تفسير ميسر لسورة الشمس

تفسير ميسر لسورة الشمس

تفسير ميسر لسورة الشمس

تفسير ميسر لسورة الشمس … تعد السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تشتمل على أكبر عددٍ من الأشياء المقسم عليها، إذ أقسم الله -عز وجل- في آيات هذه السورة بسبع آيات كونية هي: الشمس، والليل، والقمر، والنهار، والأرض، والسماء، والنفس

 

 للإمام الشعراوي

  • إن الإمام الشعراوي من الأئمة العظماء الذين تناولوا تفسير سورة الشمس.
  • وحول خواطره عن تلك السورة أن سورة الشمس من السور التي تحكي لنا عن إحدى قصص الأنبياء.
  • وهو سيدنا صالح مع قومه الذين كذبوه وذبحوا الناقة التي كانت الدليل لهم.
  • كما تخبر السورة عن العقاب الذي يتناوله الكفار البغاة نتيجة كفرهم بالله تعالى وكفرهم بنبيهم.

 

 للإمام ابن كثير

 

  • والشمس وضحها (1) سورة الشمس حيث ورد حديث جابر الذي يتواجد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • قال لمعاذ “هلا صليت بـ ” “سبح اسم ربك الأعلى”.
  • “والشمس وضحاها” “والليل إذا يغشى” قال مجاهد والشمس وضحاها أي، وضوئها وقال قتادة “وضحاها” النهار كله.
  • وقال ابن جرير وأصح أن يقال أقسم الله بالشمس ونهارها، لأن ضوء الشمس الواضحة يكمن في النهار.
  • والقمر إذا تلاها (2) قال مجاهد والعوفي خلافًا لابن عباس في معنى، والقمر إذا تلاها أي يعني يتلو النهار.
  • كذلك قال قتادة إذا تلاها أي ليلة الهلال حيث إذا حصل غروب للشمس يتم رؤية الهلال.
  • وقال ابن زيد أن القمر يأتي بعدها خلال النصف الأول من الشهر، وبعد ذلك هي أي الشمس تعقبه ويقال هو أي القمر يسبق الشمس في النصف الأخير من الشهر.
  • كما قال مالك عن زيد بن أسلم أي إذا جاء بعدها ليلية القدر.
  • والنهار إذا جلاها (3) قال مجاهد في معناها أي أنار أو أضاء وقال قتادة والنهار إذا جلاها، أي إذ غشيها النهار.
  • وأيضا قال ابن جرير كما هو وارد عن العرب في هذا المعنى أي والنهار إذا غطى على الظلمة.
  • وهذا المعنى يأتي من بيان الكلام عليه قلت ولو أن تلك العشائر تأول بمعنى والنهار إذا جلاها، أي البسيطة لكان الأفضل والأصح هو تأويله.

 

  • والليل إذا يغشى (4) لم يتعرض كل من أجود وأقوى لتلك الآية، وقال الله أعلم ومن هنا قال مجاهد والنهار إذا جلاها إنه مثل قوله “والنهار إذا تجلى”.
  • أما عن ابن جرير فلقد تطرق إلى اختيار عودة الضمير في تلك الآية على الشمس، وذلك لسريان ذكرها.
  • وقالوا في قوله “والليل إذا يغشاها” أي يغشى الشمس حال غروبها فيعم الظلام في الأجواء.
  • وقال بقية بن الوليد تواتر عن صفوان أخبرني يزيد بن ذي حمامة قال: إذا جاء الليل قال الرب جل جلاله غشي عبادي خلقي العظيم.
  • فالليل يهابه والذي خلقه أحق أن يهاب وتم روايته عن ابن أبي حاتم.
  • والسماء وما بناها (5) من المحتمل أن يكون نوع ما هنا مصدرية أي والسماء وبنائها وهذا القول راجع إلى قادته.
  • وأيضا من المحتمل أن تأتي بمعني والسماء وبانيها وهذا القول يرجع إلى مجاهد وكل منهم أي من المعنيين متشابهان.
  • لأن البناء هو الرفع ومنه قوله تعالي: “والسماء بنيناها بأيد أي بقوة وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون”.

 

  • والأرض وما طحاها (6) حيث قال مجاهد طحاها أي دحاها.
  • وقال أيضًا في ذلك ابن عباس والعوفي وما طحاها أي خلق فيها، وقال علي بن أبي طلحة تواترًا عن ابن عباس طحاها أي قسمها.
  • ونفس وما سواها (7) أي أن الله تعالى خلقها بشكل مستقيم وسوي على الفطرة القويمة ومنه قوله تعالى: “فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله”.
  • وأيضًا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.
  • كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسبون فيها من جدعاء؟
  • فألهمها فجورها وتقواها (8) أي فأرشدها إلى فجورها وتقواها أي بين لها وهداها إلى ما قدر لها، وقيل أي بين لها الخير والشر.
  • قد أفلح من زكاها (9) يقال في هذا المعنى أي قد أفلح من زكى نفسه أي بالطاعة إلى الله تبارك وتعالى.
  • كما قال قتادة أي وطهرها من الأخلاق البذيئة والأدناس والرذائل.
  • وقد خاب من دساها (10) أي دسسها أي أحملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهدى حتى ركب المعاصي وبعد عن طاعة الله عز وجل.
  • كذلك يقال في هذا المعني أي قد أفلح من زكى الله نفسه وقد خاب من دسي الله نفسه.
  • كذبت ثمود بطغواها (11) يخبرنا الله تبارك وتعالى عن أن قوم ثمود قاموا بتكذيب رسولهم، ويرجع ذلك ما كانوا عليه هؤلاء القوم من الكفر والطغيان.

تفسير ميسر لسورة الشمس

 

الجزء الرابع من السورة

  • إذ انبعث أشقاها (12) وقيل في تفسير تلك الآية أن شاقي القبيلة هو قدار بن سالف، والذي قام بذبح الناقة وهو أحيمر ثمود.
  • فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها (13) والمعني بالرسول هو سيدنا صالح عليه السلام، ومعنى ناقة الله أي لا تقربوا ناقة الله تعالى وتسببوا لها أي أذى.
  • وفي معنى وسقياها أي لا تتعدوا على تلك الناقة في سقياها فهي لها يوم وأنتم لكم يوم.
  • فكذبوها فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها (14) أي أن قوم ثمود قاموا بتكذيب ما جاء به نبيهم صالح.
  • ونتيجة ذلك أنهم قاموا بذبح الناقة والتي أخرجها الله تعالى من الصخرة، حتى تكون آية لهم وبعد ذلك غضب الله عليهم فدمرها الله عليهم نتيجة فعلهم.
  • ولا يخاف عقباها (15) قال بن عباس في ذلك أي لا يخاف الله من أحد تبعة.

وقيل أيضًا لا يخاف عقباها أي لم يخاف الذي ذبحاها العاقبة التي تنتظره نتيجة فعله.

 

معلومات عن سورة الشمس

  • سورة الشمس من السور المكية والتي حكت في بداية السورة على سبعة من مخلوقات الله تبارك وتعالى.
  • كما إن السورة أخبرت عن النفس البشرية والشر الذي يكمن داخلها وضرورة تزكية النفس حتى ترقى بصاحبها إلى الفوز بالجنة ونعيمها.
  • كذلك تنتقل السورة فيما بعد حتى تروي لنا قصة سيدنا صالح مع قومه، الذين كانوا متصفين بالظلم والطغيان والبغي.
  • كما قاموا أيضًا بذبح ناقة الله تعالى والتي أخرجها لهم من الصخرة، حتى تكون دليل لهم وقد حذرهم سيدنا صالح من التعرض لها بأي أذى.
  • إلا أنهم لم يسمعوا منه فقاموا بقتلها، وعليه استحقوا عقاب الله تعالى بالهلاك والعذاب الشديد.

قصة الناقة في سورة الشمس

  • يقال حول قصة الناقة في سورة الشمس أن الله تبارك وتعالى
    لما أرسل سيدنا صالح إلى قومه ثمود فأراد أن يبرهن كلام نبيه صالح بالأدلة.
  • فأخرج لهم من الصخرة ناقة سيدنا صالح وكانت تلك الناقة تختلف عن كافة الجمال، التي كانت تتواجد في تلك الفترة.
  • كما إنها كانت تتميز بكبر حجمها وقال سيدنا صالح لقومه ألا تمسوها بسوء، ولا تتعرضوا لها بأي صورة من الأذى.
  • حتى أنه قسم بينهم في الشرب فقال إن لها يوم تشرب فيه وأنتم لكم يوم تشربون فيه.
  • إلا أن هؤلاء القوم الذين اتصفوا بالظلم والطغيان قاموا بذبح الناقة فأرسل الله عليهم العذاب، الذي يستحقونه وأهلهم جميعًا.

سبب نزول سورة الشمس باختصار

  • قيل في سبب نزول سورة الشمس أنه نزلت حتى تكمل ما كانت تخبره السورة التي كانت تسبقها، وهي سورة البلد.
  • والتي تخبر عن جزاء ومصير الكفار سواء أكان في الدنيا أو الأخرة، حيث إن الله تبارك وتعالى في ختام سورة البلد.
  • “فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون”
  • ثم يوضح في سورة الشمس أن العقاب الخاص بهؤلاء هو الهلاك
    وذلك في حال قوله تعالى عز وجل “قد أفلح من دساها وقد خاب من دساها” .
السابق
تفسير سورة النور
التالي
كيف نصلي صلاة الاستخارة

اترك تعليقاً