حديث_وقصة: ثلاثة من بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم فماذا حدث معهم؟

#حديث_وقصة: ثلاثة من بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم فماذا حدث معهم؟

 

حديث_وقصة: ثلاثة من بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم فماذا حدث معهم؟ في حلقات متفرقة

ينتقي مصراوي حديثًا شريفًا يرصد قصة أو موقفاً حياتياً رواه أحد الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم،

واليوم يكشف الحديث الشريف قصة ثلاثة رجال من بني إسرائيل: أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، أراد الله تعالى أن يبتليهم.

جاء في الحديث الشريف: روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله

عنه أنه سمع النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ، وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى،

فَأَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الْأَبْرَصَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟

قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ

فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ، وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْإِبِلُ

– أَوْ قَالَ: الْبَقَرُ، شَكَّ إِسْحَاقُ – إِلَّا أَنَّ الْأَبْرَصَ، أَوِ الْأَقْرَعَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: الْإِبِلُ، وَقَالَ الْآخَرُ

: الْبَقَرُ- قَالَ: فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا، قَالَ: فَأَتَى الْأَقْرَعَ

، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَذَرَنِي النَّاسُ،

قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ، وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا، قَالَ:

فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟

قَالَ: الْبَقَرُ، فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلًا، قَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا،

قَالَ: فَأَتَى الْأَعْمَى،

فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي،

فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ،

قَالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟

قَالَ: الْغَنَمُ،

فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِدًا. فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا. قَالَ:

فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الْإِبِلِ،

وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ

، قَالَ: ثمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ،

فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ، قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ لِيَ

الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ، وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ، وَالْمَالَ،

بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي، فَقَالَ: الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ، فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ، أَلَمْ

تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاس؟ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ

كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، فَقَالَ: إِنْ كنْتَ كَاذِبًا، فَصَيَّرَكَ اللَّه إِلَى مَا كنْتَ، قَالَ: وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صورَتِهِ، فَقَالَ لَه مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. قَالَ: وَأَتَى الْأَعْمَى

فِي صورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ، انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ

فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ

، شَاةً أَتَبَلَّغ بِهَا فِي سَفَرِي، فَقَالَ: قَدْ كنْت أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي، فَخذْ مَا شِئْتَ،

وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ، الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلَّهِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ، إِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رُضِيَ عَنْكَ وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ».

هذا الحديث اشتمل على فوائد كثيرة، وجاء في شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

أن شكر النعم من أسباب بقائها وزيادتها، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.. [إبراهيم : 7]، ولذلك لما شكر الأعمى رد الله عليه بصره، وأبقى عليه ماله، وأما الآخران – الأبرص والأقرع – فإن الظاهر أن الله ردهما إلى ما كانا عليه من الفقر والعاهة والعياذ بالله.

إثبات الملائكة، والملائكة عالم غيبي، خلقهم الله عز وجل من نور، وجعل لهم قوة في تنفيذ أمر الله، وجعل لهم إرادة في طاعة الله، فهم لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، قال تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}.. [الأنبياء : 26-27].

أن الملائكة قد يكونون على صورة بني آدم، أو فإن الملك أتى لهؤلاء الثلاثة بصورة إنسان.

أن الملك مسح الأقرع، والأبرص، والأعمى مسحة واحدة،

فأزال الله عيبهم بهذه المسحة؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئًا قال له:

كن فيكون، ولو شاء الله لأذهب عنهم العاهة بدون هذا الملك،

ولكن الله جعل هذا سببًا لما يأتي ذكره من الابتلاء والامتحان.

أن الله قد يبارك للإنسان بالمال حتى ينتج منه الشيء الكثير

، فإن هؤلاء النفر الثلاثة صار لواحد واد أو من الإبل، وللثاني واد من البقر، وللثالث

واد من الغنم، وهذا من بركة الله عز وجل.

ثم تفاوت بني آدم في شكر نعمة الله ونفع عباد الله، فإن الأبرص والأقرع وقد

أعطاهم الله المال الأهم والأكبر، ولكن جحدا نعمة الله، وقالا: إنما ورثنا هذا المال كابرًا عن كابر،

وهم كذبة في ذلك، فإنهم كانوا فقراء وأعطاهم الله المال، لكنهم – والعياذ بالله –

جحدوا نعمة الله وقالوا: هذا من آبائنا وأجدادنا.لكن  أما الأعمى

فإنه شكر نعمة الله واعترف لله بالفضل، ولذلك وُفق وهداه الله وقال للملك: «خذ ما شئت ودع ما شئت».

إثبات الرضا والسخط لله سبحانه وتعالى، أي أنه يرضى على من شاء

ويسخط على من شاء، وهما من كما الصفات التي يجب أن نثبتها لربنا سبحانه وتعالى؛ لأنه وصف نفسه بها.

ثم فضل الصدقة والحث على الرفق بالضعفاء وإكرامهم وتبليغهم مآربهم.

الزجر عن البخل لأنه حمل صاحبه كما على الكذب وعلى جحد نعمة الله تعالى»

السابق
قصة تستحق التأمل .. قصة خطر الإسرائيليات
التالي
أصحاب_الرسول: عثمان بن عفان وقصة زواجه وسبب تسميته “ذي النورين”

اترك تعليقاً