تفسير ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة

تفسير ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة

 

تفسير ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة

 

تفسير ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة هو عنوان هذا المقال الذي سيتطرَّق إلى تفسير أحد الآيات القرآنية الكريمة التي توضّح أحد الأمور الدنيوية التي نهى عنها دين الإسلام، كما سيبيِّن سبب نزولها، ويُسلط الضوء على شيء من مقاصدها، فإنَّ التعرف على شرح هذه الآية الكريمة وتفسيرها يوضِّح الكثير من الأمور والأحكام الدنيوية والتي قد يغفل عنه المرء، فقد اعتنى القرآن الكريم ضمن آياته بتوضيح كل الأحكام والأمور الدينية والدنيوية التي توضِّح للمسلمين النهج السليم الذي يجب أن يسيروا ضمنه في حياتهم.

تفسير ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة

يقول تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة: “وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”[1]، وقد فسَّر أهل العلم هذه الآية بعدد من التفسيرات فورد في تفسيرها أنَّ القصد بكلمة التهلكة هو ترك الجهاد، كما ورد أيضًا أنَّ القصد هو عدم الإنفاق في سبيل الله تعالى، كما فسرها بعض السلف الصالح بأنَّ التهلكة هي ترك العبادات ومجاورة المعاصي والإكثار منها، وقد أجمع الكثير من المُفسرين على أنَّ الآية الكريمة السابقة تحثُّ على الجهاد والإنفاق في سبيل الجهاد، وإنَّه بنفس الوقت تنهى المُؤمنين عن المُخاطرة بالنفس والتَّسبب بهلاكها، إلَّا ما استثناه أهل العلم في المخاطرة في النفس بهدف مُناكاة العدو أو إعلاء كلمة الحق، والله أعلم

سبب نزول ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة

أنزل الله تعالى قوله: “وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” في الأنصار، فبعد أن أعزَّ الله تعالى دين الإسلام ورفع من شأنه وأعلى كلمته وأكثر من الناصرين والمُؤيدين له، أراد الأنصار استثمار أموالهم وإصلاح ما ضاع منها في سبيل الإسلام والجهاد في سيل الله تعالى ونشر الدعوة الإسلامية، فأنزل الله تعالى الآية الكريمة السابقة، حيث قصدَّ فيها أمر الأنصار بالاستمرار في الإنفاق في سبيل الله تعالى وفي سبيل الجهاد، وعدم إلقاء النفس في التهلكة بترك الإنفاق والجهاد، والله أعلم.

مقاصد قوله تعالى ولا تُلقوا بايديكُم الى التهلكَة

إنَّ سبب نزول الآية الكريمة السابقة هو الحث على الإنفاق في سبيل الله تعالى وفي سبيل الجهاد، إلَّا أنَّ المقصد من النهي عن إلقاء النفس في التهلكة هو عام، ويدخل في ذلك العديد من الأمور ومنها:

  • لا يجب أن يحصر الإنسان المسلم مقصد الآية الكريمة في الإنفاق في الجهاد، فإنَّ سبب النزول خاص والمعنى عام يشمل كل أمور الحياة، فيجب على المسلم أن يُبعد نفسه عن كل أمر يؤدي به إلى الهلاك.
  • لا يجوز على المسلم أن ينوي التوكل على الله تعالى دون الأخذ بالأسباب، وذلك مثل أن يشرب سمًّا ويقول توكلت على الله ألَّا يُصيبني الضرر، فإنَّ الواجب الأخذ بأسباب السلامة وعد التهلكة.
  • كذلك إنَّ ارتكاب المرء للذنوب ثم الإقرار والقول بأنَّ الله تعالى لن يغفر له، فيقنط من رحمة الله تعالى وغفرانه ويرفض التوبة، هو نوع من أنواع إلقاء النفس في التهلكة

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي وضَّح تفسير ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة، والتي تقصد الحث على الإنفاق في سبيل الجهاد، كما ذكر أهم مقاصد هذه الآية الكريمة، وسبب نزولها

 

السابق
معنى يَزَّكَّى في سورة عبس
التالي
كم عدد الفواكه التي ذكرت في القرآن

اترك تعليقاً