حديث_وقصة: بقرة وذئب يتكلمان.. فماذا قال النبي وصاحباه؟

حديث_وقصة: بقرة وذئب يتكلمان.. فماذا قال النبي وصاحباه؟

 

حديث_وقصة: بقرة وذئب يتكلمان.. فماذا قال النبي وصاحباه؟ ,في حلقات متفرقة ينتقي مصراوي حديثًا شريفًا يرصد قصة أو موقفاً حياتياً رواه أحد الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واليوم يكشف الحديث الشريف عن مقتضى الرحمة بالحيوان وألا يكلف بما فوق طاقته، وأن يقوم المرء باستخدامه في الغرض الأصلي الذي جرت العادة باستعماله فيه، ويتأيد هذا بتوجيه نبوي كريم يرويه سهل بن الحنظلية قال: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ، فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً، وَكُلُوهَا صَالِحَةً» سنن أبي داود.

وفي حلقة اليوم حديث عَنْ أَبِي هريْرَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْه، قَالَ: صَلَّى رَسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلاَةَ الصّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: “بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ” فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّم، فَقَالَ: “فَإِنِّي أومِنُ بِهَذَا، أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، – وَمَا هُمَا ثَمَّ – وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ، فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا: اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي، فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لاَ رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي” فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ، قَالَ: «فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، – وَمَا هُمَا ثَمَّ –”. البخاري.

وفي شرح الحديث يقول الحافظ في الفتح: قَوْله: (بَيْنَا رَجُل يَسُوق بَقَرَة) لَمْ أَقِف عَلَى اِسْمه.

وقَوْله: (إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نخْلَق لِهَذَا).. اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الدَّوَابّ لَا تسْتَعْمَل إِلَّا فِيمَا جَرَتْ الْعَادَة بِاسْتِعْمَالِهَا فِيهِ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون قَوْلهَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى مُعْظَم مَا خُلِقَتْ لَهُ ، وَلَمْ تُرِدْ الْحَصْر فِي ذَلِكَ لِأَنَّهُ غَيْر مُرَاد اِتِّفَاقًا، لِأَنَّ مِنْ أَجْل مَا خلِقَتْ لَهُ أَنَّهَا تذْبَح وتؤْكَل بِالِاتِّفَاقِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْل اِبْن بَطَّال فِي ذَلِكَ فِي كِتَاب الْمُزَارَعَة.

وقال الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- في أضواء البيان:

“ففي هذا النص الصريح نطق البقرة ونطق الذئب بكلام معقول من

خصائص العقلاء على غير العادة، مما استعجب له الناس وسبحوا الله

إعظاماً لما سمعوا، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يدفع هذا الاستعجاب

بإعلان إيمانه وتصديقه، ويضم معه أبا بكر وعمر، وإن كانا غائبين عن المجلس،

ثم لعلمه منهما أنهما لا ينكران ما ثبت بالسند الصحيح لمجرد استبعاده عقلاً”.

ويقول القرطبي في أشراط الساعة:كما  (وثبت باتفاق حديث البقرة والذئب وأنهما

تكلما على ما أخبر عنهما صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ، قاله ابن دحية

: فهذه أخبار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلها أمارات للساعة ، وإن

كانت أمورا خارقة للعادة جارية على غير المألوف إلا أنه يجب الإيمان بها وتصديقها لثبوتها عنه -صلى الله عليه وسلم).

السابق
مَن الصحابي الذي ذكر الله اسمه ونَسَبه في الملأ الأعلى؟
التالي
 المعلم يحمل رسالة عالمية

اترك تعليقاً