على المريض، ولينالَ أجرَ وثواب عيادته للمريض، ومن هذه الآداب:

  • ألا يعوده كلّ يومٍ حتّى لا يُثقل عليه، والصّواب أنّ ذلك يختلف باختلاف الأحوال، فبعض النّاس يستأنس بهم المريض ويشقّ عليه عدم رؤيتهم كلّ يوم، فهؤلاء يسنّ لهم المواصلة ما لم يعلموا من حال المريض أنه يكره ذلك.
  • ينبغي ألا يطيل الجلوس عند المريض، بل تكون الزيارة خفيفةً حتى لا يشقّ عليه، أو يشقّ على أهله، فإنّ المريض قد تمر به حالات أو أوقات يتألم فيها من المرض، أو يفعل ما لا يحبّ أن يطّلع عليه أحد.
  • الدعاء للمريض بما أوصى به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- و بما ثبت في السنّة، ولقد روى عبد الله بن عباس عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “من عاد مريضًا لم يحضُرْ أجلُه فقال عنده سبعَ مرَّاتٍ: أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيَك إلَّا عافاه اللهُ من ذلك المرضِ”.
  • تقليل السؤال تجنبًا للإحراج، وإظهار الاحترام وبثّ الأمل في نفس المريض، وحثّه على الصبر والمصابرة واحتساب الأجر على الله.

أحاديث في فضل زيارة المريض

ممّا لا شكّ فيه أنّ زيارة المريض حقٌّ للمريض على أخيه المسلم، لذلك جعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يوصي بعيادة المريض وزيارته، وبعد أن تمّ توضيح فضل زيارة المرض وحكمها وآدابها فيما سلف من هذا المقال، سيتمّ ذكر بعض الأحاديث الصّحيحة التي رويت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في مواضيع بما يتعلّق بالمرض وفضل زيارة المريض:

  • روى أبو هريرة -رضي الله عنه-: في وجوب زيارة المريض عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ”.
  • وفي الحديث الحسن يروي عليٌّ -رضي الله عنه-: “أخذ عليّ بيدي، فقال: انطلقْ بنا إلى الحسنِ بن عليٍّ نعودهُ، فوجدنا عندهُ أبا موسى الأشعريّ، قال -يعني عليًّا- لأبي موسى: عائدًا جئتَ، أم زائرًا؟ فقال: عائِدًا، فقال عليّ: فإني سمعتُ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: ما منْ مسلمٍ يعُودُ مسلمًا غُدْوةً إلا صلّى عليه سبعونَ ألفَ ملكٍ حتى يُمسي، ولا يعودهُ مساءً إلا صلى عليه سبعون ألفَ ملكٍ حتى يُصبحَ، وكان له خريفٌ في الجنةِ”.
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن عاد مريضًا، أو زارَ أخًا لهُ في اللهِ، ناداه مُنادٍ: أن طِبتَ وطابَ ممشاكَ، وتبوَّأْتَ مِن الجنَّةِ منزلًا”.
السابق
اركان الوضوء الصحيحة لكل مسلم
التالي
الصحابية كبشة بنت رافع

اترك تعليقاً