حكم الفتوى بغير علم

حكم الفتوى بغير علم

 

حكم الفتوى بغير علم

 

حكم الفتوى بغير علم هو أحد المواضيع المهمة التي تتردد في ذهن الكثير من المسلمين، وذلك حتى يتبيَّن لهم الحلال من الحرام في جميع المسائل والمواضيع الدينية والدنيوية، وفق ما حلله الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ووضحه الرسول صلى الله عليه وسلم في سُّنته النبوية الشريفة. وفي هذا المقال سنعرف حكم الفتوى بغير علم.

حكم الفتوى بغير علم

هي مما حرّم الله عز وجل، فلا يجوز للشخص أن يفتي بغير علم، لأنه لا يدري أنه قد يحرم ما أحل الله، أو قد يحلل ما حرمه الله سبحانه وتعالى، فيكون بذلك قد أباح فروجًا محرمة، وأنه قد يفرّق بين المرء وأهله والرجل وزوجه، فيهدم بيوتًا قائمة، ويشرد أطفالًا لا ذنب لهم بسبب الفتوى التي أصدرها بغير علمٍ، ويظن نفسه أنه يحسن عملًا، ولكنه يرتكب ذنبًا ومعصية إذا كانت الفتوى تؤدي إلى القتل والمهلكة، والفتوى هي الإبانة والتوضيح لما هو مبهم، ويسأل المستفتي عن المسألة ليبرئ ذمته أمام الله سبحانه وتعالى من المساءلة فيما يريد الإقدام على فعله، لتكون نفسه مطمئنةً إليه، وإذا لم تكن النفس مطمئنة، فينبغي عليه أن يسأل ويستفتي أهل العلم.
وقد يتهاون البعض في أمر الفتوى، فيصدر أحكاماً من دون علم أو دراية بالشأن الذي يفتي فيه، وهذا يؤدي إلى الضلالة، ولذلك يجب أن تكون الفتوى صادرة من أهل العلم والاختصاص الذين يحق لهم أن يفتوا في القضايا التي يستفتيهم فيها الناس، وهذا ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى من حلال قوله في القرآن الكريم: “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.[1]، ولذلك لا يجب أن تصد الفتوى إلا عن أهل العلم بها، والله تعالى أعلم.

خطر الفتوى بغير علم

بعد معرفة حكم الفتوى بغير علم، يجب التحدث عن خطر الفتوى

بدون العلم والدراية، فهي منكر عظيم، وهذا المنكر قد حرمه الله عز وجل

على عباده، ووضع مرتبته فوق الشرك، حيث قال في كتابه الكريم:

“قلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ

بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ”[3]،

والواجب على من يتصدى  للفتوى أن  يحذر القول على الله جل جلاله ،

وأن يعرف حدود الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز لأحد أن يفتي دون علمٍ، لا لرجلً ولا لمرأة، ولا لطالب علمٍ ولا لغيره.
فإن الفتوى بغير علم هي من أمر  الشيطان، لأنه يأمر الناس بأن يقولوا على الله ما لا يفعلون، فيجب على المؤمنين أن يكونوا حذرين من وساوس الشيطان، فلا ينزغ لهم بالفتوى والقول على الله بغير علم، لأن الفتوى يجب أن تكون من أهل العلم بالقرآن الكريم، والسُّنة النبوية الشريفة.

شروط المفتي

من أراد أن يتصدى للفتوى، فيجب أن يكون أهلًا لها حتى لا يقع في المنكر ولا يقُل على الله ، ولذلك يجب أن تتوفر فيه الشروط الآتية:[5]

  • المعرفة التامة بالقرآن الكريم، وذلك من خلال القراءة
  • والتفسير وتدبر آياته العظيمة.
  • المعرفة التامة والدراية بالسنة النبوية الشريفة وروايتها،
  • فإن الكثير من أصول التكاليف واردٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • المعرفة التامة بمسائل الإجماع، حتى لا يخالف ما أجمعَ
  • عليه فقهاء وعلماء المسلمين، ولا تتعارض فتواه مع ما أجمعوا عليه.
  • المعرفة الجيدة باللغة العربية وقواعدها، حتى يتمكن من استنباط الأحكام
  • من النصوص التي كثيرًا ما تكون من الكتاب الكريم ومن سُّنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • المعرفة والإحاطة بطرق القياس وضوابطه، ومراتب الأدلة.
  • الورع والتقوى والعدالة والتدين، لأن الفاسق والمشرك لا ثقة في قوله.

وهكذا نكون قد بيَّنا حكم الفتوى بغير علم، فإنها من المحرمات، فلا يجوز لإنسان أن يفتي ويقول على الله بغير علم، فيكون لها مخاطر كبيرة كتحريم ما حلل الله سبحانه وتعالى وتحليل ما حرمه، كما بيَّنا الشروط التي يجب أن تتوفر في المفتى حتى يتصدى للفتوى.

السابق
الإسلام في الأندلس و تاريخ الإسلام
التالي
دعاء ختم القران مكتوب كامل بخط كبير

اترك تعليقاً